على مدى 3 سنوات، اقتفى مدير التوثيق الأثرى فى المجموعة العلمية لترميم الأيقونات القبطية بوزارة الآثار كيرلس برسوم أثر الكنائس والأديرة التى عاشت فيها العائلة المقدسة طيلة مكوثها فى مصر، فيما عُرف برحلة العائلة هربا من بطش الإمبراطور الرومانى هيرودوس فى بيت المقدس، والتى بلغت 3 سنوات ونصف السنة. اختمرت الفكرة فى عقل برسوم منذ حضوره لسنوات الاحتفالات برحلة العائلة، «لم يكن الأمر يخرج عن بضعة كلمات، لذا كان على أن أحول كل تلك الاحتفالات لمعرض أيقونات مع شرح لأيقونة، هكذا يمكن أن يشاهد الناس الرحلة بأعينهم». بدأ برسوم عمله، بجمع وحصر كل مناطق العائلة المقدسة من سيناء إلى الصعيد وقسمها إلى 5 مراحل تشمل 27 منطقة ب 13 لوحة، ليعرف كل شخص ماذا حدث فى مسار العائلة. ثم ذهب برسوم إلى كل مكان لجأت له العائلة المقدسة فى مصر، ليصنع 41 نسخة من أيقونات العائلة المقدسة، بدأها بأيقونات البشارة ثم الميلاد ثم الرحلة، إذ جاء المسيح مصر وهو ما زال طفلا رضيعا، وهو ما يُفسر لماذا وُجدت أيقونة للسيدة العذراء وهى ترضع المسيح ضمن الأيقونات المميزة والنادرة، المقرر عرضها بعد مصر فى إيطاليابالفاتيكان. وقام برسوم بعمله بمجهود شخصى دون دعم من أحد، لكن أسقف عام كنائس وسط القاهرة الأنبا رفائيل رحب بالفكرة حين عُرضت عليه، «وهى سابقة على اعتماد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لمسار الرحلة كمكان من أماكن الحج الدينى»، يقول برسوم ل«الشروق». ولم يستعن برسوم فى عمله إلا بأسرته، «أولادى وأخويا كلهم فنانين، وجمع الأيقونات منتج عائلى»، يقول وهو يشير لنجله بيشوى. ويؤكد برسوم: «هذا المعرض ليس للربح ولا نستهدف ذلك، عاملينه لنشره فى العالم الكلى كمعرض منتقل». كما يشرف برسوم على ترميم جميع الأيقونات القبطية فى الكنائس والأديرة على مستوى مصر. ويقول مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية الدكتور لؤى محمود سعيد، ل«الشروق»، إن معارض الأيقونات مهمة وستُعرض فى الفاتيكان نهاية العام، مشيرا: «برسوم جمع نماذج كل الأيقونات القبطية فى كل كنائس مصر، وصنع نموذج طبق الأصل».