أكد رابح سعدان المدير الفني لمنتخب الجزائر أنه لا يعتزم إجراء تغيير جوهري على تشكيلة فريقه التي ستواجه منتخب مصر في استاد القاهرة الدولي يوم 14 نوفمبر المقبل في ختام مباريات المجموعة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم ، مشيرا إلى أن الفريق سيقيم معسكرا تدريبيا خارجية في العاصمة الفرنسية باريس أو في مدينة تولون الفرنسية قبل السفر إلى القاهرة مباشرة لخوض هذه المباراة. وقال سعدان في تصريحات أدلى بها لصحيفة "الخبر" الجزائرية إنه لن يجري تغييرات على تشكيلته الحالية لأنه يعتبر أن الاستقرار عنصر رئيسي من عناصر النجاح ، ولكنه أوضح أن إعلان الاعتماد على أسماء معينة من الآن أمر سابق لأوانه لأن المباراة مع مصر ستقام بعد شهر من الآن. وأضاف سعدان أنه سيحرص خلال الفترة المقبلة على مراقبة كافة اللاعبين المحترفين في الخارج على وجه التحديد للوقوف على مستواهم استعدادا لمباراة 14 نوفمبر ، وذلك قبل أن يعلن التشكيلة التي ستدخل المعسكر الخارجي وبالتالي المباراة نفسها. واعترف سعدان بأن مواجهة مصر على أرضها "تخيف الكثيرين" ، ولكنه أشار باطمئنان إلى أن المنتخب الجزائري يتفوق في رصيد النقاط بفارق ثلاث نقاط ، وأيضا بفارق الأهداف ، لذا فإنه رأى أن الضغط الجماهيري ربما يكون أكبر على الفريق المصري وليس على فريقه. وتحدث سعدان بنوع من عدم الاكتراث عما يقال عن وجود حرب إعلامية مصرية جزائرية قبل المباراة المقبلة ، قائلا : "الخوض في حرب إعلامية بين مصر والجزائر أمر غير أخلاقي ، لأننا في النهاية بلدان شقيقان ، ولدينا تاريخ مشترك ، والأحسن كرويا هو الذي يتأهل ويمثل العرب في كأس العالم .. وبالتالي فإن الحديث عن حرب إعلامية بين منتخبين شقيقين لا جدوى منها". إلا أن سعدان لم يخف شعوره بالحزن إزاء بعض الظواهر الأخرى والتي سألته عنها الصحيفة ، وخاصة في "الداخل" الجزائري ، حيث قال سعدان – وهي ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عن هذا الأمر - : "للأسف ، هناك من الجزائريين من لم يعجبه فوزنا ضد رواندا ، ولا يريد الخير لهذا الشعب ، ولم يفرح للنتائج التي يحققها المنتخب ، فقبل سبعة أشهر ، كنا لا نأمل سوى في كأس أفريقيا ، والحمد لله حقق لاعبونا قفزة نوعية جعلتنا في الواجهة قاريا ودوليا (......) وأتعجب للذين لا يثمنون ما يفعله المنتخب الوطني لشعب بأكمله". ومضى يقول : "عندما ترى صور الجزائريين في الشوارع يحتفلون ويبكون من أجل هذا المنتخب ، تقول في قرارة نفسك : لقد أسعدت أمة بأكملها ، وهذا أحسن شيء تحتفظ به .. غير أن بعض الأطراف تريد زعزعة المنتخب الوطني قبل مباراة حاسمة بمصر وتصطاد في المياه العكرة" ، غير أن سعدان لم يحدد هذه الأطراف. من جانب آخر ، واستمرارا للنهج الهاديء في التصريحات الجزائرية عن مباراة مصر ، أكد رابح ماجر النجم الجزائري الأسبق والمدير الفني الأسبق لمنتخب الجزائر أنه يعتبر مباراة 14 نوفمبر "مواجهة في كرة القدم فقط وليست حربا" ، مشيرا إلى وجوب التحلي بالروح الرياضية من جانب جمهوري الفريقين. ونقلت جريدة "الشروق" عن ماجر قوله إنه يوجه كلمة إلى المصريين يقول فيها إن الجزائريين يحلمون بتأهل منتخب بلادهم إلى كأس العالم على حساب المنتخب المصري ، وهذا أمر طبيعي ، وإن حدث وتأهلت مصر فسيكون أول مشجع للفراعنة في جنوب إفريقيا لأنهم عرب وأشقاء". كما أشاد ماجر بالعودة القوية ل"الفراعنة" في الجولات الثلاث الأخيرة ، قائلا : "المنتخب المصري قوي ، وسبق له أن شرفنا في مشاركاته في كأس الأمم بمصر 2006 وغانا 2008 ، وكذلك في كأس العالم للقارات بجنوب أفريقيا في يونيو الماضي ، لذلك أراه قادراً على تحقيق نتيجة جيدة". ولكن ماجر نصح لاعبي الجزائر بتجنب دخول هدف مصري في مرماهم في الدقائق الأولى من المباراة لأن ذلك "سيمنح قوة معنوية إضافية لأشبال المدرب شحاتة لإحراز أهداف أخرى" ، بحسب تعبيره. وكان ماجر أحد لاعبي المنتخب الجزائري الذين شاركوا في مباراة 17 نوفمبر 1989 التي انتهت بصعود مصر إلى كأس العالم 1990 بإيطاليا بهدف حسام حسن المبكر. من ناحية أخرى ، ذكرت وسائل الإعلام الجزائرية أن محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم المعروف اختصارا باسم "فاف" غادر الجزائر في طريقه إلى القاهرة للقاء المسئولين في اتحاد الكرة المصري للتفاوض على عدد المقاعد التي سيتم تخصيصها للمشجعين الجزائريين في مباراة 14 نوفمبر. ويرافق روراوة في رحلته إلى القاهرة وفد من الاتحاد الجزائري لمعاينة الفنادق المرشحة لاستضافة المنتخب الجزائري في القاهرة.