هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. لأول مرة أرى فريقا يحتفل بخسارته للبطولة وهو لا يزال متصدر لها.. لا أعرف سر حالة الفزع التي انتابت الزمالك وجماهيره بمجرد أن خسر نقطتين بالتعادل مع الإسماعيلي ثم كانت حالة الاستسلام التام واليأس الغريب لدى الكثيرين من خسارة البطولة بمجرد أن فاز الأهلي على الاتحاد ! الوضع يكون معكوسا تماما في الأهلي الذي حتى إن كان الفارق بينه وبين الزمالك 10 أو حتى 15 نقطة يبقى لديه الأمل في اللقب حتى آخر لحظة.. وهذا هو الفارق بين الناديين في تقديري المتواضع . مقومات البطولة في قناعتي الشخصية تبدأ بالثقة في البطل.. ولهذا أتساءل كيف يمكن للزمالك أن ينافس على درع الدوري ويتمسك بالقمة التي يحتلها حتى الآن وبفارق نقطة عن الأهلي ولدى جماهيره هذا الكم الهائل من اليأس؟! ربما كانت الجماهير معذورة لأنها عاشت تجارب كثيرة مع فريقها في مواسم كثيرة مضت كان متصدرا ومتفوقا ولكنه ظل ينزف النقاط حتى أضاع البطولة التي كان يتربع على قمتها. كان أحد أصدقائي المعروف بتعصبه الشديد للزمالك قد اتصلت به في اليوم التالي لمباراة الجونة لأعرف ردود فعل الجمهور الأبيض فقال لي على طريقة الفنان عادل إمام.. (متعودة دايما).. وبقدر ما كان التعبير طريفاً بقدر ما أوضح عدم ثقة صديقي في فريقه وانتظاره للقدر المحتوم. الغريب أن هذه الحالة ليست قاصرة على الجماهير فقط ولكنها تجلت في الجهاز الفني أيضا فقد أدهشني التصريح الذي قاله طارق سليمان بعد المباراة نقلا عن حسام حسن بأنه يعتبر أن لاعبيه ليسوا على قدر المسئولية وأنه يفكر في الاستقالة.. لقد صور هذا التصريح للناس أن السفينة تغرق وأن كل واحد يريد أن يقفز منها، أو على الأقل يبرئ ساحته أمام الرأي العام !! الوضع في الأهلي غالبا ما يكون مختلفا فالمدرب أيا كان جوزيه أو غيره لا يلقي المنشفة ويستسلم إذا ما شعر بضغط المنافس عليه والجمهور الأهلاوي حينما يجد أن فريقه في خطر يحتشد خلفه بل يضاعف من حضوره في المباريات ويستخدم كل وسائل الضغط لكي يحافظ على فريقه ومكانته في الدوري أو في مشوار المنافسة. لست هنا في وضع مقارنة بين الناديين ولكنني في مجال التحذير من أن الزمالك يخسر من داخله أولا قبل أن يكون من منافسه فكلنا نرى أن مستوى الأهلي فنيا في المباريات الأخيرة لا يرضي عشاقه.. وهناك مخاوف من تأثير هذا المستوى المتراجع على مشواره في دوري أبطال أفريقيا.. ولكن لا أحد يشعر باليأس على العكس. وأعتقد أن الأهلي يشعر بالسعادة إن كان هذا هو حال منافسيه الذين يشعرون بأنهم خسروا حتى وهم على القمة لمجرد أن البعبع الأحمر اقترب منهم.. هذا في تقديري من أهم أسباب التفوق الأهلاوي على مدى مواسم كثيرة أن القدرة على الصمود ضعيفة حتى والفريق الأبيض قابض على القمة.. شيء غريب فعلا!! *