هل هناك فتيات فى هذا العالم ليس لديهن دمى؟ سؤال قد لا يمثل أى أهمية عند الكثير من الناس، يرون أن امتلاك الدمى ما هو إلا أمر ترفيهى، ولكن هناك طفلة لم تتقبل تلك الفكرة، وأصبحت سببا فى إدخال السرور على قلب العديد من الفتيات حتى بعد وفاتها. «هايما» طفلة ولدت فى 2014 وتوفيت وعمرها 12 عاما، رحلت عن عالمنا وذهبت لعالم أجمل يشبه نقاءها، لكنها رحلت قبل أن تتمكن من تحقيق حلمها الذى كان أكبر فى اتساعه من سنوات عمرها، تاركة رسالة مليئة بالحب والخير. حلمها.. أن يتمكن الأطفال الفقراء من امتلاك عرائس وألعاب مثلها، ففى ذات ليلة بينما كانت تلعب بعرائسها، سألت والدتها سؤال جعلها تصمت وتفقد القدرة على الإجابة وهو هل هناك فعلا أطفال ليس لديهم عرائس وألعاب؟ وقفت الأم عاجزة أمام السؤال وتجنبت الإجابة فالسؤال بالنسبة لها يثير الكثير من المعانى الحزينة. دخلت هايما غرفتها وهى تبكى، ودونت رسالة تحولت إلى أيقونة لحملة بدأت بعد وفاتها، فقد كتبت فى رسالتها «دميتى صغيرة، دميتى جميلة، تغنى أحلى الأنغام، كيف لطفلة صغيرة ألا يكون لها دمية ترقص وتغنى، لا بد أنها حزينة من دون ألعاب لتتكلم وتلعب معها، أما أنا فلدى كثير، ترى ما الضرر الذى سيأتى لى إذا أعطيتها واحدة؟ لا ضرر، نعم، لا ضرر». استكملت هايما فى رسالتها قائلة: «لم لا نراعى الأطفال الفقيرة؟ إنهم أطفال وعليهم أن يعيشوا فى الجنة مثل الأطفال الأخرى، إن الأطفال دمية وعلينا تحريكها بشكل صحيح فى المكان المناسب فى الحياة التى يستحقونها، وإن كان الوطن يريد مستقبلا باهرا فحركوا واستخدموا دميتكم بشكل صحيح». كانت دائما من المتفوقين الأوائل خلال الفترة التى قضتها فى المدرسة، فكانت قدوة لزملائها أخلاقيا وعلميا ودينيا، أنشأت جمعية خيرية داخل الفصل، تجمع التبرعات من زملائها بشكل دائم ومستمر وتتبرع بها لمراكز التبرعات، أما أموالها الشخصية تتبرع بها للمستشفيات لعلاج مرضى السرطان، والقلب. وتقول تاسيليا الجندى والدة هايما ومؤسسة مبادرة دمية لكل طفلة ل«الشروق»، إن رحيل هايما لم يجعلها هى وعائلتها أن ينسوا حلمها، وأسست العائلة مبادرة «دمية لكل طفلة»، منذ 3 سنوات؛ لتحقيق حلمها بإهداء عرائس للفتيات ورسم الابتسامة على وجوه كل البنات والأطفال غير القادرين على شراء دمية جديدة، مضيفة أنها فوجئت بانضمام الكثير من أصدقائها وأصدقاء العائلة للحملة، بالإضافة للمتطوعين بعدما أنشأت صفحتين إحدهما على «الفيسبوك» والأخرى على «إنستجرام»، بعنوان «دمية لكل طفلة».