كلمة السر فى مجتمع فاسد تتعدد صورها وتختلف اشكالها لكنها تكاد تنطق بمضمون واحد ..مفعولها كالسحر ،وطريقتها يتولى شرحها دعاة ، وربما يكونوا منتفعين ، الا انهم فى غياب تام عن الدين والعقائد وحتى الاعراف ...كلمة السر هى من تفتح لك الابواب لتدخل وانت دون المستوى ودون ادنى مقومات او كفاءات لتزيد من الفساد فساداً، ولتبدأ فى ممارستها بشكل افضل بل وعلى اوسع نطاق ، لانك عدمت مقومات هدمها... كلمة السر.. هى من ترفع الباطل وتزهق الحق فى المجتمع فترفع من ذاك وتخفض من ذلك بلا سبب او حقيقة ثابته ،..كلمة السر هى التى تيسر لك كل العراقيل حتى وان كانت بقوانين او دساتير، فتحيل كل رقيب او منظم الى التقاعد ..كلمة السر هى من تفتح لك الابواب المغلقة وتفرش لك الزهورالمورقه لتخطو عليها بكل كبرياء فى ظل ظلام يسود ويسود ...كلمة السر فى مجتمع فاسد هى اعظم شئ يملكه هذا المجتمع دون ادنى مبالاة لاى شئ سواء كان حاكم او محكوم ...كلمة السر فى هذا المجتمع هى الباب الخلفى لفساد جميع المؤسسات بدءا من اصغر عامل ونهاية باكبر موظف ،..كلمة السر هى الكلمة الساحرة فى زمن ضاعت فيه كل القيم والاخلاق ...انها ياسادة الظل الخفى للمحسوبية والمحاباة والمجاملات التى تندرج تحتها الوساطة والرشوة والتلاعب والغش والسرقة والنهب والتبديل والتوفيق والاختلاس والاحتباس و...و...و ...هذه هى كلمة السر فى مجتمع فاسد تنتشر وتتوغل وتتشعب لتقتل فينا كل قيمة نبيلة وكل خُلق سوي ،وكل علم، وكل رحمة، هى الكلمة التى احالت اجسادنا جوفاء هشه بلا روح ،واصابتنا بشتى الجروح فاصبحنا بها جيفة تفوح ...مامن اسرة مصرية الآن اللهم الا من رحم ربى الا وانساق ورائها بواسطة دعاتها الذين عاهدوا انفسهم الا يفارقوا الشيطان ..، فهذا لجأ اليها حتى ينهى اعماله وهذا استغلها فى تسهيل نشاطة وهذا لينهب مالا حق له فيه وهذا ليأخذ موقعا متميزا وهذا ليشغل وظيفة اما له او لذويه وهذا ليشيد بناء او ليغتصب ارض رغم المخالفة وهذا ليحصل على منصب او جاة وهذا ليعتلى مقعد سياسيى وهذا ليخرج من قضية اومسألة وهذا ليفر خارج البلاد بما حمله من كنوز ..و..و..و لم يسأل احهم نفسه يوما ما ماذا سيفعل لو سُلب حقه ليأخذه آخر دون ادنى حق ؟ وماذا سيفعل اذا سرقت ممتلكاته او اغتصبها احد آخر عينى عينك مؤكدا انها ملكه او من حقه ؟ وماذا سيفعل وجد نفسه فى العراء بلا مأوى او جاه او سلطان لانه ضاع فى بفعل تلك الكلمه ؟ وماذا سيفعل لو كان ابنه او بنته او احد ذويه ضاع حقه فى التعيين او الوظيفة لان فلان بيه استخدم تلك الكلمة الساحرة واغتصب تلك الوظيفة لمن هو دون المستوى او الدرجة ...الامر الذى جعل المجتمع يفقد هويته ويتعرى عن اصوله التى كانت رمزًا له ، فكم من الوظائف تشغل وكم من المناصب تحتل وكم من المؤسسات التى تمتلئ بدعاة العلم دون سند حقيقى من الثقافه والعلم ..انها اشياء واشياء يطول الحديث او الخوض فيها ،ولكتها تؤكد ان المجتمع لايزال فى سباته رغم الثورة وانه لابد من ازالة تلك الكلمة من قاموس تعاملنا ومن جميع الوزرات والادارات والمصالح بل ومن الشارع المصرى باى شكل واى قوة حتى لايضيع المجتمع اكثر مما ضاع على مدى تلك الاعوام الغثة الكئيبة حالكة الظلام التى تبنت كل فاسد ليعتلى وزرعت فينا ماابعدنا عن الاخلاق والقيم والمثل بل وعن اى ديانة وزادت لتبعدنا عن انفسنا نحن