■ سنهزم الجزائر بثلاثة أهداف، وسنتأهل لنهائيات كأس العالم فى جنوب أفريقيا ودون حاجة إلى قرعة أو مباراة فاصلة.. ولا أقول ذلك من باب الإحساس والرغبة فى التفاؤل أو بدافع مغازلة مشاعر الناس فى بلدى، الذين أضنتهم حياتهم وباتوا يحتاجون لأى فرحة.. وإنما أنا مقتنع بذلك تماما.. أثق فى حسن شحاتة وقدرته، وفى إبداع وانتماء أى أحد عشر لاعبا سيرتدون فانلة منتخب مصر أمام الجزائر.. أثق أكثر فى المصريين جميعهم حين يريدون، وحين يتأكدون أنهم يخوضون حربا من أجل حقوق ضائعة أو أحلام مؤجلة.. ولهذا أصبح من الضرورى جدا أن نعيش كلنا هذه الحالة، وأن نصل إليها معا.. وهو أمر يلزمنا كلنا بأن نتغير ولو مؤقتا.. فيكف حسن شحاتة عن تصريحاته التى يشكو فيها الإعلام والاضطهاد والتآمر عليه والتقليل من شأنه ومن قدرته.. ويدرك أن مصر كلها الآن معه ووراءه تسانده وتساعده وتراهن عليه.. ويدرك اللاعبون أنهم يلعبون مباراة عمرهم، وأنها ليست مجرد تسعين دقيقة، ولكنها فرصة أخيرة لكل لاعب أن يرد الجميل للملايين التى أحبته وساندته.. ويحترم مسؤولو اتحاد الكرة أنفسهم وأدوارهم ولو بشكل مؤقت.. ويقتنع الصحفيون والإعلاميون بدورهم، وأنهم ليسوا شركاء لحسن شحاتة فى اختيار الفريق وأسلوب اللعب الأفضل أمام الجزائر.. وألا يجتهد كثيرون منهم فى اختراق صفوف المنتخب وقيادته بحثا عن انفراد أو من أجل السبق بخبر أو حكاية.. وأن يتنازل الجمهور ولو مرة واحدة عن انتماءاته للألوان.. فلا يتعامل مع لاعبى المنتخب بقواعد وقوانين الأهلى والزمالك والإسماعيلى.. وإذا كنا كمواطنين مصريين نعيب على لاعبينا طول الوقت أنهم ليسوا أذكياء بما يكفى لمواجهة أساليب التحايل والعبث وإضاعة الوقت التى اشتهر بها أبناء الشمال الأفريقى فى مباريات الكرة.. فلابد أن نعيب على أنفسنا أولا، لأن كثيرين منا بدأوا ينساقون لنفس الأساليب الجزائرية سواء فى الإعلام أو عبر شبكة الإنترنت.. فالجزائريون يريدون مواجهة منتخب متوتر ومجهد نفسيا وعصبيا قبل أن يلعب.. وسيحاولون خلال المباراة استفزاز لاعبى مصر وتشتيت انتباههم ودفعهم لنسيان هدفهم الأسمى والأغلى.. وإعلامهم بدأ بالفعل من الآن يحاول استفزاز الجماهير المصرية وإشعال نيران توترها، حتى لا تخرج المباراة بسلام وتحفل بخروج الجماهير المصرية عن النص وقواعد الأخلاق.. وهو ما يعنى فى حساب الجزائريين أن تتحول الجماهير المصرية إلى سلاح قوى وحاسم ضد منتخب مصر أو ممكن إلغاء المباراة أو امتلاك أدلة تدعم الطلب الجزائرى بإلغاء المباراة أو إعادتها أو عقاب مصر وتأهل الجزائر، وحتى الآن نجح الجزائريون تماما، وانساق كثيرون منا للأسف وراء مخططاتهم، وأصبح هناك مصريون يعيشون ويكتبون ويتابعون بمنتهى التوتر والانفعال.. ويقولون إنهم سيحيلون استاد القاهرة يومها إلى استاد للموت.. وأن المليون شهيد الجزائرى سيزيدون يوم المباراة أحد عشر لاعباً جزائرياً.. وأشياء أخرى مماثلة لا معنى لها إلا أن شبابنا هم تماما مثل لاعبينا.. يسهل جداً استفزازهم وإخراجهم عن وعيهم وإبعادهم عن أهدافهم.. وأنا أدعو الجميع الآن لأن يعودوا إلى هدوئهم.. أدعو حسن شحاتة لأن يهدأ ويطمئن وكل معاونيه ولاعبيه.. وألا يفقدوا أبدا ثقتهم فى أنفسهم.. فهو نفس المدرب ونفس