المهرجان يعرض 16 فيلما أبرزها «طفيلي» و«ألم ومجد» و«بيرانا» و«محطمة النظام» أعلن مهرجان الجونة السينمائي، أن دورته الثالثة التي تُقام في الفترة من 19 وحتى 27 سبتمبر المقبل، ستشهد عرض 16 فيلما، شاركوا بعدد من المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، مثل "كان"، و"برلين" و"كارلوفي فاري"، و"إدفا". وتتضمن القائمة 9 أفلام شاركت في الدورة ال72 لمهرجان "كان" السينمائي، على رأسها الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية للمهرجان "طفيلي" للكوري بونج جون هو، ويروي قصة عائلة من العاطلين، تجمعها الأقدار مع عائلة ثرية في علاقة مُعقدة، مُعالجًا قضايا البطالة، والاتكالية، في مقابل العمل والاعتماد على النفس. ويصفه مخرجه بأنه "كوميديا بلا مهرجين، وتراجيديا بلا أشرار". وتتضمن القائمة "ألم ومجد" لبيدرو ألمودوفار، الذي يروي قصة المخرج سلفادور مالو، المُتذكر لماضيه في خضم مرضه، والساعي لروي هذا الماضي، طالبًا للخلاص. وفاز بطل الفيلم أنطونيو بانديراس، بجائزة أفضل ممثل في مهرجان كان السينمائي. ومن "كان"، أيضا يعرض مهرجان الجونة فيلمي "باكوراو" و"البؤساء"، الحائزين على جائزة لجنة التحكيم بالمناصفة، و"جلد الآيل"، الذي افتتح عروض نصف شهر المخرجين في نفس المهرجان هذا العام. "باكوراو" من إخراج كليبير مندونسا فيلو، وجوليانو دورنيليس، وتدور أحداثه، في المستقبل القريب، بعمق الريف، حيث تعيش جماعة متناغمة مع بيئتها الحاضنة؛ ذلك التناغم الذي ينتهي عندما يدخل القرية بعض الغرباء ليعكروا صفو المكان. أما "البؤساء" فهو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه لادج لي، وينضم بطله ستيفان إلى إحدى فرق الشرطة في مونفيرماي، الواقعة في إحدى ضواحي باريس، وخلال واحدة من عملياتها، تجد الفرقة نفسها في مأزق، حيث يتم تصوير وتوثيق كل ما يحدث بكاميرا طائرة "درون". ومن إيطاليا أيضًا، يُشارك فيلم "الخائن"، لماركو بيلوكيو، وتدور أحداثه في مطلع ثمانينات القرن الماضي - في خضم صراعات المافيا الصقلية - حول توماسو بوسكيتا، الذي يفر إلى البرازيل هربًا، وبينما يتم قتل عائلته فردًا تلو الآخر، وتُرحله السلطات البرازيلية إلى إيطاليا، يأخذ توماسو قرارًا مصيريًا يغير من مجرى الأحداث. ويعرض المهرجان أيضا فيلم "جلد الآيل"، من إخراج الفرنسي كوينتن دوبيو، ويدور حول رجل في منتصف عمره، يمتلك هوسًا مرضيًا بامتلاك معطف جلدي مملوك لمصمم مُعين، ويؤدي به هذا الهوس، إلى احتمالية فقدان مدخراته، وسلوكه منهجًا عنيفًا. ومن بيرو، تُشارك ميلينا ليون، بفيلمها "أغنية بلا عنوان"، المُتتبع لرحلة بحث الموسيقية الشابة جيورجينا، عن طفلتها حديثة الولادة، التي تم اختطافها من عيادة إنجاب وهمية في العاصمة ليما. ويصور الفيلم، المبني على قصة حقيقية، عمليات اختطاف الأطفال المُفجعة، وتنتهج مخرجته أسلوبًا يستخدم الأبيض والأسود لرواية تلك الأحداث المأساوية. ومن البرازيل، يشارك فيلم "الحياة الخفية لأوريديس جسماو"، لمخرجه كريم عينوز، وتدور أحداثه في خمسينيات القرن الماضي، بالبرازيل، حيث تعيش أوريديس، وأختها جويدا، مع والديهما المحافظين، وبسبب حادثة خداع مؤسفة، تُجبر الأختين على الانفصال، ولكن تحتفظ كلتاهما بحلم الاتحاد مُجددًا. كما يشارك فيلم "عفوًا، لم نجدكم"، للمخرج الإنجليزي كين لوتش، ويتناول صراع ريكي وأسرته، خلال الأزمة الاقتصادية عام 2008، حيث تلوح له فرصة للنجاة، عندما يشتري شاحنة جديدة، ليدخل بها مجال توصيل الطلبات. ويشارك فيلم "ذات مرة في تروبشفسك" للمخرجة لاريسا ساديلوفا، ويتناول سلسلة من الوقائع التي تحدث في قرية صغيرة في روسيا، والتي يصعب إخفاء الأسرار