انتقد الأممالمتحدة وتحدث عن شراكة مع الإمارات في مرحلة ما بعد النفط في لقاء شامل مع برنامج "قابل للنقاش" مع نوفر رمول على شاشة تلفزيون دبي رئيس الاتحاد الإفريقي: نبحثُ عن حل للأزمة بين مصر وأثيوبيا والقبائل جزء من الحل في ليبيا دبي: شموس نيوز – خاص في لقاء شامل مع تلفزيون دبي ثمّن ألفا كوندي الرئيس الغيني والرئيس الدوري للاتحاد الافريقي لبرنامج قابل للنقاش من العاصمة كوناكري الإصلاحات التي قام بها الاتحاد قائلا "اتخذنا قرارا بالاعتمادِ على أنفُسنا لتمويل الاتحاد لأن تمويلَ الاتحاد الإفريقي كان يعتمدُ كثيراً على الخارجِ، وحينما لا يكون المرءُ مُستقِلا مالياً فإنه لا يعتبرُ مستقلاً مذكراً بالقرارات التي اتخذت في كيغالي التي تُلتزمَ كل بلد بتخصيص 0.2 بالمئة من الضرائب على الواردات الإفريقية لتمويل الاتحاد. بإجماعنا عاد المغرب إلى مقعده لنستعيد قوتنا في لقاء شامل مع تلفزيون دبي قال ألفا كوندي الرئيس الغيني والرئيس الدوري للاتحاد الافريقي لبرنامج قابل للنقاش من العاصمة كوناكري "إن الكثيرين كانوا يتوقعون انفجارَ الاتحاد الإفريقي مع عودة المغرب إليه، فرغم وجود مشكلة الصحراءِ الغربية أظهرَ الاتحادُ الإفريقي أنه قد اشتد عودُه وأن الخلافاتِ لا يمكن أن تُعيقَ اجتماعَنا واتحادَنا، وهذا ما أدى لعودةِ المغربِ بالإجماع". وبرر رئيس الاتحاد الإفريقي سبب الإجماع على عودة المغرب قائلاً "المغرب عضوٌ مؤسسٌ للاتحاد الإفريقي، فأولُ قمةٍ كانت بالدار البيضاء، والملكُ الراحلُ محمدٌ الخامس كان من أكبر مُشجعي وداعمي الاتحاد الإفريقي، وما تغيرَ في الآونةِ الأخيرةِ هو أننا أدركْنا – خلال قمةِ البيئةِ والمناخِ في باريس – بأننا تكلمنا بصوتٍ واحدٍ واستمع الآخرونَ لنا، المغرب لديْه دور، أولاً هو بلدٌ إفريقيٌ كبيرٌ، وله دبلوماسيةٌ معروفةٌ عالمياً، ولديه اقتصادٌ متطور، ويستثمرُ في العديد من الدولِ، الإفريقية، فالمغرب من خلال دبلوماسيتِه ووسائلِه، يمكن أن يحمل الكثيرَ لنا، وعودةُ المغرب ستُقوي بدون شكٍ الاتحادَ الإفريقي. نبحثُ عن حل للأزمة بين مصر وأثيوبيا رئيس الاتحاد الإفريقي شدد على ضرورة حل أزمة سد النهضة بين مصر وأثيوبيا عن طريق الحوار، واعتبر أن عدم التقدم في الحل "إحدى نقاطِ ضعفِ الاتحاد الإفريقي"، وقال "إذا كنا استطعنا إعادَةَ المغرب بالإجماع إلى الاتحاد الأفريقي، فإننا لن نعجز عن إيجادِ حلٍ بين مصر وإثيوبيا. لقد تحدثنا بالفعل معهما وسنعمل على تقريب وجهاتِ النظر بين البلدين، وسنجدُ حلاً بكل تأكيدٍ يخدم مصلحتهما". واستبعد كوندي استقواء اثيوبيا بوجود مقر الاتحاد الافريقي على اراضيها مؤكدا أن "مقر الاتحادِ في أديس أبابا لا يؤثرُ على رُؤى رؤساءِ الدول، قد يكون هناك أو في القاهرة، وهذا لا يغير رؤيتَنا، سننظر بموضوعية في مصالح البلدين، ثم نحكُم بناءً على ذلك، موضوع المقر لا أهميةَ له. ثم إن مكان المقر لا يؤثر على مشكلةِ كبيرةٍ مثل هذه". القبائل جزء من الحل في ليبيا في اللقاء المتلفز الذي بث مساء الأربعاء الماضي على شاشة تلفزيون دبي، قدم كوندي رؤية الاتحاد الافريقي لحل المشكلةِ الليبية، موضحا أنه يجبُ جمعُ كلٍ أطرافِ النزاعِ بمن فيهم رؤساء القبائل، وأضاف "فبالنسبة للقبيلةِ، إذا لم يوافق