يغمرني عام جديد... يعودني وأنا...كعهدي دائما"... وحيدة...ساكنة...يعج في قلبي ضجيج الحياة... وأساطيرها الزائفة... يأتيني وأنا أتأمل قرميدا" أحمر عتيقا"... غير آبهة بالوقت ولا بالزمان... أعتصر أيامي كأوراقي... التي كدستها في ركن قديم... وأتتبع حشرجة الرعد تدوي في حنجرة الضباب... ها أنا...ككل عام... أسير مع الوقت واجمة...راضية... وأشيح بعيني عن ماض يلاحقني وأنا أتناساه... إنه عام يمضي..وآخر يأتي... وأنا في الظل متربعة... كذاك القرميد الأحمر المنسي... يستقبل فصولا" ويودع أخرى... ولا شيء به يتغير... عام غبر...عام يأتي... إنه العمر يمضي... دون أن ينقص في روحي شيء...أو حتى يزيد... في صغري... ضمتنى أمي يوما" لتقول لي... أبشري...إنه العام الجديد.. والهدايا تنهمر... والقلب يفرح...والعيون تحتفي... وتعبق البسمة على خدود الصغار... وتتوسع أحداقهم بشغف... من الفضول...للخبر السعيد... لم تكن أمي تعلم... بأن الأعوام ستتوالى... والسنون ستتدفق بجنون... وأنا متسمرة مكاني... كقرميد أحمر عتيق... يأفل عام من عمري.. ويغمرني عام جديد... ولا أقوى على الفرح...أو الحزن... كأني فصل لم يرد على قائمة الفصول... لست بالخريف ولا بالشتاء... ولا بالربيع أو بالصيف... بل فصل غريب لا طقس فيه.. لا مطر..لا شمس...لا نسيم.. لا تغريد للعصافير... لا فرح...ولا تنهيد... يعودني العام الجديد... وأنا كالجماد... كقرميد أحمر عتيق... عافه الدهر...وتوالت عليه الأعوام... وتراكمت عليه أكوام الجليد... يغمرني عام جديد... يزيد فيه زيف البشر... وآلام الظلم...وأحلام العاشقين... وأنا أتأمل..بلا مبالاة... وأحلم بعالم آخر...عالم جديد..