من الأمور الطبيعية أن تجد عبارة «مغلق للصلاة» على صدر عدد من المحال التجارية وقت تأدية الصلوات الخمس، لكن الجديد والغريب أن تجد هذا العبارة على صدر صفحة موقع على الإنترنت، هذا ما قامت به صحيفة «حائل» الإخبارية السعودية مؤخرا فى سابقة هى الأول من نوعها داخل الإنترنت. فقررت إدارة موقع صحيفة «حائل»، إغلاق موقع الصحيفة الإلكترونى أثناء وقت الصلاة حسب التوقيت المحلى لمدينه حائل، ويستمر إغلاقه مده 20 دقيقة أثناء كل وقت من الأوقات الخمس للصلاة. وبرر «ماجد المسمار»، صاحب موقع «عين حائل» فى تصريحات صحفية هذه الفكرة، والتى «تتناسب مع قدسية شهر رمضان الكريم»، بأهمية الصلاة، الركن الثانى من أركان الإسلام الخمسة، قائلا: «إيمانا منا بأن لا مقدم على الصلاة، قررنا أن نغلق الموقع فى أوقات الصلاة حسب التوقيت المحلى لمدينة حائل (شمال غرب المملكة) ليعود بعد أداء الصلاة إلى العمل. وقالت الصحيفة على صدر موقعها الإلكترونى: «إن للصلاة فى دين الإسلام أهمية عظيمة، حيث إنها الركن الثانى من أركان الإسلام. كما أنها أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قُبلت قُبل سائر العمل، وإن رُدَّت رُدَّ، وعلامة مميزة للمؤمنين المتقين، وحفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. كما أن النصوص صرحت بكفر تاركها. وتضيف الصحيفة، لأهمية الصلاة وأدائها بوقتها والحفاظ على ذلك، قررت إدارة الصحيفة إغلاق الموقع الإلكترونى وقت كل صلاة». إغلاق الموقع الإلكترونى وقت الصلاة حمل ترحيبا كبيرا من قبل زوار الموقع، وغطت عبارات الشكر والمباركة على الخطوة العديد من المشاركات، حتى إن البعض طالب بأن تحذو مواقع إلكترونية سعودية مهمة، هذا الحذو لأنها «خطوة طيبة ربما توقظ قلوب الغافلين عن الصلاة» بحسب ما قال أحد المشاركين، فجاءت دعوات عديدة بإغلاق موقع «الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى» أثناء الصلوات الخمس. لكن مشاركا آخر يدعى «السلمى» رأى أن هذه الخطوة «بدعة»، وأوضح: «لقد ابتدعتم بدعة لا تتوافق مع روح وتعاليم الدين، لأنكم تحرمون ما حلل الله لأنكم تغلقون موقعكم بسبب وقت الصلاة فى حائل، بينما قرائكم من جميع مناطق العالم لا يؤدون الصلاة فى هذا التوقيت، وأضاف: أن الموقع الإلكترونى يدير نفسه بنفسه أى لا يحتاج صيانة، أو عمل دائم، فهو ليس دكانا يوجد بداخله بائع. وشدد السلمى على أن هذه الخطوة «تدعم خطوات غلو مماثلة، ونحن نعلم أن الرسول الكريم حذر من الغلو فى الدين، وحذر من البدع حتى فى الدين». وتساءل مستنكرا: ما رأيكم، هل نغلق إشارات المرور وقت الصلاة، ونجر الناس من سياراتهم، أو نلاحقهم وقت الصلاة؟ إلى أين أنتم ذاهبون فى الغلو؟!».