رئيسُها على أمرٍ فإنها لا توافقْ، إذن هدفُنا هو جمعُ كلٍ الأطراف الليبيةِ حولَ طاولةِ الحوار، يعني ما لا يقلُ عن 500 شخصٍ، حتى يكون هناك اتفاقٌ جماعيٌ، يوافقُ عليه الجميع، ثم تكونُ هناك حكومةٌ وطنيةٌ شاملة، سنلتقي بأطراف النزاع مثلَ جماعةِ طبرقْ، وجماعة طرابلس، وبنغازي وغيرها… وأيضا رؤساءَ القبائلِ الكبرى، حتى نتفق جميعا على عقدِ قمةٍ تشمل الجميعَ باستثناء الإرهابيين، لنسعى لتحقيق أهدافٍ هي وحدةُ ليبيا، واستقرارُ ليبيا، وحلٌ المشكلةِ داخلياً، أي بدون تدخلٍ خارجي، وحتى يكون المشاركون يعملون من أجل مصلحة الشعب الليبي وليس لمصلحةِ أطرافٍ خارجية". وتابع قائلا "نحن عازمون على أخذ الملف الليبي. أنا بنفسي تحدثتُ مع الروس وأيضا مع الفرنسيين… وجميعُهم يقولون إنهم مع حلٍ إفريقي، وكنتُ أيضا في الإمارات، وتحدثتُ مع الشيخ محمد بن زايد، وقال لي إننا ندعمُكم في إيجاد حلٍ إفريقي بصفتكم رئيسَ الاتحاد الإفريقي، وسأطرح على جميع تلك الدول فكرةَ الحلٍ التي نريدها ونَوَدُ أن يدعمنا الجميع، سنتشاور مع الجميع، ولقد بدأنا فعلا، وسأذهب إلى فرنسا قريبا لأتحدث مع الرئيس هولاند، وسأزور أيضا روسيا… ومع الدول المجاورة مثل قطر والمملكة العربية السعودية وتركيا…. وتحدثتُ مع الرئيس أردوغان هاتفياً لأقول له إنني سأبعثُ إليه وفدا، وسأبعثُه أيضا إلى الدول الأخرى، لنشرح موقفنا ونطلب من الجميع دعمنا لأن الجميعَ عليهم أن يدركوا بأنه ينبغي أن تُحل المشكلةُ الليبيةُ من قبل الليبيينَ بدونِ تدخلاتٍ أجنبية، وأن الشعبَ الليبي هو الوحيدُ القادرُ على حل مشكلتِه". "الكثيرُ من الدول الإفريقية مهددةٌ بالتفكك" لفهم تداعيات الازمة في دولة جنوب السودان أوضح كوندي أنه "يجب أن نبدأ من نقطةِ الانطلاق" قائلا "الآباءُ المؤسسون لمنظمة الوحدة الإفريقية، كانوا حكماءَ حينما قالوا: يجب وقفُ إقامة حدودٍ جديدة، الرئيس گارانگْ، أولُ زعيم لجنوب السودان، كان مع الفيدرالية". وتساءل رئيسُ الاتحاد الإفريقي: "ما الذي قادَ إلى الانفصال؟ يجب النظرُ دائما في السبب الرئيس، قبل النظر في العواقب، والتدخلُ الأجنبيُ هو سببُ المشكلاتِ في إفريقيا". ونبه إلى أن "الحالة ليست بسيطةً، ولو تم احترامُ مبادئِ منظمة الوحدة الإفريقية فإنه يمكن للشعوبِ أن تناقش الأمورَ وتجدَ الحلول بدونِ اللجوءِ للانفصال، لأننا لو بدأنا ذلك غدا، فكل دولة ستكون لديها مشكلاتٌ وستتفكك… الكثيرُ من الدول الإفريقية مهددةٌ بالتفكك". "كوندي في انتقاد لاذع للأمم المتحدة" وانتقد رئيس الاتحاد الافريقي دور قوات حفظ السلام الاممية، معتبرا أنها لم تقم بأي دور، وأنها في مهمة لهدر المال، وقال " أدركنا بأن وجود القُبعاتِ الزرق في كونغو كينشاسا وفي جنوب السودان وفي دارفور لا يغيرُ شيئا. فمنذ سنواتٍ عديدةٍ هناك 20 ألفَ عنصرٍ منها في كينشاسا… لذلك قدرنا بأنه ينبغي علينا التوقفُ عن إهدار الأموال، وأنّ تلك الأموال يجب أن تُحوّل إلى الاتحاد الإفريقي، وأنّ الاتحاد الإفريقي يُرسل قواتٍ إفريقيةً، لأنه إذا كانت قواتُ الأممالمتحدة هناك، واستمرَّ الإرهابُ، هذا يعني أن هناك خللاً ما". وتابع قائلا "لذلك قررنا العمل مع الأممالمتحدة لتغيير طبيعةِ القبعات الزرق، والرئيس موسيفيني قال، أثناء