لا أدرى كيف أبدأ حكايتى والسماء تمطر والجدران باردةٌ وصوت الرعد والمطر يتناثر ويتزايد بعنف على زجاج النافذة المطلة على حديقة منزلى الصغير. يداهمنى الخوف من النزول فى هذا الجو الشتوى شديد البروده فبدون أن أدرى جاذبة الغطاء فوق رأسى وقلت لنفسى " اليت الشباب يعود يوماً " ولكن فجأه تذكرت أنى على موعد فأضطررت أن افوق وأسرع والقيت بالغطاء وفى تلك اللحظة رن جرس الهاتف " الموبايل " أين أنتى يااااستاذة أضطررت الكذب وقلت أنا فى الطريق اليكم فأسرعت بأرتداء ملابسى بعد أخذ شور ساخن لتجديد نشاطى مع رشفه من النسكافيه لتساعدنى على تجديد الذاكرة وبعدها عزمت على النزول فألقيت بنفسى داخل السيارة سريعاً حتى اتفادى المطر الذى ما زال مستمر وبدأت ادندن مع نفسى بأغنية شادية الدلوعه " سوق على مهلك سوق بكرة الدنيا تروق .. سوق على مهلك سوق " وقلت للسائق أرجوك لاتسرع حتى نتفاده الزحاليق من شدة المطر التى تجعل السيارات تسير ببطئ شديد لنتفادى الحوادث المتكررة فى هذا الجو القارص المليئ بالزحاليق لأن بلادنا للأسف الشديد ليست مؤهله لهذا الجو وحكومتنا الموقرة ليس لديها أى فكرة عن ما يصيب المواطن من هذه "العجينة من الطمى الناتج عن التراب الموجود بالشارع "الذى يسير على الاقدام أوالذى يسير بسيارته ما علينا !!! وفى اثناء ذهابى أخذنى فكرى وتعمقت وسرحت فى الذكريات وقالت خواطرى .. هل من السهل أن تبنى لنفسك قصورا من الخيال ؟ يحيط بها وبفضائها البلابل والعصافير التى تصدح فى السماء تغرد بأعذب الألحان والترانيم الجميلة وحين داعب الليل نسيم البحر رغم نزول المطر وزاد فكرى تعمقاً فسألت نفسى ..... لماذا عدت لذكرياتى أفتش عن أحداث مضت ؟ مليئة بالأحزان والهموم فلم يعد للفرح فيها مكان ولم يمد لى الزمان بأيديه وينتشلنى من أحزانى ودموعى المنهمرة على خدودى الوردية ... عاتبت المساء لأنه لا يأخذنى بفكرى وذاكرتى ليُداوى قلبى المكسور .. أو يجمع شتات أحلامى ويُضيئها بحباً وقلباً يحتوينى وتتذايد فيه دقات قلبى معلنة بالفرحة ولكن مضى الزمان سريعاً رغم أننى كنت فى أنتظار الحب والعشق المجنون وسماعى وأستمتاعى بالموسيقى والأغانى الحالمة فى الليل المفتون مثل أغنية سيدة الشرق أم كلثوم " اقبل الليل ياحبيبى " فبرغم اقترابى من نهاية منتصف العمر إلا أننى لم افقد الأمل يوماً فى الأقتراب من رجلاً يعشق الحب لم تكن أبداً " حلاوة روح " ولكنه يقين وأمل يوشك على الأنتهاء من كثرة الأنتظار فللقوافى سحراً عجيب وللبحورى جمالاً غريب فمازال ينعكس على وجهى الأشتياق والحنين الى الحب فيظهر فى عيونى ونظراتى الحزن والشجون " لا يفهمها إلا من يفهم فى لغة العيون " وفى لحظة وقفت السيارة ونادانى السائق عددت مرات ياااستاذة قد وصلنا ..... فقت من سرحانى وعدت الى اليقظه مرة آخرى وقلت له