من الصعب أن ترى رياضيا يعتزل اللعب ومن ثم يتراجع ويعود إلى الملاعب قبل مرور أسبوعا كاملا على قرار اعتزاله.. لكن إذا كنت متابعا جيدا من الصعب أن ترى رياضيا يعتزل اللعب ومن ثم يتراجع ويعود إلى الملاعب قبل مرور أسبوع كامل على قرار اعتزاله.. لكن إذا كنت متابعا جيدا للكرة المصرية فستعلم أن ذلك يمكن أن يحدث فقط داخل ملاعبنا... فقبل انطلاق الأسبوع ال20 من الدوري وخاصة مباراة الزمالك والجونة شهدت وسائل الإعلام أحداثا ساخنة كان بطلها الأول لجنة الحكام الرئيسة باتحاد الكرة برئاسة اللواء عصام صيام، وذلك بسبب إقدام اللجنة على اختيار ياسر محمود حكما لمباراة الجونة والزمالك في الغردقة، وهو الاختيار الذي لم يلق إعجابا من مسئولي الجونة فقامت اللجنة بتحويل اختيارها لتعين محمد فاروق حكما للمباراة، ولكن اللجنة فوجئت باعتراض نادي الزمالك رسميا، فكان القرار بتغيير الاختيار للمرة الثانية ويعين طاقم تحكيم أوغنديا للمباراة. و في رد فعل منه على هذا التخبط، خرج محمد فاروق علينا بتصريحات تليفزيونية على شاشة مودرن حرية في برنامج كورة أونلاين الذي يقدمه الإعلامي محمد شبانة، ليعلن قراره باعتزال التحكيم هذا الموسم اعتراضا على سياسية لجنة الحكام، وعشوائيتها في إدارة الأمر. وحكى فاروق مأساته موضحا أن لجنة الحكام أبلغته بقرار تنحيته وتعيين طاقم أوغندي، أثناء ما كان في طريقه إلى مدينة الجونة استعدادا لقيادته اللقاء، وعبر الحكم الدولي عن استيائه مما أسماه عدم احترام اللجنة للتحكيم والحكام المصريين. ورغم كل ما سرده فاروق خلال اتصاله بالبرنامج، والذي جعل الكثير من المتابعين يتعاطفون معه، ويبدون احترامهم لموقفه القوي الرامي إلى إظهار حالة العشوائية في إدارة شئون كرة القدم داخل الجبلاية، فوجئ المشاهدون بفاروق يقود مباراة الإسماعيلي أمام المقاولون العرب بالأمس في الأسبوع ال21 والتي انتهت بفوز المقاولون بهدف نظيف. والغريب في الأمر أن وسائل الإعلام التي خرجت موجهة نقدها إلى لجنة الحكام باتحاد الكرة على تخبطها في اختيار الحكام، وخضوعها لضغوط ورغبات الأندية، هي نفسها التي تغاضت عن تصرفات فاروق بإعلانه الاعتزال ومن ثم تراجعه بعد مرور أقل من أسبوع. فاروق يعد من الحكام المميزين داخل منظومة كرة القدم المصرية، لكن توجه له الانتقادات دائما خاصة من جماهير الزمالك، التي تتهمه بميل قراراته لصالح كفة الغريم التقليدي الأهلي. وتوسعت هذه الاتهامات إلى أن وصلت إلى حد اشتراك الأندية الأخرى في توجيهها ضد فاروق؛ حيث سبق وصرح حلمي طولان المدير الفني لبتروجيت بأن فاروق تربطه علاقة قوية بالنادي الأهلي، مدعيا محاولة بعض مسئولي الأهلي الاتصال به قبل إحدى المباريات لطلب منه الانحياز إلى فريقهم، لكنهم وقعوا في الخطأ واتصلوا بمحمد فاروق لاعب بتروجيت. وأثارت اتهامات طولان أزمة ضخمة بين المدرب ومحمد حسام رئيس لجنة الحكام وقتها الذي تدخل للدفاع عن فاروق، مما استدعى تدخل بعض الأطراف لتهدئة الأجواء والصلح بين الطرفين، خاصة أن اللاعب محمد فاروق نفى حدوث ما ادعاه طولان، لتنتهي بذلك حالة الجدل المحتدمة والتي ظلت تشغل الإعلام الرياضي المصري لفترة. اضغط لمشاهدة الفيديو: *