مقابلتنا الأمين العام للأمم المتحدة: إن الأممالمتحدة هيَّ الإرهابية في شرقي إفريقي، طبعا هذه مقولة لموسيفيني، ولديه طريقتُه في التعبير، ولكننا قلنا للأمين العام إن هناك مشكلة والأمور تسوءُ". ولأجل مزيد من الفاعلية وحلحلة الوضع إفريقياً أوضح كوندي قال كوندي "هناك دول إفريقية يمكن أن تزودنا بالرجال، وهناك دولٌ إفريقيةٌ لديها الموارد… مصر لديها، الجزائر لديها، والمغرب لديه، وجنوب افريقيا، إفريقيا بنفسها يمكن أن تبدأ في إرسال قوات، الجزائرُ لديها وسائلُ النقل، والمغربُ لديه أيضا، مصرُ أيضا، والنيجر، وجنوب إفريقيا… حينما يكون هناك إجماعٌ لماذا لا نكونُ مستعدين؟" وللإرهاب أسبابه الإفريقية أكد الرئيس كوندي بأن "الإرهابَ اليومَ يهدد كلً دولِ إفريقيا، لأنه أصبح يجندُ عناصره بين السكان المحليين" لذلك فكلُ الدولِ مهددة" وبرر انتشار الإرهاب بالفقر والظلم" داعياً إلى تطويرِ إفريقيا بمنحِ الشبابِ الوظائفَ، حتى لا يتم تجنيدُهم وجذبُهم بالأموال، وقال "إذا منحنا الشبابَ الوظائف، وإذا وظفنا النساءَ، وإذا لم يكن هنالك غبن، يعني إذا وُزعت مواردُ البلاد بطريقةٍ عادلةٍ فسنقطعُ جذورَ الإرهاب، لأن الإرهابَ يزدهر إذا كان هناك فقرٌ وظلم، ولهذا فإن تنميةَ القارة الإفريقية تصبُ في صالحنا جميعاً". إفريقيا قوية في مواجهة الأوروبيين عندما تتحدث بصوت واحد كوندي دعا إفريقيا للتحدث بصوت واحد دائماً، وقال "علينا أن نتحدث بصوت واحد. وأن ندافع عن مصالحنا أبنائِنا، وهذا يعني، لذلك يجب أن نجلس مع الأوروبيين وننظُر في مصلحة الأفارقة، إذا تحدث الأوروبيون مع دولة لوحدها، فهذا يجعلها ضعيفةً، ولهذا يجب أن يتم هذا النقاشُ بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وحينها تتحدثُ إفريقيا بصوت واحدٍ، ونستطيع حمايةَ مصالح أبنائِنا، عندها سنجدُ حلولاً ولن تكون على حساب إفريقيا" قطعنا أشواطاً كبيرة…ولكن الصورة هيّ هيّ وعن واقع القارة يرى كوندي أنه " عندما نقارن الأوضاعَ حاليا بالستينياتِ من القرن الماضي، فإن إفريقيا حققت تقدما كبيرا، ولكن وللأسف، حينما نتحدث عن إفريقيا لا نهتم بالتطورات الإيجابية بل نتحدثُ فقط عن التطوراتِ السلبية… يُقالُ هناك المجاعةُ، ولا يقال إن إفريقيا هي القارةُ التي تشهدُ تطورا سريعا، ولا يتحدثون عن نسبة النمو الاقتصادي التي تعدُ الأعلى في العالم، الناس لا يرونَ هذا، لا يرونَ سوى الكوارثِ والمجاعةِ، هذه رؤية مشوهة، وعلى إفريقيا أن تكافح بشدة لإظهار صورتها الحقيقية سواءً أكانت إيجابيةً أم سلبية، والمسؤولية تقع على عاتقنا لتقديم الصورتين، وخاصة أن الإعلامَ يحبُ الإثارةَ، فهو يحبُ أن يتحدث عن المجاعة وعن الإرهاب، ولكن لا يحب الحديث عن التنمية الاقتصادية، لأنها ليست مثيرة بالنسبة له". غينيا الآن تنمو في أمان وأعرب كوندي عن عدم تمكنه من تحقيق ما كان يصبو إليه من تنمية في غينيا في مأموريته الرئاسية الأولى، بسبب وصوله إلى سدة الحكم اثناء مرحلة حرجة وقال "من قبلُ حينما كان يأتي المرءُ إلى كوناكري كان يرى الدباباتِ والجنودَ في الشوارع بالكلاشينكوفْ، واليوم يستطيع المرءُ أن يسير فيها ولا يرى جندياً واحدا ببندقيةٍ في الشارع، وليس هناك جنديٌ ببدلته العسكرية في أي متجر". وشدد على