لعل الزائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب فى دورته ال 47 فى يناير 2016 يتطلع إلى اقتناء واقتناص الدرر من ألوف العناوين التى تعرضها دور النشر ؛ وتأمل في إرضاء القارىء الباحث عن أكبر استفادة من هذه الاحتفالية السنوية التى تجتمع فيها هذه الكوكبة الرائعة من المبدعين والأدباء؛ ويقدمون كل ماهو جديد فى عالم إبداعات اللغة العربية . ونحن بدورنا نقدم للقارىء الباحث عن كل ماهو جديد على أرفف المكتبة العربية ؛ ملخصًا لإطلالة سريعة على بعض عناوين ماأبدعته قريحة أستاذ العلوم اللغوية بأكاديمية الفنون دكتوره/إلهام سيف الدولة حمدان : مشكلة النحو العربى عند أصحاب ( التيسير ) و ( التفسير ) فى القرن العشرين هذا الكتاب سباحة رائعة فى البحور ذات التيارات الصاخبة بين القدامى من النحاة البصريين والكوفيين ، وبين الأساتذة النحاة المحدثين الذين أدلوا بدلوهم فى آبار اللغة وتراكيبها؛ فى محاولات تجديد العلوم النحوية ، وتأكيد على النظر إلى اللغة فى أبعادها الصوتية والصرفية والنحوية ؛ وردود المحدثين على ماانطوت عليه اجتهادات القدماء ، وأستعراض تحليلاتهم التى تقف موقف الرافض لبعض ماوصل إليه الأوائل من تلك الاجتهادات ، داعمين آرائهم بالبيان والإيضاح بالنصوص والأدلة والبراهين ، مما حدا بالبعض أن يقوم بالتنبيه على بعض الهِنات هنا وهناك لما وصل إليه النحويون فى الدراسات الحديثة ؛ ليزيدوا عليهم من فيوضات علمهم واجتهاداتهم ؛ وهدفهم الأسمى هو تيسير النحو على دارسيه ووضع ضوابط مستحدثة لبعض مارأوه مبهمًا غامضًا فى بعض الأبواب ، باعتبار أن النحو وسيلة لإقامة اللسان ، ومعرفة روابط الكلم ، ومعين لتكوين السليقة اللغوية . وكانت كل هذه الاجتهادات بهدف تيسير النحو فى الدراسات الحديثة ؛ على اختلاف المناهج التى يتبعها الدارسون ومسار تفكيرهم ، فجنح البعض إلى التفسير من زاوية تربوية عن طريق إعادة صياغة أساليب التدريس بالطرق التى يرون فيها مرونة ويسر؛ دون الإخلال بالمضامين التى قامت عليها قواعد النحو والصرف الراسخة والثابتة ، ومنهم من رآه فى ضوء علم اللغة الحديث ؛ وهؤلاء يتعرضون للمادة النحوية نفسها لا لطريقة عرضها، ومن هنا كان التفاوت الواضح بين الدارسين فى طريقة تطبيق المناهج اللغوية الحديثة . ومن اللافت للنظر أنه رغم اتفاق الجميع على ضرورة ابتكار هذا التيسير النحوى ، لم يتفق الجميع على مفهوم محدد للتيسير ؛ فقد تفرعت بهم السبل وذهبوا مذاهب شتى ، واختلفوا اختلافات كثيرة ربما فاقت اختلاف القدامى فى بعض المسائل النحوية التى أعدها أصحاب التيسير عيبًا وإحدى مشكلات النحو، ولم يتفقوا على مصطلح واحد لحركة التجديد هذه ؛ فمنهم من أطلق عليه مصطلح : التيسير ، ومنهم من أسماه إصلاحًا، وإحياء، وتجديدًا، وتبسيطًا، وتقريبًا، وتعريبًا، إلا أنهم اتفقوا على أنه منهاج جديد لمحاولة تقريب النحو للناشئة ولغير المتخصصين من المثقفين، ومحاولة جادة لإعادة النظر فى القواعد النحوية القديمة ، ويتم هذا الطرح بأسلوب علمى رصين فى ضوء ماتركه العلماء الأقدمين من تراث ، وباستخدام مناهج وطرائق تربوية مختلفة . أما أصحاب نظرية التفسير فى النحو العربى ، فكان لهم رأى آخر اقتصروا فيه علي عرض المشكلة بكل أبعادها دون أن يقدموا حلولا تطبيقية عملية تسهم في تذليل الصعوبات التي يعانيها الدارسين بل وتشمل العاملين بالحقل اللغوي أيضا فتركونا بلا حل نعمل الفكر والقريحة علنا نتوصل إلي طرق جديدة من شأنها القضاء علي تلك الصعوبات وقد استعرضت د.إلهام أهم آراء أصحاب التفسير وناقشتها بإسهاب غير مخل .. حتي نصل إلي خاتمة الكتاب وصفوة القول فيما ورد بين دفتيه من نتائج قيمة جديرة بأن يسير علي هديها من يريد الانطلاق من حيث انتهي الكتاب ليكون ركيزة لأبحاث أخري في المجال نفسه .