رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب سؤال عاصف للذهن يحتاج إلى موضوعية في قراءة المعطيات وطرح النتائج بلا ميل أو هوى ….!! نحن نريد الحقيقة مهما كانت شكلها أو لونها او حجمها الحقيقة المجردة دون سواها . نحن من مستهلكي التحديث نستورد كل ما ينتجه الغرب من مدنية وحضارة وحداثة مقابل تصدير شئ متواضع أو لا شئ. الحقيقة نحن نستهلك التحديث ولكن لسنا من منتجي الحداثة وهي فلسفة طرح السؤال للتحديث والتفكر والإنطلاق . أقول دائماً الوصول لصيغة السؤال أبلغ من الإجابة عليه . عبقرية طرح السؤال الحداثة لان تأتي إلا إذا إستطعنا الوصول لصياغة سؤال لم يسبقنا إليه أحد . لدينا نواة حضارية في تاريخنا العربي والإسلامي نتحدث عن تاريخ بيننا وبينه إنقطاع إنفصال إنسداد قل ما شئت على سبيل المثال نحن في مصر نجهل لغتنا الهيروعليفية القديمة تلك اللغة التي هي بطبيعة الحال خلايا التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبل . لدينا إنسداد غير مفهوم وغير مبرر فجوات تاريخية بيننا وبين حضارتنا القديمة مازلنا نحبو حتى الأن لنفهم ما يبوح به التاريخ من أسرار هيا نبحر قليلاً بين أمواج التنوير ….هل أنتم مستعدون ….على بركة الله . مازلنا نقف على شاطئ التنوير الذي سوف أتناول فيه : التنوير بناء حضاري قوامه : التقدم العلمي الرقي الأخلاقي التذوق الفني التفوق الإقتصادي نظام سياسي عادل حوار عالمي يمكن ان نعبر به حواجز اللغة والعرق والدين واللون . وعيٌ جمعي لمواجهة مخاطر تواجه كوكب الأرض كله وعيٌ كوني لإجادة لغة الحوار مع اسرار الكون . سوف نتحدث بالتفصيل عن كل هذه المفاصل في ظلال التنوير حينما أردت أن أبسط بساط التنوير رأيت من الإنصاف أن نتحدث عن اللبنة الأولى وهي لبنة التقدم العلمي هذا التقدم الذي شارك في بناء هرمه الشامخ قيم بشرية ذات تأثير وأثر عبر التاريخ , هذا التقدم العلمي الذي أستقطب العقول من كل حدب وصوب , ومن كل لغة ولهجة , ومن كل دين ودولة …بسط العلم بساطه الأحمر القرمزي لكل باحث ومفكر ومتأمل ومتدبر . الكل يشارك في بناء صرح الحضارة الإنسانية دون مرجعية دينية أو صبغة سياسية أو هوية عرقية . كانت دولتي الفرس والروم قبل الإسلام من أصحاب التقدم العلمي . ولما جاء الإسلام رفع العقل سلطاناً في بلاط العلماء . وبدأ القرأن بكلمة اقرأ فعل أمر لا ميل له ….أداة لتحرير الفكر والعقل ….وكأن تلك القراءة هي الباب السحري لمدينة العجائب …أقصد مدينة العلوم ….وإكتشاف عظمة صنع الخالق . اقرأ منهج تجريدي …. التجريد من كل معلومة ….مسح شريط الإنتماء الفكري السابق …والقراءة يعين واعية مبصرة . القراءة هي السياحة المجانية في دنيا المعرفة لقد تم تسجيل تاريخ القراءة وإعمال العقل بنزول تلك الكلمة التي توقد مشعل التنوير عام 611 ميلادية هذا هو التنوير التاريخي الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم , هذا التنوير الذي يسعى الغرب أن يحجبه بما يسمونه التنوير الغربي ولاسيما في مطلع القرن الثامن عشر . ومما لاريب فيه أن القرأءة هي جواز السفر في شرايين العلم وأوردة المعرفة . والفعل علم ورد في القرآن الكريم على مستوى الكلمة 96 مرة , يتوافق تماماً