أن الجيش أصبح جمهوريا وله أدوار مهمة ليس في غينيا فقط "اليوم لدينا ثمانُمائةِ جندي لحفظ الأمن في كيدال بجمهورية مالي، ونشارك في مهماتٍ إفريقية، الجيش الغينيُ تغيَّر تماما، وهو جيشٌ جمهوري، وهناك ضوابطُ يتم من خلالها ترقيةُ المجندينَ، وليس من خلال الانتسابِ إلى جماعةٍ معينة… الأمر لا يتعلق بتحييدِ الجيشِ، إنه يتعلق بجعلِ الجيشِ يقوم بدوره المتمثلِ في حمايةِ استقلال البلادِ والمساهمة في التنمية الاقتصادية" تجربة دبي غنيةٌ وملهمة أشاد الفا كوندي، رئيس الاتحاد الإفريقي بتجربة دبي، مؤكدا كونها ملهمة للتغير، حيث تتوفر قيادتها على الرؤية وتسعى لتجسيدها، وقال كوندي، "نعم دبي تعلمُنا بأن التغيير ممكن مع تغيير القيادة" وأضاف في حلقة خاصة من برنامج "قابل للنقاش" الذي تعده وتقدمه الزميلة نوفر رمول، قائلا "في دبي تغيرت القيادة بوصول رجل لديه رؤية وهو طبق تلك الرؤية، وهذا ما سمح للإمارات أن تكون اليوم على ما هي عليه". وأبدى كوندي إعجابه بما حققته دبيوالإمارات في ظرف وجيز، وقال " لقد تحدثت مع الشيخ محمد بن راشد وقال لي: حينما كنا صغارا كنا ننتقل على ظهور الدواب، وانظرُ اليوم إلى دبي، فإذا كانوا قد تمكنوا من الانتقال من مرحلة ركوب الدواب إلى ما هم عليه الآن فإننا نستطيع كذلك". وأضاف " لدى دبي تجربة غنية حقا، ونأمل أن نبني دبي الصغيرة في غينيا". غينيا شريك للإمارات في التحضير لمرحلة ما بعد النفط أكد الرئيس كوندي اهتمامه بتطوير التعاون مع الدولة وأن الشراكة كبيرة وواعدة مع الإمارات، وقال "مبادلة ستستثمر حوالي خمسةَ ملياراتِ دولارٍ لتصدير مادة البوكسايت إلى الإمارات، وهذا سيسمح للإمارات بأن يكون لها مصنعٌ كبيرٌ للألمنيوم، هذه المادة ثمينة جدا في العالم اليوم". وأعرب كوندي عن أمله في "أن تسير هذه الشراكة إلى أبعد مدى"، وقال "هذا يعني أننا بالإضافة إلى استغلال البوكسايت، فإننا يمكن أيضا أن نحول جزءا من إنتاج الألمنيوم من غينيا، وبهذا سيكون استغلال المناجم أقل تكلفة بالنسبة إلى النقل، كما أن مشكلات التلوث ستكون أقل في الإمارات". وأضاف "هناك مشروع منطقة اقتصادية مما سيسمح لنا بتطوير اقتصادينا، حيث نتطلع لإنشاء مدينة يكون عدد سكانها 200 ألف شخص على الأقل، مع كل البنية التحتية الاقتصادية الممكنة، وفي هذا المجال نعمل مع أصدقائنا الإماراتيين وأيضا الصينيين، لأنه لدينا منطقة منجمية، وهناك أيضا احتمال لاستغلال الطاقة". وتابع حديثه عن الشراكة الإفريقية مع المنطقة العربية معتبرا أن إفريقيا راغبة في تعزيز التعاون مع الدول الخليجية للعبور إلى مرحلة ما بعد النفط وقال" الإمارات تحضر نفسها بطريقة ذكية لمرحلة ما بعد النفط، وهذا ما نريد فعله مع كل الدول، سواء أكان ذلك في قطاع التعدين، أو المناجم والزراعة، فمثلاً نحن ننتج الكثير من الفواكه، وننتج أيضا الكثير من العسل، والدول العربية تستهلك هذا المنتوج كثيرا، إذن بالقيام بمشاريع مشتركة واستثمارات نستطيع أن نحقق تنمية تكون نافعة لإفريقيا وللدول العربية"، وشدد رئيس الاتحاد الإفريقي على أن القارة "تريد مبادلات اقتصادية وتجارة واستثمارات لا المساعدات، وإذا أردنا شراكة ناجحة للجميع فيجب أن يحقق الطرفان مصلحتهما، وأعتقد حقا بأننا يمكن أن نتعاون".