قال الدكتور عمرو خالد الداعية الإسلامي، إن النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد أهم الداعمين له خلال شهر واحد، وهما عمه أبو طالب، وزوجته السيدة خديجة، بعد تدهور حالتهما الصحية، وفصل بين وفاتهما 35 يومًا فقط. وأكد «خالد»، خلال برنامجه «نيب الرحمة والتسامح»، المذاع عبر فضائية «إم بي سي»، مساء الأحد، أن وفاتهما كانت صعبة على نفس النبي، لأنهما يمثلان له السند والدعم، بعد أن وصل إيذاء قريش له إلى ذروته، وكأن الله يبعث له رسالة من ذلك «لم يعد لك أحد غيري»، مشيرًا إلى حزن النبي لوفاة عمه وزوجته، حتى سمى الصحابة، ذلك العام الذي فقد فيه زوجه وعمه ب«عام الحزن». وتابع: «بعض المتشددين يزعمون أن الرسول ما حزن قط، فلماذا ينزعون عنه الإنسانية، فهو إنسان قلبه مليء بالرحمة والرقة، وبكى لفراق زوجته، لكنه حول حزنه إلى عطاء». وأوضح أن ذلك العام كان نقطة تحول لدى المسلمين في العيش حياة أفضل بعده، وتحول الحزن إلى عطاء، فقد قرر النبي الهجرة إلى الطائف والتي تبعد نحو 100 كم عن مكة، سيرًا على قدميه، ومعه خادمه زيد بن حارثة، ليدعو أهلها إلى الإسلام، قائلا: «هذا مما يجب أن نتعلمه من النبي، أن يتحول الحزن إلى طاقة أكبر لبذل الجهد». وسرد بعض المواقف التي تعرض لها النبي، في مدينة الطائف، حيث انهالوا عليه ضربًا بالحجارة. واستطرد: «النبي كان إنسانًا في التعامل مع أصعب المواقف والأزمات التي لاقاها في حياته عندما جلس يستظل ببستان، ونزل إليه ملك الجبال، وقال له "يا محمد أرسلني الله إليك، أقول لك لو شئت أطبق عليهم الجبلين لفعلت"، لكن النبي لم يبحث عن الثأر، وقال "لا عسي الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله"».