وقع الكاتب والروائي علاء خالد، على أحدث مؤلفاته الأدبية رواية "بيت الحرير" الصادرة حديثًا عن دار الشروق، أمس الاثنين، بجناح الدار بمعرض القاهرة للكتاب في التجمع الخامس. وقال "خالد" إن رواية "بيت الحرير"، تدور في فترة زمنية من 2011 وحتى 2013، من خلال حكايات ثلاثة أشخاص محورية، يشاركون في ثورة يناير، لتظهر من خلال أحداثها انفعالتهم وتفعلاتهم الشخصية والإنسانية، مشيرًا إلى أن الرواية ترصد كيف جمعت الثورة بين الناس على السطح لدرجة كبيرة متجاوزة تناقضاتهم الداخلية، التي سرعان ما ستظهر، حيث كل شخص يظهر خارج شخصيته الاصلية بسبب تأثره بالاحداث وضغطها عليه." وأضاف صاحب "بيت الحرير" تتداخل العلاقة بين الفتاة الثورية والكاتب الخمسيني المفضل لها، وهناك أيضًا صديق الفتاة الذي تحبه، لترصد الرواية التحوﻻت في تلك العلاقات التي تحمل قدرٍ من الحميمية بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أنه ﻻ يوثق في روايته للثورة، بل لتاثيرها على الشخصيات لإظهار كل تناقضاتهم ورغبتهم في تجاوزها وأحيانا فشلهم في هذا التجاوز. وتابع مؤلف "أشباح بيت هاينريش بل"، أن الحكايات تنساب في الرواية على ألسنة أبطالها، فكل شخص منهم راوي عليم يحكي عن مشاعره وأفكاره، لافتًا إلى إن أصعب الأصوات التى كتب عنها كان الصوت الأنثوي، على لسان شخصية الفتاة الثورية، التي حاول أن يسكب على الورق مشاعرها وأفكارها باللغة الأقرب لمنطق التفكير الخاص بها، بخاصة أن حياتها مليئة بالانفعالات. وعن عنوان الرواية، قال "علاء خالد" أنه أستوحى اسم "بيت الحرير" من فكرة "الشرنقة"، أي حالة التشرنق التي يدخلها الناس لفترة زمنية طويلة، إلى أن يحدث أمرًا قويًا يخرجهم من تلك الحالة، وهو ما حدث أثناء ثورة يناير، لافتًا إلى أن الرواية تطرح العديد من الأسئلة منها: "هل نحن نستطيع في لحظة ما أن نخرج من هذه الشرنقة التي نعيش فيها، وهل الناس عادت إلى شرنقتها مرة أخرى بعد الثورة، وغيرها من الأسئلة التي تطرحها صفحات الرواية لتترك للقارئ الإجابة عنها. وأعتبر علاء خالد، إن "بيت الحرير" امتداد لروايته السابقة "أشباح بيت هاينريش بل" الصادرة عن دار الشروق، من خلال استخدمه لنفس صوت الراوي، وكأنه نفس الشخص في الروايتان، ونفس التوقيت الزمني، لكن مع اختلاف المكان ووجهة النظر، فيظهر الراوي بشخصيته ليحكي من مكانٍ أخر ومن زاوية أخرى. وفي «بيت الحرير» وطوال زمانها الروائي يتنقل بطلاها؛ «دولت» الفتاة العشرينية الثورية؛ و«محسن الحكيم»، الكاتب الخمسيني، بين عدة أماكن تاريخية في مدينة القاهرة، لجوءًا لهذە الروح العتيقة التي تسكنها. بينما يتصاعد في خلفية مسرح لقاءاتهما دخان وصراخ حشود «ثورة» تدور في الشوارع بإيقاعات مختلفة تحت لهيب نشوات وانتكاسات هذە «الثورة» سينفتح جسر بين هذيْن العمريْن المتباينيْن، يسمح بتبادل الكثير من المشاعر الطازجة وغير المطروقة. وستتناثرعلى أرضية مسرح لقاءاتهما، الكثير من الأسئلة التي تخص حياة كل منهما، والحياة في مصر بشكل عام، التي كانت تقف على حافة تحولات كبرى، جعلت «الثورة» تبدو كلغز يصعب فكَّ شفرته حينها، كل الأسئلة التي فجَّرها هذا الفارق العمْري بين البطليْن، كانت غالبا بلا إجابات. لم يدركا، دولت ومحسن، حينها، بأنهما كانا يشغلان، بصداقتهما الاستثنائية هذە، مساحة صغيرة من أرض هذا المستقبل الغامض الذي لم يظهر بعدُ. علاء خالد؛ من مواليد الإسكندرية. منذ صدور ديوانه الأول، في بداية التسعينيات، عُدَّ أحد الأسماء الأساسية في تاريخ قصيدة النثر في جيلَي الثمانينيات والتسعينيات. وهو المشرف العام وأحد مؤسسي مجلة «أمكنة» التي تُعنى بثقافة المكان. صدرت له دواوين شعرية، وكتب نثرية. وصدرت له عن دار الشروق روايته الأولى بعنوان «ألم خفيف كريشة طائر تتنقل بهدوء من مكان لآخر» عام 2009، وكتاب «وجوە سكندرية» عام 2012، وكتاب أدب رحلات «أكتب إليكِ من بلد بعيد» عام 2016، ورواية «أشباح بيت هاينريش بُل» عام 2018.