قراءة تشكيلية في أعمال الفنان الجزائري (الطيب العيدي) بقلم الناقد (دكتور/ تحرير علي – العراق) فنان تشكيلي وناقد فني. الطيب..أستاذ مادة التربية الفنية في الجزائر…بدأ ممارسة فن الرسم بصورة ذاتية بسن مبكرة .ثم صقل موهبته الفنية بالدراسة الأكاديمية وتخرج من المعهد التكنولوجي للتربية ..كأستاذ للفن التشكيلي عام1992. أقام أربعة معارض شخصية وحصل على العديد من الشهادات التقديرية ولجوائز عربيا وعالميا.. إن التمعن وتلقي النتاج الفني الذي ينتجه الفنان العيدي ..يضعنا أمام محورين مهمين الأول تجسيد الواقع العياني بشكل آخر..تتجلى من خلاله رؤية وعين ذكية ..تبصر وتلتقط من الواقع مفردات وأماكن لاتلتقطها غيره..عين فنان متمرس له رؤية جمالية ذاتية تنطلق أولا من ارتباطاته ببيئته وأرضه التي عاش عليها ومايتخلل هذه البيئة من مشاهد تراثية واجتماعية لازالت راسخة في مخيال الفنان ….ومن ثم محاولة تنزيل تلك المدركات الحسيه في ذاكرته بصيغ جمالية توسمت صورا مختلفة ..حملت لنا خصصيه وبصمه شرقية من خلال ماطرحه الفنان من مواضيع تحاكي الواقع الجزائري ..لكنها محاكاة بتفرد وبأسلوبية شخصيه تختلف عن الآخر.. ومن ثم نجده يوظف تلك المفردات التي اكتنزت به ذاكرته الصورية من الواقع لكي يقحمها في أجواء سريالية ليكون خطابه البصري اقرب إلى الاتجاه السريالي..وفيها من الدلالات الرمزية الشي الكثير ..وفق نزوع الفنان ومحمولاته النفسية ..أعماله تبث خطابا جماليا محملا بالدلالات والتعبيرات ويبث رؤية استطيقيه ملتزمة التزاما فعليا بالذات المبدعة ..التي من خلالها يطرح ويعالج الواقع بتراكيب مختزله من المخيلة لتتحول إلى إحساس فني عالي مخضب بالمحمولات السيميائيه لخطاب فني تشكيلي يجمع بين التعبير والترميز والواقع ضمن فضاء سريالي جميل وممتع للبصر..إضافة إلى أن كثير من نتاج هذا الفنان المبدع ظهر فيها توظيف لمفردات الخط العربي والوحدات الزخرفية الإسلامية بتشكيلات جمالية وظفت بحرفية ومهارة عالية ..وهي تبث لنا مرجعية فني تجمع التراث بالمعاصرة..إذ لايمكن فصل التراث عن المعاصرة لان التراث يمكن تقديمه بصيغ حداثوية تشتق من جمال التراث العربي الإسلامي..إنها تشكيلات مختزله من مفردات منوعه …يزخر بها الواقع الجمالي العربي. وهذا مايجعل نتاج الفنان الطيب لايخضع لمقاييس جماليه ثابتة بل متحولة ومتغيره تظهر فيها العديد من الأساليب وتتفاوت بصيغ مختلفة تجعل من المتلقي طرفا مهما في إنتاج المعنى ..والدخول إلى تشكيلاته الجمالية من منافذ مختلفة..وهنا يلعب التأؤيل الدور الأكبر في الإبحار في خيال وواقع الفنان الطيب ..لترسو به إلى فضاءات لونية منوعه ..وتروي له حكايات من أزمنه مختلفة..هذه هي أعمال الفنان الطيب العيدي.