هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. توقفت كثيراً وطويلاً أمام ما قاله الصديق والزميل محمد صيام على شاشة «دريم» فى برنامج الصديق والزميل أيضا خالد الغندور.. أحترم الاثنين جدا ولكنى أختلف جدا مع ما قيل فى تلك الحلقة.. أرفض تأكيد صيام على أن لاعبى المنتخب لم يعودوا مقتنعين بحسن شحاتة ولا يثقون فى قدرته على قيادة المنتخب فى الفترة المقبلة، وأن عمرو زكى قال لحسام حسن إن شحاتة عاجز عن إدارة المباريات، ومعظم كلامه خطأ، لكن المنتخب كان يفوز بفضل إصرار اللاعبين.. قال صيام أيضا إنه شخصيا استمع لأحد اللاعبين يقول له إن خسارتنا فى أم درمان أمام الجزائر كان سببها قرار شحاتة بالاعتماد على نفسه وفكره هو لإدارة تلك المباراة.. ولست هنا أناقش صحة أو خطأ ما قاله صيام مع خالد الغندور، وهل هذا هو رأى لاعبى المنتخب بالفعل ورأى عمرو زكى فى حسن شحاتة أم لا؟.. وإنما أناقش المبدأ نفسه.. وأعترض على فكرة إهالة التراب هكذا على حسن شحاتة.. وبأثر رجعى.. لمجرد أنه خسر مباراة جنوب أفريقيا.. وقد بدأت بالفعل أرى كثيرين كانوا يشيدون بشحاتة منذ فوزه بأمم أفريقيا 2006.. واستمر إعجابهم وتصفيقهم للرجل حتى بدء التصفيات الحالية.. وفجأة تغيروا كلهم مائة وثمانين درجة بعد الخسارة الأخيرة فى جنوب أفريقيا.. فجأة أصبح حسن شحاتة فاشلاً ولا يصلح ولم يكن يصلح لإدارة المنتخب.. فجأة أصبحت الحظوظ والأعمال السحرية وصلوات الشيوخ وبركة دعاء الوالدين هى التى جاءت لمصر بانتصاراتها الرائعة فى الثلاث بطولات الأفريقية الأخيرة وليست قدرة شحاتة أو قيادته للمنتخب.. ولست هنا أدافع عن شحاتة بل إننى أعتقد أن علاقته مع منتخب مصر وصلت نقطة النهاية.. ولست مقتنعا بكل المبررات التى ساقها ليبقى هو وجهازه حتى لو خرج المنتخب من التصفيات ولا يعجبنى إصراره على تقاضى الشرط الجزائى الضخم إذا قرر الاتحاد إقالته أو إصراره على رفض تخفيض راتبه تقديرا للظروف الحالية فى مصر.. ولكننى أعترض على إهانة الرجل أو التشكيك فى قدراته أو سرقة كل بطولاته وانتصاراته الحقيقية والجميلة التى فى وقتها أسعدت مصر كلها.. أعترض على هؤلاء اللاعبين الذين تذكروا الآن فقط أن شحاتة لا يصلح وليس جديرا بقيادتهم، وأنهم وحدهم أصحاب الفضل.. أعترض على الكلام والحكمة والمعرفة واليقين والبطولة بأثر رجعى.. فهناك من كانوا ضد شحاتة طول الوقت وهناك من كانوا معه.. ولكن المشكلة تبقى فى الذين كانوا مع بمنتهى الحماسة والاقتناع واليقين، وفجأة أصبحوا ضد.. وإذا كان من الطبيعى انتقاد شحاتة فى المباراة الأخيرة فإن ذلك الانتقاد يجب أن يبقى مقصورا على أخطائه فى تلك المباراة وليس التحول الصادم والمذهل هكذا فى الحديث عن الرجل بكل مشواره ومسيرته.. وأظن أن هذا الأمر تكرر من قبل مع مانويل جوزيه حين انتهت علاقته بالأهلى راحلا لقيادة منتخب أنجولا.. حين أصبح جوزيه خارج مصر.. فوجئنا بكثيرين جدا يستردون ذاكرتهم التى كانت معطلة وغائبة فيحكون عن خطايا الرجل وسياسته التى دمرت الأهلى وأفسدته.. هكذا مرة واحدة.. رغم أنهم كانوا طول الوقت يمسكون الطبول ويغنون لجوزيه وقدراته الساحرة.. وحين خسر حسام حسن فى تونس.. نسى الكثيرون جدا كل كلامهم القديم عن إعجابهم واحترامهم لحسام الذى جاء بالزمالك من القاع إلى القمة.. وبالطبع لا يهتم أى أحد من هؤلاء بأن يشرح لنا سر وتفسير تناقضات كلامه أو كتابته.. فلا أحد يهتم بشرح أو تفسير.. المهم هو مغازلة الرأى العام فيغضبون أو يفرحون حسب مشاعر الناس وقتها.. وأنا أعرف أنه ما من مدرب سيبقى منتصرا دائما.. لكننى أتمنى الحساب على قدر ما جرى.. تماما مثلما أطالب المدربين أنفسهم حين ينتقدهم الناس بعد أخطائهم بألا يردون على الانتقاد بالتذكير ببطولاتهم القديمة.. فليس من العدل نسيان تلك البطولات القديمة، وليس من المنطقى أن تتحول إلى حصانة ضد الانتقاد. *