جدة، المملكة العربية السعودية، يواصل برنامج مبادرة فن جدة «21،39»، بعيد تدشينه من قبل المجلس الفني السعودي بداية الشهر، تقديم أعماله اللافتة للمجتمع السعودي. ويهدف الحدث في دورته الأولى برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد آل سعود، رئيسية مؤسسة المنصورية، إلى الحفاظ على الحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية وعرضها عبر برنامج يمتد على مدى شهرين كاملين. وشهد البرنامج افتتاح معرضين مخصصين هما معرض "معلقات"، و"الماضي كمقدمة"، تضمنا أعمالاً فنية حديثة ومعاصرة لفنانين سعوديين، ومنتدىً حضره خبراء دوليين وإقليمين مع افتتاحات لمساحات عرض محلية في كافة أرجاء المدينة ومساحات مؤقتة لصالات فنية من الرياض. Courtesy Athr Gallery ويسعى المجلس الفني السعودي إلى إثراء الوعي الثقافي في جدة، وتشجيع المجتمع المحلي على لحضور برنامج «21،39» والمشاركة في الجلسات الحوارية وورشات العمل. وتأكيداً على سعيه هذا، قدم البرنامج الفنان البريطاني السير أنتوني جورملي، في أول ظهور عام له في المملكة العربية السعودية في حوار مع أحمد ماطر حول "فن النحت والخيال الجمعي". يشتهر السير أنتوني بمنحوتاته، ومشاريعه التركيبية، وأعماله الفنية العامة، التي تستكشف العلاقة ما بين جسد الإنسان وما حوله. وتطرح أعماله منذ ستينيات القرن الماضي أسئلة مهمة عن الوجودية ومكانة المخلوق البشري بالنسبة للطبيعة والكون. وناقش كل من السير أنتوني وماطر، إحدى الشخصيات المرموقة ضمن مشهد الفن السعودي والمشرق العربي، الجوانب والآراء المتعلقة بأساليب النحت ودلالاتها في عالم الفن اليوم عبر استخدام نماذج من مجموعة أعمال السير أنتوني وأعمال ماطر الأخيرة التي تعرض تاريخاً غير رسمي للحياة الاجتماعية السياسية في السعودية. عقد الحوار يوم الثلاثاء 20 فبراير في مركز «جولد مور» في جدة وشهد حضور واسع، تلا ذلك جلسة من الأسئلة والأجوبة. وفي هذا الصدد، قال محمد حافظ، نائب رئيس إدارة مجلس الفن التشكيلي السعودي والشريك المؤسس ل «صالة أثر الفنية»: "يفتخر مجلس الفن التشكيلي السعودي بعرض أعمال اثنين من الفنانين كشاهد على تنوع وحيوية البرنامج العام الخاص بمبادرة فن جدة «21،39»، وإشراك الحضور وتعريفهم بالعلاقة بين المجتمع والفن. وتهدف رؤيتنا إلى تعزيز الحوار بين الفنانين في المملكة وخارجها، ورفع الفهم الاجتماعي المشترك وإلهام المزيد من التفاعل." وقال السير أنتوني جورملي: "تظهر هذه المبادرة إمكانيات الغنى والتنوع، فهي لا تعمل على استرجاع الماضي فحسب بل وإحياء التقاليد بنظرة مختلفة وبوسائط فنية متنوعة كالخطوط والتطريز والأعمال الفنية المعدنية. أنها تتيح للفنون إمكانية اختبار حدود تفكيرنا وإدراكنا، فإذا كانت حدودنا واسعة كالأفق، فإنها ستحثنا على التفكير بما يمكن خلف هذه الحواف". يواصل برنامج «21،39» أنشطته لغاية أبريل 2014 من خلال برنامج تثقيفي يقيم جولات مدرسية مع مرشدين لزيارة المعرضين، وبرنامج تطوعي، وجلسات تعليمية للفنانين السعوديين الشباب، ومجموعة من ورشات العمل الخاصة بالأطفال والكبار.