قال اللواء دكتور مصطفى كامل، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية وأستاذ العلوم السياسية، إن من أسباب فشل محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، هو عدم رضا الولاياتالمتحدةالأمريكية عن هذا التغيير الحاد جدًا في تركيا خاصة في هذا التوقيت، مضيفًا أن الانقلاب لم يتم الإعداد له بشكل سليم. وأوضح «كامل»، خلال لقائه مع برنامج «الحياة اليوم» المذاع على فضائية «الحياة»، مساء السبت، أن نجاح الانقلاب من شأنه التأثير بالسلب على المصالح الأمريكية، ومنها اهتزاز قوة حلف «الناتو» لأن القوة التركية تعتبر القوة الثانية في الحلف بعد أمريكا، من حيث حجم القوات، والمعدات، والأسلحة، والكفاءة القتالية، والذي يؤثر على الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى خطورة تطور الأحداث في تركيا على الأمن الأوروبي، والتخوف من حدوث حرب أهلية تؤدي إلى الهجرة من تركيا إلى أوروبا. وتطرق للحديث عن تعامل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مع الأحداث، قائلا: "هو يتمتع بذكاء حاد جدًا في تطويع الأحداث لصالحه". وأشار إلى حادث «دافوس» ورحيله عن الاجتماع لأن رئيس الجلسة لم يعطه الوقت الكافي للرد على الرئيس الإسرائيلي مما ساهم في زيادة فرص حزبه للفوز بالإنتخابات، وحادث «مرمرة» الذي استغله في الترويج لحملته الانتخابية. وكان القائم بأعمال رئيس هيئة الأركان للجيش التركي، أزميت دوندار، قد أعلن، صباح اليوم السبت، رسميًا فشل محاولة انقلاب مجموعة من المتمردين في الجيش التركي، على نظام الحكم، مؤكدًا على اعتقال قرابة 1563 عسكريًا، على خلفية محاولة الانقلاب، من بينهم عدد من قيادات الجيش في مدينة أضنة، فيما سلم قرابة 200 متمرد أنفسهم لقوات الأمن التركية. ولم يستمر الإنقلاب الذي وقع مساء أمس الجمعة سوى بضع ساعات، حيث بدأ بإعلان سيطرة الجيش على مقاليد الحكم في البلاد، وفرض حظر التجوال، والسيطرة على مقر التليفزيون الرسمي في العاصمة "أنقرة"، ليظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عبر شاشات القنوات التركية، متوعدًا الإنقلابيين بعقوبات حاسمة ضدهم.