فيها. ومن الدورة الأخيرة لمهرجان برلين، يعرض مهرجان الجونة، الفيلم الإيطالي "بيرانا" الحائز على الدب الفضي - جائزة أفضل سيناريو- وتدور أحداثه، حول عصابات نابولي، وسعيهم الحثيث للاستحواذ على السلطة، وتتجلى فيه عوالم المراهقة والجريمة في آن واحد؛ تلك العوالم التي تنم عن واقع اجتماعي تعيس. كما يعرض المهرجان، الفيلم الياباني "37 ثانية"، لمخرجته هيكاري، ويستعرض قضايا ذوي الإعاقة، والجنسانية لدى الشباب، حيث تعيش "يوما" -فنانة رسوم الكوميكس الشابة، المُصابة بشلل دماغي، جراء عدم تنفسها لمدة 37 ثانية عند ولادتها- مع أمها التي تخشى عليها من أي شيء. وفي محاولتها، لاكتشاف جنسانيتها، والمعنى الحقيقي للحب والغفران، ترمي يوما بنفسها في ليل طوكيو. فاز الفيلم بجائزة الجمهور في قسم بانوراما لأفضل فيلم روائي، في الدورة ال69 لمهرجان برلين السينمائي. ومن ألمانيا، يشارك فيلم "محطمة النظام" لنورا فاينشت، ويحكي قصة بيني، ذات ال9 أعوام، التي لا تستطيع التحكم في نوبات غضبها، ما يدفع المؤسسات الرسمية لتسميتها "محطمة نظام"، وأملًا في تغيير ذلك؛ تُعين "ميشا" مدربة التحكم في الغضب، لرعاية بيني. فاز الفيلم بجائزة الدب الفضي - ألفريد باور- في مهرجان برلين السينمائي 2019. ومن أفغانستان، يشارك فيلم "مسافر منتصف الليل" لمخرجه الأفغاني حسن فازيللي، الذي شارك في مهرجان برلين، وهو محكوم عليه بالموت من قِبل حركة طالبان، وهرب من بلده هو وأسرته. ويصور الفيلم الحالة الانتقالية المُفزعة، التي يعيشها طالبو اللجوء، رابطا الخاص بالعام، والشخصي بالسياسي. كما يشارك أيضا الفيلم الوثائقي الطويل "كابُل مدينة في الريح"، للمخرج أبوزار أميني، والذي فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بأول ظهور لمخرج، في مهرجان إدفا للأفلام الوثائقية الطويلة. وهو تصوير يقظ وحميمي، للحياة اليومية في مدينة كابُل، خلال "فترات الصمت" الفاصلة بين التفجيرات الانتحارية، التي تُغيّر شظاياها وهزاتها العنيفة مسار حياة شخصيات الفيلم. ومن بلغاريا، يشارك فيلم "الأب"، للمخرجين كريستينا جروزيفا، وبيتار فالانشوف، وتدور قصته حول "فاسيل" الذي يعتقد بعد وفاة زوجته، أنها تستخدم هاتفه المحمول من قبرها لتتصل به، ويزور وسيط روحاني ليتم هذا الاتصال، وبرغم محاولات ابنه بافيل أن يثنيه عن تلك الأفعال، إلا أن الأب يواصل العناد فيما يفعله. فاز الفيلم بالجائزة الكبرى في الدورة ال55 لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي. من جهته، قال مدير المهرجان انتشال التميمي، إن "الجونة السينمائي" يسعى في دورته الثالثة لاستعادة مجموعة من الأعمال السينمائية الكلاسيكية، وإلقاء الضوء على مخرجيها العظام، إلى جانب تقديم الأفلام الحديثة، وتُعد مجموعة الأفلام العالمية المُختارة لهذا العام، مثالًا لتوجه المهرجان لجذب الإنتاجات السينمائية الأحدث من جميع أنحاء العالم، متمنيا أن يكون برنامج المهرجان هذا العام، ممتعًا ومحفزًا، للجماهير المحلية والإقليمية، من المحترفين والمحبين للسينما. أما المدير الفني للمهرجان أمير رمسيس، فأكد أن "الجونة السينمائي"، استطاع على مدار سنتين، أن نكون على قدر المسئولية في تقديم أهم أعمال العام السينمائية لجمهور المهرجان من محترفين ونقاد وصحفيين والجمهور المحب للسينما، قائلا إن الجمهور يكافئ المهرجان بنسب الحضور المُبهرة للأفلام وردود الفعل الأخاذة. وتابع رمسيس قائلًا: "رُعب كبير أن نكون مسئولين عن خيارات أفلام يشاهدها هذا العدد من المتفرجين ذوي العين المدربة على مدار أيام المهرجان، وفي دورتنا الثالثة نعد أن أفلامنا اختيرت بنفس الحب والعناية، التي نعد بها جمهورنا من دورة لأخرى".