البيت الأبيض ينفى وضع شروط جديدة للقمة مع زعيم كوريا الشمالية.. وخبراء: كيم نال مكانة دولية طالما سعى إليها صرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، بأن صفقة محتملة مع كوريا الشمالية «فى طور الإعداد»، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل للمتحدثة باسم البيت الأبيض قالت فيها إن القمة المرتقبة مع الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون لن تعقد دون رؤية خطوات ملموسة من بيونج يانج، غير أن البيت الأبيض أوضح لاحقا أنها لا تعنى وضع شروط جديدة للقمة. وقال ترامب على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» إن «الصفقة مع كوريا الشمالية فى طور الإعداد، وستكون، إذا اكتملت، صفقة جيدة جدا للعالم»، فى إشارة على ما يبدو إلى تخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للأسلحة النووية. وأضاف ترامب أنه «سيتم تحديد الوقت والمكان»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وجاءت تغريدة ترامب بعد ساعات من تصريحات للمتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز قالت فيها إن الرئيس الأمريكى لن يلتقى زعيم كوريا الشمالية، ما لم تكن هناك إجراءات ملموسة تتطابق مع وعود بيونج يانج حول نزع أسلحتها النووية ووقف التجارب النووية والصاروخية. وأضافت ساندرز أن «هم يعرفون أننا سنستمر فى مناوراتنا العسكرية، واشنطن لم تقدم أى تنازلات». وتابعت: «لم نصل بعد مرحلة المفاوضات، قبلنا الدعوة لإجراء محادثات استنادًا إلى الوعود التى قدموها». وإثر تلك التصريحات، أوضح البيت الأبيض أن ساندرز لم تستهدف إضافة شروط جديدة مسبقة قبل الاجتماع، بل استهدفت توضيح العواقب المحتملة فى حال أجرى كيم جون أون تجارب نووية أو حاول التدخل فى الأنشطة العسكرية المشتركة بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية المقرر إجراؤها نهاية الشهر الجارى، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من المسئولين الأمريكيين حذروا من أن زعيم كوريا الشمالية قد يغير رأيه أو ينكث وعوده بشأن وقف التجارب النووية خلال فترة المحادثات. وذكرت الصحيفة أن هناك مخاوف من أن يضع المساعدون الأكثر تشددا فى البيت الأبيض مزيدا من العوائق أمام الاجتماع، مشيرة إلى أن قرار ترامب شكل صدمة لحلفائه ومستشاريه وأيضا لوزير خارجيته ريكس تيلرسون الذى فوجئ بالخبر أثناء جولته الإفريقية. ورأت نيويورك تايمز أن ذلك يعكس تهميش وزارة الخارجية فيما يتعلق بالملف الكورى الشمالى، فى حين أكد مسئولون فى الوزراة أن ترامب لم يستثن تيلرسون بل فاجأ كل مستشاريه. إلى ذلك، يبدأ وزير خارجية اليابان تارو كونو زيارة للولايات المتحدة، الجمعة القادمة، لاجراء محادثات مع نظيره الأمريكى بشأن المطالب المهمة الخاصة بنزع سلاح كوريا الشمالية النووى، طبقا لما ذكرته هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) وقبل زيارته لواشنطن، سيتلقى كونو بيانا موجزا يوم الاثنين من رئيس جهاز المخابرات الوطنية الكورية الجنوبية، سوه هون بشأن المحادثات الأخيرة بين الكوريتين. وكان سوه التقى مؤخرا الزعيم الكورى الشمالى والرئيس الأمريكى. فى سياق متصل، يرى بعض الخبراء أن القمة المرتقبة بين ترامب وكيم جونج أون تمنح الأخير مكانة دولية طالما سعى إليها. واعتبر جيفرى لويس الخبير فى مراقبة الأسلحة لدى معهد ميدلبيرى للدراسات الاستراتيجية أن «موافقة ترامب تصب لصالح كوريا الشمالية»، موضحا أن «كيم لا يدعو ترامب لتسليمه أسلحة كوريا الشمالية، إنه يدعوه ليبرهن أن استثماره فى القدرات النووية والصاروخية أرغم الولاياتالمتحدة على معاملته على قدم المساواة». بدوره، قال رئيس مؤتمر ميونخ الدولى للأمن، فولفجانج إشينجر، فى تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية إن تلك القمة تعتبر من الناحية المبدئية نجاحا دعائيا كبيرا بالنسبة لبيونج يانج»، مشيرا إلى أن والد كيم وجده كانا يريدان من قبل التحدث مع الإدارة الأمريكية بندية. وأضاف أن «القمة المرتقبة لا تعنى نقلة نوعية فى المفاوضات»، مؤكدا أنه «يتعين فى النهاية أن تتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها للتسلح النووى». يشار إلى أن التوترات بين كوريا الشمالية والمجتمع الدولى بلغت ذروتها العام الماضى عندما انتهكت بيونج يانج قرارات الأممالمتحدة من خلال تنفيذ سلسلة من اختبارات الصواريخ البالستية وإجراء تجربة نووية فى سبتمبر. كما انخرط ترامب وكيم فى حرب من التهديدات والإهانات المتزايدة، حيث هدد الرئيس الأمريكى كوريا الشمالية ب «النار والغضب» ووصف زعيمها بأنه «رجل الصواريخ»، وفى المقابل وصف كيم ترامب بأنه «مختل عقليا».