أحاطت علامات الاستفهام بمصير الدورة 18 لمهرجان الموسيقى العربية، وهل يستكمل المهرجان حفلاته أم سيتم إلغاؤها بعد الإنذار الذى وجهته جمعية المؤلفين والملحنين لدار الأوبرا المصرية نتيجة استخدام مصنفات فنية فى أداء علنى دون الرجوع للجمعية باعتبارها الجهة المنوط بها الحفاظ على حقوق مؤلفى وملحنى هذه المصنفات.. وقد أثار هذا الإنذار حالة من التوتر فى أرجاء دار الأوبرا، خاصة أنها يجب أن تتعامل مع حقوق الملكية الفكرية بمنتهى الدقة والحذر، لأن هناك عقوبات تم إقرارها عالميا على الدول التى لا تحترم مؤسساتها تلك الحقوق. وعلى الفور عقد الدكتور عبدالمنعم كامل رئيس دار الأوبرا سلسلة من الاجتماعات مع المستشارين القانونيين لتحديد إستراتيجية للتعامل مع هذه الأزمة بشكل لا يؤثر على دور الأوبرا فى نشر الثقافة الموسيقية والفنون الراقية، ومن أجل ترتيب الأوراق قبل عقد جلسة تفاوض مع المسئولين فى الجمعية. وفى رد فعل سريع حول إمكانية إلغاء حفلات المهرجان أكدت المخرجة جيهان مرسى مدير عام الموسيقى الشرقية فى الأوبرا أن ليالى المهرجان مستمرة وأنها لم تتلق أى شىء يفيد بإلغائها، وقالت إن الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين عضو فى اللجنة التحضيرية للمهرجان وحضر كل الاجتماعات التى تم فيها اختيار المطربين والأغانى التى سيقدمونها فى الحفلات، وهو بحكم عضويته لهذه اللجنة كان ينبغى أن يخطر إدارة المهرجان بالبيانات اللازم إرسالها للجمعية بشأن برامج الحفلات، أو أنه كان سينوب عن إدارة المهرجان بإخطار الجمعية بكل التفاصيل. فيما أشار مصدر فى دار الأوبرا إلى أن الموضوع لا يخص فاعليات المهرجان فقط، وإنما يشمل كل عروض الأوبرا، وأوضح المصدر أن اختيار الجمعية لتوقيت المهرجان لإثارة القضية، جاء ليمثل ورقة ضغط على الأوبرا باعتبار المهرجان من أهم الأنشطة التى تنظمها وأكثرها رواجا إعلاميا، وقال المصدر إن الأوبرا بين الحين والآخر تتلقى مثل هذه الإنذارات، وبعدها يحدث لقاء بين مجلس إدارتها والمسئولين عن الجمعية وتتم تسوية الموضوع، ولكن هذا العام تم تصعيد الأمر لأسباب غير واضحة، فيما أعرب المصدر عن اعتقاده بأن هذه الأزمة سرعان ما سيتم حلها بين الأوبرا والجمعية بالطرق الودية. من جانبه، أكد الموسيقار محمد سلطان رئيس جمعية المؤلفين والملحنين أنه ليس لديه أى عداء تجاه الأوبرا، وأنه من أشد المؤيدين للأوبرا باعتبارها الصرح الثقافى العظيم، ولا يمكننا أن نفكر فى إلغاء المهرجان. وقال إن المسألة بالنسبة له مرتبطة بالحفاظ على حقوق المبدعين، مؤكدا أنه لم يلجأ بعد للقضاء، وأنه يفضل التفاوض بالطرق الودية، والأوبرا لم تكن مقصودة وإنما هو إجراء تتخذه الجمعية مع كل الجهات التى لا تدفع ما عليها الجمعية. وأشار سلطان إلى أنه لم يحدد بعد الرقم المطلوب وهذا أمر خاضع للتفاوض، وقال إن هناك حفلات لا تحقق ربحا والأوبرا تقدمها من أجل الفن والثقافة ونحن نضع فى الاعتبار هذا الدور ولكن هناك حفلات تحقق دخلا ماديا كبيرا ويجب أن تدفع عنها حق الأداء العلنى وفق القوانين الدولية التى تحافظ على حقوق المبدعين. وأكد سلطان أنه يجب أن تدفع كل الجهات التى تستخدم الألحان والأغانى حقوق أصحاب تلك المواد، وأشار إلى أن الموضوع لم يكن يخص الأوبرا وحدها وإنما خاطبت الشئون القانونية فى الجمعية كل الجهات التى تستخدم الأغانى والألحان فى نشاطها ومنها القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية. وأشار إلى أن التليفزيون المصرى يجب أن يراجع الأرقام التى يدفعها والتى لم تعد تليق باسم مصر والنشاط الإعلامى فيها، وقال إن التليفزيون يدفع الملايين على مباريات الكرة، وعندما نطرح موضوع الأداء العلنى يتحدث عن ملاليم.