اللاعبين الذين كانوا الرائعين فى أمم أفريقيا والمتألقين بحق أمام البرازيل والمدهشين أمام إيطاليا.. وأدعو الإعلام المصرى بجميع طوائفه وفصائله لأن يهدأ ويكون هو الأقوى والأذكى.. وأدعو جماهير مصر لأن تصبح هى الأكثر حكمة ووعيا وهدوءاً، لأنها بالفعل الأكثر استحقاقا للفخر بفريقها ولاعبيها وللتأهل بهم ومعهم إلى نهائيات كأس العالم. ■ أقابل فى الشوارع والطرقات والمكاتب والبيوت كثيرين جدا يعتبون ويضيقون ويسخرون من هذا الصراع بين أحمد شوبير ومرتضى منصور.. وهذا الصراع المؤلم والمخجل بين الدكتور علاء صادق ومدحت شلبى.. ويسبب هؤلاء الكثيرون لى صداعا مؤلما بكثرة كلماتهم، التى يستهجنون فيها هذا المظهر الإعلامى المزرى وبمصمصة الشفاه ورفع الحواجب والأكتاف يبدى هؤلاء الكثيرون قرفهم مما يجرى أمامهم على الساحة الإعلامية.. وفجأة.. يأتى أحدهم ليقول إن شوبير يتحدث الآن على شاشة «دريم» أو مرتضى على شاشة «المحور».. أو علاء صادق فى الشباب والرياضة أو مدحت شلبى على شاشة «مودرن».. فيجرى الجميع تاركين حتى أشغالهم المهمة، من أجل الفرجة والاستمتاع بالشتائم والإهانات المتبادلة.. لم أجد مواطنا واحدا من هؤلاء الرافضين والغاضبين يترفع مرة واحدة عن الرؤية أو القراءة أو الاستماع.. وهو ما يجعلنى الآن أقرر إخراج شوبير ومرتضى وعلاء صادق ومدحت شلبى وكثيرين غيرهم من قفص الاتهام بالإساءة للإعلام وسوء ممارسته، لأنهم أبرياء.. والناس هنا هم المذنبون.. أولئك الذين باتوا يعشقون الفضائح.. لا يطيقون الحياة دونها.. فإن لم يجدوها يوما.. يحرصوا على اختراعها أو تخيلها لتبقى الحياة ممكنة وممتعة.. وإذا كان شوبير ومرتضى وعلاء صادق ومدحت شلبى يتصورون أنهم هم الذين يقودون الرأى العام الآن.. فهم مخطئون تماما.. لأنهم فى الحقيقة أصبحوا مجرد أدوات وعرائس ماريونيت يلعب ويتسلى بها الناس المولعون بتعرية ثياب الآخرين.. وإهالة التراب والوحل على كل شىء.. والدليل هو أن هؤلاء الناس لم يلتفتوا كثيرا إلى قضايا فساد واجهها وفضحها شوبير، ولا إلى أخطاء وتجاوزات أشار إليها كلاما أو كتابة.. ولا التفت الناس إلى قضايا حقيقية وحكايات رائعة يقولها ويقدمها علاء صادق بمنتهى الخبرة والثقة والاقتدار.. أو مخالفات سبق أن أشار إليها مرتضى منصور.. وحلقات جميلة ورائعة قدمها مدحت شلبى.. ولكن الناس كلهم تنبهوا واهتموا واستمتعوا والصحافة والشاشات أيضا حين بدأت خناقة شوبير مع مرتضى منصور.. وحين تخلى علاء صادق ومدحت شلبى عن الوقار وبدأ الاثنان إعلام الردح المتبادل وفرش الملاية للآخرين.. وهو ما يعنى أننا كلنا مسؤولون وكلنا متهمون وكلنا مطالبون بإصلاح هذه الأحوال المؤسفة والحزينة أيضا. ■ تنتهى الليلة بطولة كأس العالم للشباب.. وليس من اللائق أن تنتهى تلك البطولة التى استضافتها مصر دون شكر حقيقى وإشادة بهانى أبوريدة، الذى نجح تماما فى مهمته كرئيس للجنة المنظمة.. ودون تحية تقدير واحترام للجندى المجهول.. خالد عبدالعزيز.. الذى أدار البطولة بإخلاص وقدرة هائلة على الصمت والترفع وعدم السعى وراء الأضواء والمظاهر.. وتبقى بعد ذلك حقوقنا كمصريين فى الحساب والمكاشفة.. فاهتمامنا بالكبار وبمباراة الجزائر لا ينبغى أن ينسينا أننا أنفقنا عشرين مليون