يعج حى السيدة زينب بالعديد من ورش صناعة الفوانيس القديمة، المصدر الرئيسى لسوق الفانوس فى مصر على مدار عقود طويلة. هنا فى حى السيدة وتحديدا فى قلعة صناعة الفانوس والمعروفة وسط التجار بورشة «أم ابراهيم«، كانت لنا جولة داخل ورشة عمرها 180عاما. إسلام كامل حفيدها يحكى قصة تاريخ جدوده مع صناعة الفوانيس، فيقول إن «أم إبراهيم» بدأت تتعلم الصنعة منذ طفولتها فكانت دائما تذهب للورشة مع والدها وتجلس بجواره لتتعلم، وعندما أصبحت شابه تولت مسئولية الورشة مثل والدها فكانت تقف مثل الرجال وتمسك بالكوية والأزاز. وأضاف إسلام كامل أن الفانوس المحلى هو بهجة رمضان ولا يمكن استبداله بأى فانوس مستورد، وأن نسبة البيع تزيد كل عام، مشيرا إلى أن ورشة أم إبراهيم توزع الفوانيس لجميع محافظات مصر بجانب بعض الدول العربية مثل قطر والكويت والأردن. وتابع حفيد أم إبراهيم أن المواد المستخدمة لصناعة الفوانيس المصرية هى «زير وأزاز وكويه». وبحسب إسلام، فإن سعر خامات المستخدمة لصناعة الفوانيس زادة بنسبة 20 % ولكن هذا لم يؤثر على حركة البيع. تضم الورشة الفوانيس متعددة الأسماء فمنها الفانوس الشمامة الدائرى الذى يأخذ شكل الشمامة، والفانوس النجمة على شكل النجمة أما فانوس زهرة اللوتس فتوجد به رسمة لذات الزهرة والفانوس المخمس الذى يوجد به خمسة ألوان. بهذه الكلمات يبدأ خليل محمد بائع فوانيس بحى السيدة، مشيرا إلى أن أحجام الفوانيس تتراوح من 10 سم إلى مترين. وتابع خليل أن فانوس مصطفى الشهير فى فيلم «الفانوس السحرى» أصبح يستخدم الديكور أكثر، أما أصحاب المحال فيميلون لشراء الفوانيس الكبيرة. وقال خليل إن الفانوس الشمعة ينجذب إليه الطفل إلا أن بعض الأمهات تخاف على أبنائها من سخونة ذلك الفانوس فتمنع الطفل من شرائه. وأضاف عادل الشيخ أحد أصحاب محال بيع الفوانيس فى بوابة المتولى، الذى عمل فى هذه الصنعة منذ 35 عاما، إن منع استيراد الفوانيس الصينية جاء لصالح المصانع المصرية والتى فتحت أبوابها من جديد، فالفانوس المستورد زادت نسبة الجمارك عليها بنسبة 40 % وهذا جعل الموطن يرجع إلى الفانوس المحلى، فزادت نسبة البيع، إلا أن صنايعية الفوانيس يكادون ينقرضون بسبب انجذاب الشباب لسواقة التكوك توك فهى المهنة الأسهل بالنسبة لهم.