طارق الشيخ بدأت بشائر نجاح مشروع قناة السويس الجديدة فى الظهور حيث استضافت منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية وفد «جمعية الشعب الصينى للسلم ونزع السلاح» التى تمثل رابطة تضم 25 منظمة غير حكومية فى الصين. وكان المطلب الرئيسى للوفد هو إقتراح إقامة إرتباط بين مشروع قناة السويس الجديدة فى مصر من جانب ومشروع «الحزام الإقتصادى لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين» الذى يتبناه الرئيس الصينى شى جينبينج منذ عام 2013 ، من جانب آخر بالإضافة لتحقيق تقارب بين المنظمات غير الحكومية فى البلدين بهدف الإسهام فى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية وغيرها من العلاقات بين كل من الصين ومصر. مطلب شعبى صينى فقد سارع رئيس الوفد السفير البروفيسور يو هونجين نائب رئيس جمعية الشعب الصينى للسلم ونزع السلاح، وهو نائب وزير سابق لدائرة العلاقات الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، بالإشارة إلى أن هدف الزيارة هو مناقشة المقترحات المتعلقة بربط مشروع الحزام والطريق الصينى بقناة السويس الجديدة والتعاون بين البلدين فى هذا المجال. كما تمت الإشارة إلى تقريب العلاقات بين جمعية الشعب الصينى للسلم ونزع السلاح من جانب ومنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية من جانب آخر لتعزيز التعارف بين الشعبين المصرى والصينى والإسهام بشكل أكبر فى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والتجارية وغيرها بين البلدين. وفى تصريحاته ل «الأهرام» أكد يو هونجين وجود اتفاق فى وجهة النظر المتعلقة بأهمية تعزيز العلاقات بين المنظمات غير الحكومية فى كلا البلدين لتعزيزالعلاقات وتوطيد التعاون بين الصين ومصر فى المجالات المختلفة. وفيما يتعلق بقناة السويس الجديدة أكد بالقول : «إن هذا المشروع الضخم سيلعب دورا مهما فى التنمية الاقتصادية والتجارية فى مصر. وقد لاحظنا وجود الكثير من القواسم المشتركة بين قناة السويس الجديدة ومشروع الحزام الاقتصادى لطريق الحرير البرى وطريق الحرير البحرى فى القرن الحادى والعشرين ويمكن للبلدين أن يتعاونا معا لربط هاتين الخطتين الإستراتيجيتين وبالتالى يمكن أن نحقق معا منجزات أكبر فى مجال التنمية الاقتصادية والتجارية وفى شتى المجالات الأخرى». وأعرب عن ثقته فى نجاح المشروع المصرى العالمى بالقول :«لدينا الأمانى والثقة فى أن يتطور مشروع قناة السويس إلى الأمام بشكل سلس محققا النجاح الكامل». وتحدث السيد تاوتاو نائب السكرتير العام لجمعية الشعب الصينى للسلم ونزع السلاح مشيرا إلى أن سعادته وإندهاشه بمعرفة الجانب المصرى بجوانب مشروع ومبادرة «الحزام والطريق» الصينى مؤكدا أنه لمس الرغبة المصرية فى الإتجاه شرقا ولديه الرغبة والإرادة للإندماج بالتكتل الاقتصادى فى القارة الآسيوية. كما لمس توافر الإرادة الصادقة لدى المصريين فى تحقيق التنمية والتحديث والتنمية المستدامة. ولمس الرغبة المصرية والعربية فى تحقيق التنوع فى مجال الدبلوماسية الدولية فى ظل المعادلة الدولية الحالية. وأكد أن مشروع «الحزام والطريق» يرتبط بالتشاور والجهود المشتركة والقواسم المشتركة. مزايا ومحاذير وتحدث نورى عبد الرزاق سكرتير عام منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية عما يتعلق بأهمية تفعيل دور منظمات المجتمع المدنى فى سبيل دعم مشروع قناة السويس الجديدة والتوعية بأهميته على المستوى الدولى. وأكد أهمية المشروع الصينى (الحزام والطريق) للاقتصاد العالمى وأن المشروع الصينى جاء لتعزيز القوى الاقتصادية والإجتماعية الآسيوية وتعزيز الدور الصينى فى إفريقيا استكمالا لحالة البزوغ والنهضة الآسيوية والإفريقية والأمريكية اللاتينية وهو ما يمثل مستقبل باندونج وحركة عدم الانحياز على الرغم من التحديات الكبيرة.وأشار أ.د. حلمى الحديدى رئيس المنظمة ورئيس اللجنة المصرية للتضامن إلى ان الطرق هى شرايين الحياة وطريق الحرير أثبت تاريخيا قيمته وضرورته وإعادة إحيائه تلبى إحتياجات الكثير من الدول فى اسيا وإفريقيا وأوروبا. ويحسب للمشروع أنه لم يغفل الجانب الثقافى والمعرفى. واقترح د.