أبحرت مدمرة أمريكية، اليوم الاثنين، قرب جزر باراسيل المتنازع عليها التي تقع في بحر الصين الجنوبي وتزعم بكين السيادة عليها، فيما التقى مسؤولون أمريكيون بنظرائهم في العاصمة الصينية لإجراء محادثات خلال هدنة في حرب تجارية شرسة بين البلدين. وقالت المتحدثة باسم الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي ريتشيل مكمار في بيان بالبريد الإلكتروني إن المدمرة مكامبل نفذت عملية "لحرية الملاحة" وأبحرت على بعد 12 ميلا بحريا من سلسلة جزر باراسيل ”للتصدي لمزاعم السيادة البحرية المبالغ فيها". وأضافت مكمار أن العملية لا تستهدف دولة بعينها ولا توجه رسالة سياسية، وفقا لوكالة رويترز. وتزعم الصين سيادتها على كل بحر الصين الجنوبي تقريبا وتنتقد الولاياتالمتحدة وحلفاءها من وقت لآخر بسبب عمليات حرية الملاحة البحرية قرب الجزر التي تحتلها. ولفيتنام والفلبين وبروناي وماليزيا وإندونيسيا وتايوان مزاعم سيادة أيضا في المنطقة. وصدر البيان في وقت تجرى فيه محادثات تجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة في بكين وهي أول جولة من المناقشات المباشرة بين البلدين منذ أن اتفقا على هدنة مدتها 90 يوما في حرب تجارية عكرت صفو الأسواق الدولية. وغادر وفد يرأسه مساعد ممثل التجارة الأمريكي جيفري جيريش الفندق، من دون التحدث مع الصحفيين الذين يغطون جولة المفاوضات هذه وهي الأولى منذ اجتماع رئيسي البلدين في أوائل ديسمبر في بوينوس ايرس. ويضم الوفد الأمريكي إلى الصين مسؤولين من الخزانة ووزارات التجارة والزراعة والطاقة والخارجية، إضافة إلى مندوبين من البيت الأبيض. وأبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة الماضية، ثقته في إمكان التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يضع حدًا للحرب التجارية التي شنها على بكين بفرض رسوم جمركية مشددة على واردات بضائعها، في وقت ردت عليها بكين بالمثل. وقال ترامب: "لدينا مفاوضات تجارية مكثفة في الوقت الحاضر مع الصين، والرئيس شي جين بينج منخرط جدا، مثلي تماما. نحن نتفاوض على أعلى مستوى، والأمر يسير بشكل جيد جدا". واتفق البلدان بعد قمة بين ترامب وشي في بوينوس ايرس، على الدخول في مفاوضات وتجميد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي كان مقررا أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير الجارى على شريحة جديدة من البضائع الصينية حتى الثاني من مارس المقبل على أقل تقدير.