الوزارة تبحث التجربة الفرنسية فى إصلاح وتحرير سوق الغاز.. و(EDF) الفرنسية: سوق الغاز المصرية أصبحت أكثر جاذبية قال طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية: إن مصر تضع نصب أعينها طموحات دول منطقة شرق المتوسط فى تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من ثروات الغاز الطبيعى المكتشفة والمتوقع اكتشافها فى المستقبل، وتعمل على تحقيق هذه الطموحات، مؤكدا حتمية التكامل بين دول المنطقة لتحقيق الاستفادة المثلى من موارد الغاز لصالح شعوبها والمساهمة فى تحقيق الرفاهية والرخاء لهم، بحسب بيان للوزارة أمس. جاء ذلك خلال مشاركة الملا، فى جلسة مناظرة ضمن فاعليات اليوم الثالث من مؤتمر الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، تحت عنوان «دور الغاز المسال فى تأمين امدادات الغاز بالبحر المتوسط»، والذى ينظمه مرصد الطاقة المتوسطى بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور دومينيك ريستورى مدير إدارة الطاقة بالاتحاد الأوروبى. وأوضح الملا أن صناعة البترول والغاز المصرية تشهد تغيرات إيجابية أخيرا على صعيد الاستثمار وهو ما يعد مؤشرا قويا على نجاح خطط الإصلاحات، وأن شركات عالمية كبرى جديدة حرصت على الدخول فى مجال البحث والاستكشاف فى مصر لأول مرة مثل شركة اكسون موبيل بالإضافة إلى زيادة الشركات العالمية العاملة لاستثماراتها وعودة شركة شل للمشاركة فى المزايدات وفوزها بخمس مناطق دفعة واحدة فى مزايدتى هيئة البترول وإيجاس لعام 2018، بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى والبدء فى توجيه الفائض للالتزامات التعاقدية فى التصدير وصناعات القيمة المضافة. وتابع أن قطاع البترول والغاز بدوره شرع فى تنفيذ إصلاحات عديدة لزيادة قدراته كقطاع جاذب للاستثمار وتحقيق هدف مصر القومى فى التحول لمركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز والبترول، مضيفا أن هذه الإصلاحات يتم تنفيذها على جميع المحاور والأصعدة ليس فقط فى الإسراع بعمليات الإنتاج والاستكشاف ولكن أيضا فى إصلاح دعم الطاقة وتطوير البنية التحتية والمشروعات الكبرى التى يتم تنفيذها من معامل تكرير وشبكات خطوط الأنابيب. من جانبه شدد «ريستورى» على أهمية دور منطقة شرق المتوسط كمصدر هام لإمدادات الغاز إلى أوروبا وعلى دعم الاتحاد الأوروبى الكامل لمنتدى غاز شرق المتوسط، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم التى تم توقيعها بين مصر والاتحاد الأوروبى فى عام 2018 للشراكة الاستراتيجية فى مجال الطاقة تعد استكمالا للعلاقات التاريخية الوثيقة بين الجانبين. فى سياق متصل بحث «الملا» مع جين بابتيست ليموين وزير الدولة الفرنسى للشئون الخارجية، سبل تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين خاصة فى مجالات الطاقة،، كما تم مناقشة دور الغاز فى منطقة شرق المتوسط فى توطيد العلاقات بين دول المنطقة ودور منتدى غاز شرق المتوسط مستقبلا. وأكد «بابتيست» أن الرؤية بدأت تتضح فى منطقة شرق المتوسط فيما يخص تجارة وتداول الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعى بشكل خاص، مشيرا إلى تطلع فرنسا والاتحاد الأوروبى لما ستسفر عنه هذه الجهود، «هناك رغبة قوية فى أوروبا بشكل عام فى تأمين مصادر بديلة لإمدادات الغاز الطبيعى». كما بحث وزير البترول، مع جين فرانسوا كارينكو رئيس جهاز تنظيم شئون الطاقة الفرنسى سبل الاستفادة من تجربة فرنسا فى إصلاح وتحرير سوق الغاز وتدريب الكوادر البشرية بجهاز تنظيم الغاز، بما يساهم فى جذب المزيد من الاستثمارات وتدفق إمدادات الغاز لدعم خطط مصر لتصبح مركزا اقليميا لتجارة وتداول الغاز والبترول. وأكد الملا خلال لقائه مع كارينكو، أن جهاز تنظيم شئون سوق الغاز المصرى يهدف إلى إتاحة السوق المحلى للمنتجين والمستهلكين لبيع وشراء الغاز مباشرة باستخدام شبكات وتسهيلات الغاز المتاحة من خلال فئات نقل محددة وهو ما يعنى السماح لأطراف جدد باستخدام الشبكة القومية وبيع الغاز مباشرة للمستهلكين مما يحقق مبدأ التنافسية الإيجابية ويجعل السوق أكثر ديناميكية وسلاسة، مشيرا أن التجربة الفرنسية فى هذا المجال تعد الأبرز عالميا حيث بدأ عمل الجهاز الفرنسى فى عام 2000 وتمتلك خبرات مميزة يمكن الاستفادة منها بفعالية فى التجربة المصرية. ورحب كارينكو بالتعاون مع مصر فى مجال إصلاح وتحرير سوق الغاز وتقديم جميع سبل الدعم الممكنة وكذلك تدريب الكوادر البشرية وتجهيزهم لسبل التعامل مع مثل هذه الأسواق الحرة، مشيرا إلى أن الجهاز الفرنسى يعمل على ضمان انسيابية وكفاءة سوق الكهرباء والغاز فى فرنسا بما يضمن تحقيق المنفعة المشتركة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء، بما يتوافق مع السياسات الفرنسية للطاقة التى تهدف للموضوعية والحيادية والاستقلالية والشفافية فى جميع العمليات بسوق الطاقة الفرنسية. كما بحث وزير البترول مع جين برنار ليفى، رئيس شركة الكهرباء الفرنسية EDF المالكة لشركة إديسون الإيطالية العاملة فى مصر، أنشطة الشركة فى البحث عن الغاز وانتاجه من خلال شركة إديسون الإيطالية العاملة فى مصر من مناطق امتيازها بالبحر المتوسط والتقدم فى تنفيذ برامج الحفر فى هذه المناطق حيث تعمل إديسون حاليا على تطوير حقل أبوقير البحرى إلى جانب الأنشطة الاستكشافية وحفر الآبار فى مناطق أخرى، فازت بها فى المزايدات العالمية التى يطرحها قطاع البترول. من جانبه أشار برنار إلى اهتمام الشركة بالتوسع فى أنشطتها فى مصر من خلال شركة إديسون فى ظل الخبرات التى تتمتع بها الشركة فى مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وشراكتها مع قطاع البترول فى مشروع إنتاج الكهرباء من حصة إديسون من الغاز الإضافى بحقل أبو قير لاستخدامه فى محطة توليد الكهرباء بكفاءة عالية، فضلا عن الاهتمام بالمشاركة فى سوق تجارة وتداول الغاز الطبيعى.