هل هذا هو جمهور الزمالك الذي أيقظ الفرحة والسعادة والبهجة في قلوبنا مع كل لافتة حملوها قبل وأثناء مباراة الزمالك والإفريقي؟ هل هذا هو الجمهور نفسه الذي اقتحم أرض الملعب ليهدم كل شيء؟ إلى من كانت هذه الرسالة؟ هل لحكم المباراة؟ كلا.. هل للاعبي الإفريقي الذي أتوا من بلد حمى أبناؤه أبناء مصر حين هربوا من يد الطاغية القذافي فلم يجدوا حضنا يضمهم سوى تونس الخضراء؟ كلا وألف كلا.. لم تكن الرسالة لهم.. كانت الرسالة لنا.. قولوا ما شئتم عني.. قولوا إنني موتور.. قولوا إن نظرية المؤامرة قد أكلت رأسي.. قولوا أي شيء.. ولكن الرسالة كانت لنا.. لقد رأينا الفوضى بأعيننا.. هذه الفوضى الذي هددنا بها الرئيس المخلوع "مبارك" -لا بارك الله فيه- ولا أجد إلا أن أقول.. إنها المؤامرة علينا.. على أهل مصر الطيبين، على شهداء ثورتنا.. على كل مصري يحب بلاده.. ودعوني أتساءل سؤالا ليس ببريء.. أين الشرطة؟ هل تركوا للكل الحبل على الغارب.. هل تكشفت أسنانهم البيضاء وهم يضحكون سخرية، وهم يرون الجماهير تقتحم الملعب، قائلين لنا وهم يخرجون ألسنتهم: "ها.. ما رأيكم؟:.. إن هؤلاء ليسوا بمصريين.. لا يمكن أن يكون واحدا منهم ابنا بارا لهذه الأرض الطيبة.. يريدون أن يقولوا: "هذه هي الثورة.. ماذا فعلت غير الفوضى".. لا والله، ف الثورة لم تكن إلا حلما نقيا طاهرا محبا لهذا البلد الأمين، وسنظل متمسكين بالحلم.. لن نترك لهؤلاء الفرصة، سنظل ندافع حتى الموت عن حلمنا.. عن مصرنا.. عن ثورتنا.. ولن نترك لهؤلاء البلطجية، وأذناب النظام الفاسد الذين أنتجهم وأخذ يرعاهم، لن ترك لهم الحلم.. ولن نترك لهم مصر.. قولوها معي بأعلى صوت: تحيا مصر رغم أنوفهم.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. *