مع ترتيب سورة العلق في القرآن السورة رقم 96 . سورة العلق التي بدات بالاشارة للعلم هناك فجوة تاريخية بين التنوير الغربي والتنوير الإسلامي التنوير الإسلامي بدأ في القرن السابع الميلادي تبعاً لبعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والتنوير الغربي الذي بدأ في القرن الثامن عشر , الفرق الزمني أكثر من الف ومائة عام بين التنوير الإسلامي والتنوير الغربي . التنوير في أوروبا كان ضد الكنيسة وسطوة الكنيسة التي كانت حائط ضد التقدم الفكري والحضاري . الكنيسة التي كانت تحارب العقل والعلم والفكر , اما اللتنوير الإسلامي جاء ليحرر العقل بالعلم والقراءة والتأمل والتدبر . مازال الغرب يروج للتنوير الذي بزغ نوره من دياره , في الوقت ذاته يطمس حقيقة السبق للتنوير الإسلامي . لن نستطيع أن نختصر التنوير بالتاريخ أو الجغرافيا ولكن نستطيع أن نطلق العنان لطرح السؤال عن دوافع التنوير ….!! وماهي فلسفة التنوير , وكيف ولدت الفكرة , وكيف تبلورت , ثم جاءت لحيز الوجود ….!! الإنطلاق من إخطبوط التراث ….فتح نوافذ العقل وأبواب الحوار وهدم أوثان العصر التي تسكن العقول والقلوب والأفئدة . من ثم كانت كلمة (( اقرأ )) كلمة مجردة من كل هوى بل هي تجربة شخصية تدعو الإنسان للتفكير العقلي قبل إعتناق منهج نقلي . الدعوة للعلم …للتلقيح الثقافي للبشرية , ليست الدعوة خاصة لجنس دون أخر و ليست مختبرات العلم مفتوحة لفصيل ومغلقة لفصيل أخر . يقول الله في أول إرسال قرأني من السماء للأرض : { 0قْرَأْ بِ0سْمِ رَبِّكَ 0لَّذِي خَلَقَ} * { خَلَقَ 0لإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} * { 0قْرَأْ وَرَبُّكَ 0لأَكْرَمُ} * { 0لَّذِى عَلَّمَ بِ0لْقَلَمِ} * { عَلَّمَ 0لإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} الأية تتحدث عن المساواة في الخلق وأيضاً طرح الفرصة للعلم " علم الإنسان ما لم يعلم " التنوير بدأ بتلك المنحة تساوي في الخلق وتساوي في اتاحة الفرصة للتدبر والتأمل للتعلم مما لاشك فيه أن غياب المعلومات أو تغيبها يعتبر كارثة ولاسيما في أروقة البحث العلمي هنا تكون الكارثة بعظمة المعلومات المستورة الغائبة الغرب مازال يدافع عن جدار التنوير المزعوم بناءه في القرن الثامن عشر ويحاول طمس التنوير الإسلامي . نحن لسنا ضد الحركات التنويرية في الغرب ولكن ينبغي علينا ان نصحح سطور في التاريخ المغلوط . مما لاشك فيه أن التلقيح الثقافي الإسلامي بعد الفتوحات الإسلامية أهدى للعالم الإسلامي جينات عبقرية لها الأثر في حقول العلم والقائمة طويلة مثل ابن سينا والقزويني والإدريسي وغيرهم . إن تراث الفكر الإنساني يمتزج العرق فيه العرق العربي وغيره ومن ثم يحقق منظومة إنفراج التقدم العلمي للعرب وغيرهم ….!! دعونا نطرح الأسئلة العاصفة للذهن هل التقدم العلمي هو الخيط الوحيد للتنوير ؟ وهل ترجمة أقوال أئمة عصر التنوير يستحضر روح التنوير من الملكوت الأعلى…؟ هل هناك فلسفة من تلك الحركات التنويرية ؟ وإذا تمكنا من تحضير روح المغفور له (( التنوير )) هل يمكنا أن نجد العقاقير والأدوية والأجهزة لبقاء روحه على قيد الحياة …؟ سؤال عاصف للذهن يجيب عليه كل من يهمه الأمر …..!!