المحال مغلقة على الرغم من انتهاء أيام الحداد.. وتدفق الإعانات الغذائية والإنسانية.. ومؤسسة مساعدات أهلية: الأطفال بحاجة لدعم نفسى انتهى الأهالى والمتطوعون من تنظيف مسجد الروضة فى محافظة شمال سيناء، الذى استشهد وأصيب فيه مئات المواطنين فى هجوم إرهابى، حيث تم فرشه بسجاد جديد من متطوعين من محافظة الإسماعيلية، تمهيدا لمعاودة أداء الصلوات فيه والتحضير لصلاة الجمعة المقبلة، المرتقب حضور عدد من أهالى مراكز شمال سيناء للصلاة فيه تضامنا مع ضحايا المذبحة. وبدأت الدراسة مجددا فى مدارس الروضة ومزار بعد انتهاء الإجازة الاستثنائية التى قررها المحافظ عبدالفتاح حرحور نظرا لظروف المنطقة، وسط حضور محدود من الطلاب تكسوهم مشاعر الحزن على استشهاد وإصابة أساتذتهم وزملائهم، وتوجه وكيل مديرية التربية والتعليم عبدالكريم الشاعر للاطلاع على مدارس القرية ومدى استعدادها لاستئناف الدراسة مجددا، والعمل على توفير المعلمين فى جميع التخصصات لتعويض أهالى الشهداء والمصابين من المعلمين. وعلى الرغم من انتهاء أيام الحداد الثلاثة الرسمية التى أعلنتها الدولة بعد الحادث، لاتزال مشاهد الحزن تخيم على جميع أنحاء القرية، حيث واصلت المحال التجارية قليلة العدد إغلاق أبوابها، إما لوفاة أصحابها أو إصابتهم، كما بدت الشوارع خالية من الأهالى عدا أفراد قوافل الإغاثة الذين كانوا ينقلون المؤن إلى البيوت، حتى أن أفراد الإغاثة لم يجدوا فى بعض الأوقات من يتسلم المعونة، فيتم وضعها أمام البيوت التى لم يتبق فيها إلا نساء أو أطفال، احتراما للتقاليد القبلية التى تحكم المنطقة. وقال مدير عام مديرية التضامن الاجتماعى فى شمال سيناء منير أبو الخير، إن اللجنة وزعت كميات من المساعدات الغذائية والإنسانية على المواطنين، للمساعدة فى تخفيف آثار الحادث الأليم الذى شهدته القرية. وأضاف أن المساعدات عبارة عن 750 بطانية، و9 أطنان من الدقيق، وطن ونصف مواد غذاية، وكميات من الخضراوات، و100 أسطوانة غاز، و1300 كيلوجراما من اللحوم، و120 زجاجة زيت، و5 أجولة من العدس، و50 جوالا من البطاطس، و4 أطنان من الذرة، وطنين من الردة، مشيرا إلى أن اللجنة ستوزع كميات أخرى على أهالى القرية خلال الأيام القليلة المقبلة، بناء على توجيهات المحافظ عبدالفتاح حرحور. كما وصلت قافلة من جمعية الهلال الأحمر ضمت 500 كرتونة غذائية، وفريق تدخل سريع، وفريق دعم نفسى للقاء الأسر، وتوضيح السبل المثلى لتلافى آثار المذبحة، خاصة لدى الأطفال. ومع تدفق قوافل الإعانات التى تكفلت بها جمعيات «الهلال الأحمر» و«نور على نور» ومؤسسات أخرى، تولى بعض رجال القرية ومنهم موسى أبو شميط، الذى أصيب شقيقه وفقد ابن شقيقه فى المذبحة، تسلم الإعانات لتوزيعها على بيوت القرية تباعا، بالتنسيق مع الجهات الحكومية والتضامن الاجتماعى. وتحول مقر المجلس المحلى فى القرية إلى مقر لاستقبال الإعانات الحكومية، فيما تطوع آخرون بفتح مخازن أهلية لوضع الإعانات بها، وتوافد رؤساء المديريات الخدمية بتكليف محافظ شمال سيناء عبدالفتاح حرحور، إلى القرية لمتابعة أعمال الإغاثة. وقال نائب رئيس مؤسسة حياة للتنمية والأعمال الإنسانية عادل رستم، إن أطفال القرية فى حاجة ماسة للرعاية والدعم النفسى من متخصصين، وأنه سيتم التنسيق مع الجهات المتخصصة فى هذا المجال لتقديم العون المطلوب، خاصة مع زيارة شباب المؤسسة القرية والاطلاع على الاحتياجات الملحة، وتقديم بعض المعونات لهم. وأوضح إسلام عابد، من شباب المؤسسة، أن كل شىء فى القرية يحتاج إلى دعم، حتى أن هناك احتياجات لتوفير الأعلاف للمواشى، وقد تطوع متبرعون لتوفير 6 أطنان منها، مطالبا بتوفير قاعدة بيانات رئيسية، يتم من خلالها بحث جميع الاحتياجات، على أن تتدخل التخصصات للقيام بمهام تطوعية فى مجال المساهمة فى استخراج الأوراق الرسمية من المصالح الحكومية. وقال آخرون أن عددا من الشهداء كانوا موظفين فى مصالح حكومية، ومن المفترض وجود أشخاص لمتابعة الحصول على حقوقهم الوظيفية، فهناك 18 شهيدا كانوا يعملون فى شركة ملاحات النصر، ونحو 16 فى التربية والتعليم، وآخرون فى مصالح أخرى.