جنيه، من أجل إعداد هذا المنتخب.. فهل جرى إنفاق كل هذه الملايين دون متابعة ورقابة من اتحاد الكرة.. وهل تجربة هانى أبوريدة- شديدة الإحباط والمرارة- بالإشراف على هذا المنتخب.. ستجعلنا ننضج كلنا أخيرا ونلغى حكاية إشراف أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة على المنتخبات، التى ليس لها مبرر أو معنى أو نظير فى العالم كله.. وهل نعيد النظر فى ذلك الاختراع المصرى المسمى المنسق الإعلامى لمنتخب كرة.. لا أحد يفهم بالضبط وظيفته أو دوره، ولكن الكل يعرف أنه يتقاضى عند كل فوز ضعف مكافآت اللاعبين أنفسهم.. وهل صحيح أن إخصائى تأهيل منتخب الشباب مهدد بالفصل لتغيبه عن العمل رغم القرار الوزارى بتفرغه لمهمته مع المنتخب.. وهل لا يزال فى مصر مدربون وإخصائيون وأطباء يعملون مع المنتخبات ويتقاضون الآلاف كل شهر؟ ورغم ذلك يتمسكون بوظائفهم الحكومية ويحصلون على قرارات وزارية بصورة منتظمة كعذر للغياب الدائم الذى قد يدوم سنوات، لأنهم يريدون الجمع بين كل شىء، ورغم أنهم أصبحوا محترفين والحكومة لم تعد مطالبة بالإبقاء على وظائفهم والأولى بها هم شباب آخرون من الذين لا يجدون عملا أو فرصة لمستقبل أفضل.. وهل صحيح أن نجل اللواء عبدالعزيز أمين، مدير استاد القاهرة، قرر دخول مقصورة الاستاد بالعافية رغم رفض السيدة مسؤولة الاتحاد الدولى ورغم دهشتها.. فالرجل لم يتخيل أنه من الضرورى أن يحمل تذكرة حتى يدخل وهو ابن مدير الاستاد، وهو السلوك المتكرر يوميا فى مصر كلها، والعبارات التقليدية التى نسمعها فى كل مكان «إنت مش عارف أنا مين.. بكره تشوف أنا ها أعمل فيك إيه» ومثل هذه المعانى والصور المؤسفة والمحبطة أيضا. ■ ألتقى بكثيرين جدا يعتبون على ويهاجموننى سواء بأدب، أو بقلة أدب، بدعوى أننى ضد النادى الأهلى، وذلك لمجرد أننى انتقدت حسن حمدى أو مجلس إدارة النادى الأهلى فى موقف أو قرار، وكأنه من المفترض أن أتعامل مع أى قرار للأهلى، وكأنه قرار هابط من السماء لا يصح ولا يجوز رفضه أو مراجعته أو المطالبة بتغييره.. مع أن الانتقاد والرغبة فى التصحيح والتوضيح قد يكونان أحيانا دليل حب وانتماء لا كراهية أو غضب.. وبهذا المنطق أؤكد أننى لم أفهم ولا أقبل كل المبررات، التى قيلت بشأن تعيين إبراهيم صالح عضواً بمجلس إدارة الأهلى.. أنا أحترم الرجل كثيرا وجدا، وهو بالفعل شخص رائع.. ولكنه يصعب نسيان أنه فى النهاية يعمل لدى مجموعة شركات الخرافى.. وهو ما يعنى أنه ليس صاحب القرار ولا هو صاحب المال إن احتاج النادى الأهلى إلى معونات مالية.. ويبقى الخرافى هو وحده صاحب أى قرار وصاحب كل المال.. وتنتفى بذلك وتسقط تماما فكرة أن إبراهيم صالح هو الذى رآه مجلس إدارة الأهلى بديلا لياسين منصور.. كما أن الصديق العزيز حسن حمدى كان حتى وقت قريب جدا يردد ويؤكد أن من يحبون الأهلى بحق، على استعداد، لأن يعطوا كل شىء للأهلى دون اشتراط أدوار أو مناصب.. وبالتالى لو كان إبراهيم صالح لديه رؤية استراتيجية ليتخلص الأهلى من أزمته المالية الحالية فقد كان، ولا يزال باستطاعته تقديمها دون شرط تعيينه فى مجلس إدارة الأهلى.. أما ما قيل عن محمود الخطيب وخطته السرية فى السيطرة على كل مقاليد الأمور فى الأهلى، التى بدأها بتعيين صفوان ثابت