الحديدى إعادة الحوار العربى الصينى لأنه كان نافذة وانفتاحا بين شعبين وهذا منبع أهميته. ونبه الحديدى إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة لم يكن جزءا من مشروع الحزام وطريق الحرير الصينى إلا انه سيتحول «بالمصادفة» ليكون جزءا مهما من طريق الحرير البحرى. وطالب بأهمية التواصل وتبادل الرؤى بين الدول المطلة على مشروع «الحزام والطريق» لتحديد رغباتهم واحتياجاتهم. وتحدث السفير محمد السيد الشاذلى مؤكدا أن العالم يشهد حاليا إحياء أهم طريقين للتجارة فى التاريخ وهما طريق الحرير الذى يمتد تاريخه لمئات السنين وقناة السويس الجديدة التى تمثل إمتدادا لمشروع بدأ منذ أكثر من قرن ونصف من الزمان. وأكد أنه لايمكن إغفال أهمية الطرق فى الاقتصاد وكذلك فى نشر الحضارة. وأشار المستشار عمرو الشربينى من وزارة الخارجية المصرية، الذى تحدث نيابة عن السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية للمنظمات الدولية، إلى المبادرة الصينية المتعلقة بإحياء طرق التجارة القديمة بما يسهم فى تعزيز الروابط الإقتصادية بين دول الجنوب فى القارة الآسيوية والإفريقية مع القارة الأوروبية مؤكدا دعم وزارة الخارجية المصرية ومساندتها لمبادرة «الحزام والطريق» ومؤكدا أيضا أن مشروع قناة السويس الجديدة سيعزز من جهود التواصل الإقتصادى بين الصين والدول الإفريقية والأوروبية ومصر وسيدفع مبادرة طريق الحرير التى كانت تشكل إحياء لطريق الحرير القديم الذى كان يربط بين الحضارتين الغربيةوالصينية. وأشار إلى ما تمثله الزيارة الصينية من دعم لعلاقات التعاون بين البلدين على المستوى دون الحكومى. كما أشار إلى التعاون المصرى الصينى الثنائى فيما يتعلق بالمنطقة الإقتصادية المصرية الصينية فى شمال غرب خليج السويس وماتمثله من لبنة هامة فى إطار التعاون بين الدولتين، والإرتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية عقب زيارة الرئيس عبد االفتاح السيسى إلى الصين فى ديسمبر عام 2014.وأشار د.حلمى شعراوى إلى أهمية الدور الشعبى والمصالح الاقتصادية المهمة وأهمية التعاون الصينى المصرى لتحقيق الكثير. وحذر من الأثر السلبى للإرهاب على مشروعات الطرق وخاصة فى إفريقيا. السفير أحمد حجاج أمين عام الجمعية الإفريقية وأمين عام مساعد منظمة الوحدة الإفريقية سابقا، أشاد بمبادرة «الحزام والطريق» إلا أنه اعرب عن اعتقاده بأنها فكرة حديثة وتحتاج لأن تترجم إلى العديد من المشروعات الاقتصادية والثقافية والشعبية الإجتماعية على حد سواء. مطالبا بمشاركة الطرف الصينى التصور النهائى لتلك الفكرة مع حكومات الدول الأجنبية حتى تكون قابلة للتنفيذ. . وطالب د. محمود شريف وزير الإدارة المحلية سابقا بدور بناء للمنظمات غير الحكومية فى مصر والصين تدعيما للعلاقات الصينية الآسيوية الإفريقية مؤكدا على أهمية تحديد هذا الدور والبرامج التى يمكن أن تحقق نتائج إيجابية. وأشار إلى أن ما طرحه الرئيس الصينى حول طريق الحرير وما طرحه الرئيس المصرى حول قناة السويس الجديدة يشكلان قاعدتين أساسيتين لبناء هذا التجمع. ونبه إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة يمثل نقطة إنطلاق للتنمية الشاملة فى هذا الجزء من العالم. الكاتب الصحفى نبيل زكى عبر عن أمنياته بشأن مشروع «الطريق والحزام» فطالب الصين بالاستمرار فى السعى من أجل عالم متعدد الأقطاب، وقيام تعاون صينى مصرى لاستئصال جذور الإرهاب من العالم لأنه «لا إستقرار ولا طريق حرير بدون القضاء على الإرهاب»،وطالب الصين بالوقوف مع تجريد الشرق الأوسط كله من أسلحة الدمار الشامل. وإحياء قيم باندونج وتقوية حركة التضامن الإفريقى الآسيوى للبناء على ما تحقق فى «مؤتمر باندونج» لمواجهة محاولات تخريب الجنوب بواسطة المنظمات الإرهابية. وتحدث د.محمد السعيد إدريس منبها أن مصر والصين كانتا رائدتى حركة التحرر العالمية. وأكد أن المشروع الصينى (الحزام والطريق) يواكب التفوق الإنتاجى للصين التى تستعد لأن تكون أكبر قوة منتجة عالميا خلال عامين ولكنه أكد أن نجاح المشروع الصينى يتوقف على تحقق الاستقرار فى الشرق الأوسط، وأن يراعى المكاسب والمنافع المتبادلة للدول المطلة على المشروع معبرا عن أمله فى ألا يكون المشروع مماثلا للمشاريع الخاصة بالتسابق على مناطق النفوذ فى العالم بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا والهند. وطالب بأن تحقق الصين نظاما سياسيا عالمى عادل ينهى إحتكار القوة بين 5 قوى عالمية، ونظام اقتصادى عالما عادلا ينهى استنزاف ثروات آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ويفرض على القوى الكبرى نقل المعارف والإستثمارات إلى قارات ودول الجنوب. وأشار اللواء طلعت مسلم من اللجنة المصرية للتضامن إلى أهمية التعاون الثقافى والفكرى على طول طريق الحرير الصينى (مشروع الحزام والطريق) كما لفت الإنتباه لأهمية اهتمام الصين بمد السكك الحديدية فى مشروعها، وطالب بتعاون الصين فى مجال مكافحة الإرهاب. وطرح د. محمد المراكبى المهتم بالشأن الصينى عدة أسئلة على الوفد الصينى فيما يتعلق بمدى ما تحقق من تقدم فى تنفيذ المشروع الصينى(الحزام والطريق)حتى اليوم ومنجزات البنك الاسيوى للاستثمار فى البنية الاساسية.