ظهر طائر "اللقلق الأبيض" اليوم الثلاثاء، في سماء مدينة الطور بمحافظة جنوبسيناء، و الذي يعد أحد أهم الطيور المهاجرة التي تقطع آلاف الأميال للعبور من الشرق إلى الغرب والعكس. وانتشرت أسراب الطيور في السماء، وهي تقوم بحركات رياضية في أسراب لفتت أنظار المارة، خلال رحلة هجرتها. وقال الدكتور محمد قطب، مدير قطاع محميات جنوبسيناء، إن طائر اللقلق الأبيض يقوم برحلتين هجرة كل عام من وإلى أوروبا، وتبدأ الرحلة الأولى عندما يحل فصل الشتاء البارد على أوروبا، فيتجه هذا الطائر إلى قارة أفريقيا مارًا ببلاد الشام، ثم مصر ومنها يتجه إلى المناطق الحارة في أفريقيا. والرحلة الثانية هي رحلة العودة، وتبدأ مع بدء موسم ارتفاع درجات الحرارة في دول أفريقيا، وتبدأ مع بدء موسم ارتفاع درجات الحرارة في دول إفريقيا في نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل. وأكد أن ظهور اللقلق الأبيض في هذا التوقيت يعني وجود ظاهرة تحتاج الدراسة لتحديد الأسباب، لأنه ليس من المعتاد رؤية هذه الأسراب بهذا الحجم في أواخر شهر يوليو، وعادة ما نرى هذه الأعداد خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وتستمر الرحلة حوالي 50 يوما، وتكون رحلة العودة مرة أخرى خلال شهري مارس وأبريل. وأضاف أن اسراب طائر اللقلق الأبيض المهاجرة تضم 10 آلاف طائر في كل سرب، وتتخذ من بعض المناطق محطات لها، وتعد محمية رأس محمد من أهم هذه المحطات، لكونه يتغذى بها على السرطانات الصغيرة التي توجد عند أشجار المانجروف. وأوضح أن هذه السرطانات تعطي طائر اللقلق الأبيض طاقة وحيوية، ليستكمل رحلته إلى إفريقيا، وهبوط اللقلق الأبيض في محطاته المعتادة يؤكد سلامة النظام البيئي. وأشار "قطب" إلى أن بعض المراقبين يتتبعون رحلة هذا الطائر، لمعرفة الظروف المناخية والبيئية في دول إفريقيا وأوروبا، من خلال تحليل الأعداد النافقة خلال مواسم الهجرة. وأكد أنه يطلق على طائر اللقلق الأبيض في مصر اسم "العنزة"، نظرًا لكبر حجمه، ويتراوح وزنه ما بين 3 إلى 4 كيلوجرامات، وطوله يصل إلى نحو متر تقريبًا، وأرجله طويلة، ولون ريشه أبيض تمامًا، ولكن نهاية أطراف أجنحته سوداء، بينما منقاره أحمر اللون وهو من الطيور القوية. وذكر أن هذا الطائر لا يمر بالبحر المتوسط خلال رحلة هجرته من أوروبا، لأنه يحتاج إلى تيارات حرارية لا تتكون من خلال البحر، وأثناء حركته في البر يمشي ببطء.
