قال جلال معوض، عضو الشعبة العامة للمواد الغذائية، إن تراجع أسعار الدولار سينعكس بشكل إيجابى على أسعار السلع، لكن ذلك الأثر سيظهر بعد فترة، خاصة أن التجار والمستوردين وقعوا التعاقدات الحالية بأسعار الدولار قبل انخفاضه، مشيرا إلى أن حالة الركود التى سيطرت على السوق خلال الفترة الماضية جعلت العديد من التجار يخفضون من هامش ربحهم مما انخفض بأسعار السلع بنسبة 5%. وأضاف معوض، أن الأثر الإيجابى بدأ يظهر على بعض السلع كالمعلبات التى تراجعت بنسبة تتراوح بين 10 و15٪، بينما هناك بعض السلع ارتفعت أسعارها نتيجة لسبب موسمى كأسعار الدقيق وبعض خامات منتجات الألبان. وقال أحمد الباشا إدريس، رئيس شعبة الغلال والمحاصيل الزراعية بالغرف التجارية، إن نسبة التراجع فى الدولار لم تتجاوز 5%، وبالتالى فإن نسبة الانخفاض فى الأسعار لن تتعدى 2% ولن يشعر بها المستهلك، «لكى يكون هناك تراجع فى الأسعار يجب أن ينخفض الدولار بنسب تتراوح بين 30 و40% بما يعنى وصول سعر صرف الدولار إلى 15 جنيها. وأضاف أن أسعار الحاصلات الزراعية مستقرة فى الأسواق نظرا لوجود وفرة بالسلع، «الأسعار ستتراجع مع نهاية شهر رمضان نتيجة تراجع الطلب على السلع ولا علاقة له بتراجع الدولار»، مضيفا أن مصر تستورد 90% من استهلاك الحاصلات الزراعية، من كندا وأستراليا وليتوانيا وفرنسا وإنجلترا والبرازيل وألمانيا والمغرب والصين والهند. وأوضح عمرو حامد، نائب رئيس شعبة البقالة بغرفة القاهرة التجارية، أن تراجع الدولار لن يكون له تأثير مباشر فى الوقت الحالى، خاصة أن المصانع والشركات تعمل حاليا بمواد خام تم شراؤها بالسعر القديم للدولار، متوقعا انخفاض أسعار تكلفة الإنتاج مع بدء التشغيلات الجديدة للمصانع. وتوقع حامد أن يكون انخفاض أسعار السلع بنفس نسبة التراجع فى الدولار، ولكن يجب الانتظار فترة لا تقل عن شهرين حتى تنتهى المصانع من المخزون لديها، متوقعا أن يستمر الدولار فى الانخفاض بشكل أكبر. ولفت محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بالغرف التجارية، إلى أن تأثير تراجع الدولار لن يظهر على أسعار المنتجات بشكل عام فى الفترة الراهنة، خاصة اللحوم والدواجن، «انخفاض الدولار بنحو 88 قرشا بسيط وغير مؤثر». وأوضح وهبة، أن التراجع لن يكون له تأثير إلا فى حالة استمرار هذا انخفاض لمدة لا تقل عن 3 شهور، خاصة أن الأعلاف التى تتغذى عليها تم شراؤها بالسعر المرتفع للدولار بالإضافة إلى أن دورة تربية وتسمين المواشى والدواجن لا تقل عن 3 أشهر، وأضاف أن المستهلك لن يشعر بأى انخفاض فى الأسعار مع التراجع البسيط فى الدولار، «التراجع المؤثر عندما يصل سعر الدولار إلى 15 جنيها». وارتفعت قيمة فاتورة استيراد مصر من اللحوم والمواشى الحية والأسماك بما فيها المحفوظة بنسبة 2.2% خلال شهر يناير الماضى، لتسجل نحو 213.912 مليون دولار مقابل 209.262 مليون دولار خلال نفس الشهر من 2018، وفقا لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. وتستورد مصر اللحوم من السودان والبرازيل والهند وإثيوبيا، بنسبة 60% من الاستهلاك المحلى، والذى يصل إلى 1.2 مليون طن لحوم سنويا.