اتفق عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين العرب على أهمية تطوير العلاقات الصينية العربية والإفريقية، خاصة بعد طرح الرئيس الصينى مبادرته بإحياء طريق الحرير الذى يربط الصين بالدول العربية والإفريقية فى إطار مبادرة الحزام والطريق، مشيرين إلى أن المشروع سيساهم فى تقليص النفوذ الغربى فى المنطقة. وأكدوا فى ختام أعمال ندوة رابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية التى عقدت بالخرطوم، مؤخرا، برئاسة أمينها العام أحمد عبدالرحمن ومشاركة لى تشنجوين مسئول ملف العلاقات الصينية العربية بوزارة الخارجية الصينية على أهمية إحياء طريق الحرير البرى والبحرى لما له من إثر كبير فى التواصل العالمى اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وتقليص هوة التنمية بين الشمال والجنوب. وأكد أمين عام الرابطة، أحمد عبدالرحمن، أهمية مبادرة الرئيس الصينى الحزام والطريق فى مد جسور بين الدول العربية والإفريقية عبر طرق برية وبحرية مما يجعلها فى بؤرة الاهتمام العربى والافريقى كما أن طريق الحرير سيعمل على تعزيز التعاون العربى الصينى. وناقشت الندوة التى عقدت على مدى يومين بالعاصمة السودانية الخرطوم، بمشاركة ممثلين من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجى والاتحاد الإفريقى، 25 بحثا من مختلف الدول العربية تضمنت خمس محاور ركزت على الطريق البرى والبحرى لطريق الحرير وأثره على العالم العربى والدول الافريقية وموقف الصين من الأزمات العربية والإفريقية. وأشار وزير الخارجية السودانى، إبراهيم غندور إلى تطور العلاقات الصينية الافريقية بصورة اثمرت عن بناء الطرق والمطارات والموانئ، وقال إن المؤتمر يعتبر خطوة فى طريق التطوير فى جميع المجالات وفتح آفاق التعاون بين الصين وإفريقيا. من جهته، أشار السفير عبدالفتاح عز الدين، قنصل مصر السابق فى شنغهاى إلى أن مبادرة الحزام والطريق هى أضخم مبادرة فى التاريخ من حيث الحجم والامتداد الزمنى وتصل استثماراتها إلى 16 ترليون دولار، وتهدف إلى تنشيط التجارة والانفتاح التكنولوجى والثقافى والاعلامى وهو ما توفره المبادرة لمواجهة الأفكار المتطرفة. بدوره، رأى الدكتور محمد بدر الدين زايد، مساعد وزير الخارجية السابق لدول الجوار العربى أن مبادرة الحزام والطريق قد تكون بداية لتغييرات عميقة فى بيئة النظام الدولى وتسحب البساط من تحت اقدام الاطراف الغربية التي تزكي الصراعات فى المنطقة، داعيا بكين إلي تقديم مساعدات غير مشروطة مما يجعل من فكرة طريق الحرير عونا لسياسات احتواء الازمات. يشار إلى أنه 7 دول عربية وقعت اتفاقيات مع الصين فى اطار مشروع المبادرة التى ستمول من بنك آسيا للاستثمار وصندوق طريق الحرير. ويتضمن المشروع مقترحا لطرح مشروعات كبرى كنقل الكهرباء بين مصر والسودان واقامة خطوط سكك حديدية.