لكل بيئة انطباعات وجيهة , ولكل واقع معايشات مضيئة , هنا الألوان يوميات تأتى بتكوينات جريئة , هنا الزمن والمساحة نقلًا عن تفاصيل البيئة , يحاكينى القمرعن الصور المكانية , وكيف أن للفرشاة لمسات تأثيرية , قطعًا هى محطات ومرافئ انطباعية, هذا وجه المعمار يطل مابين نور وظل , إذن فللحلم تغريدات , للوطن وسامات اللون ! الفنانة التشكيلية آمال زريبة عالمها النقل والبحث والرسم بإسقاطات اللون البكر لها معزوفاتها التى تقود سيمفونية فكر ولها تكتيكاتها التى ما ان تبرح واقعية تجسيد ونقل فمن هي الفنانة آمال زريبة ؟ هى تشكيلية تأثيرية تدندن بسيكولوجيا خاصة تجسد الواقع وتنقله عبر تكوينات بدقة وشمولية وبفلسفة اليوميات والتفاصيل الحياتية لها رؤيتها الخاصة بها ولديها مفرداتها وخبرتها التى تأتى بصبغة اكاديمية وهى دائمًا فى قلب الحدث صوتًا وصورة قطعًا هذه متعة الأبعاد البصرية والقناعات بالخط المتدرج لكل مستويات الايقاع المنخفض والمستوى وبكل اللغات التشكيلية ونقلا عن الترجمات والمشاهد والصور الدراماتيكية تأخذنا لعالمها الممتع الاكثر واقعية بكل حركاته وديناميكيته فهى تؤرخ للواقع الليبى بشكل فيه دفء الرومانسية من خلال مشاهد حياتية واجتماعات ولكنها تقدم الصور بشكل فيه نظام أدبى وشعور بالدفء والحنينية وإحساس بالعيش والتعايش من خلال يوميات ليبية والإمتاع يكمن فى الاحساس بهذا العالم وتجسيده بصور أكثر واقعية وبمهارة وحنكة فى تقديم الفكرة وتعميق الاحساس القوى بالانتماء لواقعها وتعاطفها مع كل الفقرات اليومية فهى تستحضر التفاصيل والجزئيات لتسوقها إلينا بشكل حيوى وبألوانها البكر الغير نمطية تسقط الضوء على كل جزئيات اللوحه لتعزز الخطوط الأساسية فى العمل بتعادلية وتوازن والفنانة دائمًا ما تعزز ترابط العناصر لخدمة التكوينات المكانية مع إبراز الشخصيات وتجسيدها بصورة أكثر واقعية وهنا جانب آخر من جوانب لوحات الفنانة آمال زريبة ألا وهو معالجة تفاصيل المعمار التى تشمل الخطوط اللينة واكتمال مشاهدها التى تخرج لنا بإحساس عالٍ وتوزيع للعناصر منسجم يعطى تفوق بمرونة الاشكال اللينة وإبرازها لاختيار المساحات الزاهية اللونية وهذه النماذج من الاعمال لها رؤية وإستراتيجية تذكرنا بأعمال الفنان الفرنسى اوغست رينوار .. الذى تناول مثل هذه الاعمال التى تتناولها الفنانة آمال من نقل الواقع للبيئة الليبية واليوميات الحياتية والمشاهد الاجتماعية ونحن نقدم الشكر والإعجاب بمثل هذه اللوحات التى تحسب للفنانة وتضاف لتاريخها ورصيدها لأنها تقدم نماذج بكر من خلال واقع حى بفلسفة ورؤية وقيمة ومن حرصها على نقل البيئة الليبية فهى تشتغل وتجتهد على ان تظل هذه اليوميات على الساحة خصوصًا فى ظل المعطيات والتناحر والحروب والقضايا الكبرى التى تطل برأسها على عالمنا العربى وتفرض نفسها ولا تترك مجال لفكرة ولا إبداع ويحسب للفنانة آمال أنها مازالت على قناعتها بمصداقية التجسيد و النقل والولاء للبيئة الليبية وإيمانها بما تقدم من مشاهد تخشى أن تندثر فى خضم التجاذبات والخلافات القائمة الآن ويحسب لها أنها تؤرخ لشخصيات ويوميات وتستحضر وجه الوطن قطعًا هى ترسم وتنقل وتستحضر وجه الوطن .. أمل .