«هايما» طفلة بريئة لم يتعد عمرها 12 عامًا، رحلت وكانت تتمتع بمواهب متعددة فى الرسم وكتابة القصص القصيرة والموسيقى، حصلت على العديد من الجوائز وكأس التفوق فى القصة القصيرة، كما أحبت عمل الخير من خلال اشتراكها فى جمعية بالتعاون مع أصدقائها لمساعدة المحتاجين، لذلك تركت «هيما» رسالة قبل وفاتها مفادها أنها تتمنى منح عرائس للأطفال المحتاجين بهدف إسعادهم فى المناسبات المختلفة، لذلك ما زالت وصيتها ورسائلها تسعد ملايين الأطفال المحتاجين وقد أطلقت والدة هايما بعد وفاتها مبادرة تحت شعار دمية لكل طفلة، تحقيقًا لأمنيات ابنتها المتوفية. قالت السيدة تاسيليا الجندى، والدة هايما: إن ابنتها كانت شغوفة جدًا بالعرائس والحديث إليها، ولا تمل من طلب عرائس جديدة كل فترة حتى سألت والدتها ذات مرة إذا ما كان يمتلك جميع الأطفال عرائس مثلها فأجابتها إنه ليس جميع الأطفال لديهم عرائس كثيرة ومنهم من لا يمتلك أى منها على الإطلاق، فما كان من الطفلة إلا أن ذهبت إلى غرفتها باكية متمنية توزيع العرائس والدمى على جميع فقراء بهدف إسعادهم ورسم الفرحة على وجوههم فى الأعياد والمناسبات المختلفة. أوضحت والدة هايما أن طفلتها كتبت رسالة فى مذكراتها محتواها: «كيف لا تمتلك طفلة دمية ترقص وتغنى معها، لابد أن هؤلاء الأطفال يتملك الحزن من قلوبهم»، مضيفة: اكتشفت الرسالة بعد وفاة طفلتى فقررت تدشين مبادرة تحمل عنوان «دمية لكل طفلة» والتى بدأت فى 15 من شهر فبراير الماضى لتوزيع الدمى والعرائس على الأطفال الفقراء، وذلك بالتعاون مع ابنتى الكبرى هانيا وبعض أصدقائنا، من أجل تحقيق حلم «هايما» برسم البهجة والسرور على وجوة الأطفال كما كانت تأمل قبل وفاتها. أضافت الجندى: وزعنا حتى الآن العرائس فى محافظتى الفيوم والجيزة وكذلك فى الوراق، كما نقصد أطفال دور الأيتام ومستشفيات الأمل ونسعى بشكل مستمر لتغطية جميع المناطق الشعبية والتى من بينها الأطفال الذين يعيشون مع أسرهم فى المقابر كمناطق الإمام الشافعى والبساتين. وأكدت الجندى أن الحملة لاقت إقبالًا كبيرًا بين أصدقاء هايما وكذلك بين الجيران والأصدقاء وكثير منهم يساهمون بإحضار العرائس والدمى ليتم توزيعها على الأطفال.