حاضر سأنزل وحين وصولى الى المكان الذى كان ينعقد به الندوه وجدت زملائى ينتظرونى ويقولون أتأخرتى ياااستاذة ولكنى التزمت الصمت وأبتسمت ابتسامة تعبر على الأعتذار ودخلنا جميعاً وجلسنا على المقاعد منتظرين أقامة الندوه والمناقشة فى الديوان لزميل لنا شاعر مرموق وعلى قدر كبير من الأبداع الشعرى وأثناء المناقشة .... التقت العيون وتهامست الجفون وكان القدر فى ذاك الوقت " يلعب لعبته معى " وكان اللقاء فتزايدت دقات قلبى كأنه لم يدق قبل ذلك أبداً وفجأ استضاء المكان وأمتلئ بالشعراء والنقاد واستمروا فى مناقشة الديوان وانا وهو نختلس النظرات وينظر بعضا البعض دون أن يدرى أحد أو يشعر بنا الآخرين وأثناء النظرات الساخنه الثاقبه تلونت خدودى وأوشكت على الحمرار من شددت شوقى وفرحتى باللقاء رغم شعورى بالحرج والكسوف من نفسى المشتاقه للحب فأرتعشت شفتاى وثلجت يداى من شددت قلقى من أن يرمقنى أحد ويحس بما أحس به كنت هائمه حالمه لا ادرى بأى أحداً حولى أداعب وأناجى العصافيرُ والبلابل فى خاطرى وأشكرها فقد جذبت ارواحنا واتفقنا بلغة العيون على العهد .. وانتهت الندوه وأنا فى حالة غريبه لم أشعر بها من قبل تدعبنى عيونى وتهمس لى وتقول .. هل هذا هو الحب ؟ أم أشتياقاً للحب ؟ ومضيت فى طريقى مرة آخرى بعد أن ودعت زملائى الشعراء دون أن يتحدث أحداً منا الى الآخر ولكن أثناء الندوه تبادلنا ارقام الهواتف " الموبايل " وأنا بكل سرعة أعطيته أياه دون أن أدرى ماذا فعلت ورغم الضحكة التى سيطرت على وأنا فى طريقى حتى البكاء حدثتنى نفسى وقالت .. لا تستسلمى للأحزان والهواجس مرة آخرى ورغم العواصف والغيوم وشددت البروده إلا أننى لم أشعر بها !!!! لإن قلبى مليئ بالدفئ وتدافقت على الأفكار والأشعار وأصبحت زادى وزوادى ومصدر فرحتى وثمارى التى تغذى روحى الهائمة رغم قسوة الأيام والزمان والأعصار إلا أننى لم افقد الأمل يوماً وتجدد اللقاء فى الهاتف وتهامست الكلمات وأسعدت قلوبنا وآذاننا بسماع أحلى الأنغام فتجاذبنا أطراف الحديث حتى أننا لم نشعر بمرور الوقت حين ذاك فقد أوشك على الفجر وعند سماع آذان الفجر أدركنا أن الوقت أخذنا فهمس لى وقال هل تسمحى لى أن أتركك للحظات ونكمل الحديث بعد صلاة الفجر ولكنى أدركت أن الوقت قد تأخر " وردات عليه وقلت لا سوف نجدد اللقاء غداً بأذن الله " فأغلقنا الهواتف بعد أن همسنا لبعضنا بتحية السلام وقول لا إله إلا الله محمٌد رسول الله وأنقطع همس خلوتنا وعدنا الى أرض الواقع المرير تركنى لهواجسى بين الخوف والقلق ... ولكن فى لحظة همس فى أذنى صوت جميل وقال لى لاتيأسى وتمسكى بالأمل والتفاؤل فهو حليفك فقد جاءت شمس الصباح مليئة بالأمل فأكتفى بما وصلتى اليه الأن ولا تقلقى فقد ضحك لكى الزمان فلا تعودى الى أحزانك مرة آخرى حتى يتجدد اللقاء ...... إيمان ذهنى