وإبراهيم صالح.. فأنا لا أوافق عليه.. فالخطيب من حقه أن يحلم برئاسة الأهلى.. تماما مثلما هو حق لياسين منصور أو إبراهيم المعلم أو محمود طاهر أو حسام بدراوى أو حتى خالد مرتجى أيضا.. فليست الأحلام عيبا أو فضيحة.. وأنا أؤيد الخطيب فى أن يحلم ويحاول، من الآن، تحقيق حلمه الكبير برئاسة الأهلى.. تماما مثلما أؤيد كل الآخرين فى أن يبدأوا محاولة تحقيق أحلامهم المشروعة والممكنة جدا. ■ لم أشأ أن أكتب ذلك إلا بعد مباراة زامبيا.. وقد كنت حزينا وغاضبا جدا من أستاذى محمود معروف حين كتب فى الجمهورية يسخر من سقوط نجل سمير زاهر فى انتخابات هليوبوليس، وليس هذا هو سبب الحزن والغضب، ولكنها كلمات محمود معروف، الذى سخر من استعانة حمادة زاهر بالنجم الكبير أبوتريكة لتأييده فى انتخابات هليوبوليس.. وتعجب محمود معروف من قرار الاستعانة بابن «ناهيا» ليقنع أعضاء النادى العريق بتغيير قناعتهم وأصواتهم.. واستفزنى جدا هذا التصور.. وهذه المعايرة بالبساطة والفقر.. وكأن الناس فى «ناهيا» ليست لهم حقوق وليس لديهم كبرياء.. ثم إن أبوتريكة لم يخف يوما ولم يخجل أنه كان فقيرا وبسيطا يوما ما.. ولكنه بموهبته وعطائه وأخلاقه الرفيعة أصبح أهم من كل أغنياء مصر ومن أعضاء كل أنديتها العريقة والغالية، وما كل هذه الفظاظة التى ليس لها أى مبرر أو داعٍ؟ ومتى سنتوقف عن معايرة لاعبى الكرة بأنهم يوما ما كانوا فقراء؟ ما العيب أو الجريمة فى فقر الإنسان أو بساطته؟ إنها كثيرة جدا تلك التى يمكن أن تعيب أو تنتقص من قدر أى أحد، ولكن ليس منها الفقر أو البساطة. ■ أشكر الصديق الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، لأنه بدأ رغم حموله الثقيلة يلتفت للرياضة.. ويضع مع صفى الدين خربوش وحسن صقر تصورات محددة لاستخدام الرياضة وإدراجها فى مشروعات التضامن والتكافل الاجتماعى. ■ أرفض قيام اتحاد كرة الطائرة بدعوة حسن صقر لمرافقة منتخب مصر إلى اليابان الذى سيشارك هناك فى بطولة العظماء.. أنا بالطبع أحب أن يسافر صديقى العزيز حسن صقر إلى اليابان، وأن يستمتع بأجوائها.. ولكننى أخشى أن يكون المقابل هو موافقته على طلب الاتحاد تنظيم مونديال شباب الطائرة العام بعد المقبل.. إنه نفس السيناريو يتكرر أمامنا مرة أخرى.. يحاولون الإيحاء بأن العالم كله يتصارع من أجل الفوز بشرف هذه الاستضافة.. وننجح فيقيمون الأفراح ويملأون الدنيا صراخا عن عظمة مصر ومكانتها، التى انتزعت البطولة من أفواه الأسود.. ثم ينفض المولد ويبدأون يصرخون بأنهم فى حاجة إلى دعم وتمويل واغتراف من خزينة الدولة المنهكة، حفاظا على صورة مصر أمام العالم.. ولهذا أرجوك لا تقبل يا صديقى العزيز يا رئيس المجلس القومى للرياضة.. يكفينا الأموال التى خسرناها لنصنع بطولات وهمية ونضفى الأهمية على أشخاص من ورق. ■ تطورت الخناقة فى نادى الترسانة بين حسن فريد وسيد جوهر.. من صراع لكشف الفساد ووقف استنزاف أموال وتاريخ النادى العريق إلى مجرد صراع على المكاسب والمغانم والمقاعد والسلطة.. وأخيرا أصبحت خناقة بين الرجلين لتعليق صورة الرئيس مبارك فى مبنى النادى.. وأعتذر عن أى تعليق على هذه الخناقة، لأننى أخشى قانون العقوبات، الذى يحبس الصحفيين فى جرائم السب والقذف [email protected]