هذا المساء عاطف ملفعِ الآفاق .. بالغيوم والبرق مثل أدمعٍ .. تفرَ من محابر النجوم والريح ما تزال في أطلالنا تحوم .. وتزرع الهمومٌ واختبأت .. حتى طيور الغاب في مخابئ التمر كالطفل خلف أمه الرءوم .. انطلقت الانبار من قبوها الضرير عملاقة .. عملاقة يا الانبار كأنها انطلاقة الشرار في الهشيم كأنها انبعاث الحياة في الرميم الآنبار الآنبار يا غنوه النجوم توزع الغلال والليل يا لحية تمرق في انسلال ..! وكانت الشمس هنا وشيكة الزوال تعصب الجبال بالدماء .. والتلال آه يا الآنبار فيالق .. فيالق .. مخضوبة الرايات انطلقت من قبرها البليد لتكتب التاريخ من جديد لتفرش الدروب للأجيال بالأنغام .. والورود قرصانها الأبيض ما يزال في التلال يوزع الخراب في الأطلال كالغراب ويزرع السهول بالدماء والحراب وليلها رهيب نجومه مطرقةٌ حزينة كأعين اللص تراءت حوله الجريمة لكنها تسير عملاقة عملاقة يا الآنبار كأنك انطلاقة النار في الهشيم كأنك انبعاث الحياة في الرميم وانتفضت .. حتى الصخور الصم للميلاد فارتعش الجماد و اعشو شبتِ الروابي الخضر والوهاد للبعث .. للحياة .. للميلاد انتفضت في قلب الآنبار ومن آفاقها البعاد مواكب الشرفاء مواكب الرجل مواكب الفرسان لتكتب التاريخ الآنبار من جديد هديرها .. ملء حنايا الصحراء في مسمع الأبعاد يا أيها الجلاد جلادنا اللعين الموت المرصاد .. طاحونة مجنونة .. تضخ بالأحقاد طريقنا قصير يا أخوتي طريقنا قصير تغيبُ في أعماقه مواكب الأصيل وكم فقير كادحٍ جراحهُ .. تسيل لكنه يسير ! رغم المدى .. يزاحم الرياح والنسور ؟ يهزأ بالهجير تكومت على الدروبه الفساح جماجم فارغة تعوي بها الرياح لكنه تسير وفجرنا الجريح الآنبار تعترش السماء مصلوبة .. كأنها المسيح ومنجل الموت الرهيب في الدجى يجول والجثث الملقاة في مراقد الوحول أكفانها وحول تدوسها .. تدوسها مراكب الجيوش لكننا نسير رغم المدى نزاحم الرياح والنسور طريقنا قصير تغيب في أعماقه مواكب الأصيل تساندوا يا أخواتي وزحزحوا حوائط الرياح لتفتحوا نوافذ الصباح فدربنا مخضب تلفه الجراح النصر لكم يا ابطال