لمّعي مرآتكِ المتسخة في هذا النهار قفي على الشرفة المطلة على البحر و اسمعي تغريد النوارس لصوتكِ لغة الكمنجة وتركِ عِرق أنفاسي لا تبكِ على موتي بين يديكِ لأنكِ أنتِ سرّي و أنا سرّك الوحيد مهما ابتعدُ فأنا هنا في همسكِ و صوتكِ في نهاركِ و ليلك ِفي دفتر الكلمات قصيدةً حرّة أراكِ وانت لا تريني آتي نسمة هواء عليل تنشف دموعك الصارخة من الغياب على جفنيكِ آتي صّدى ذكرى أمسح ألحان الحزن الأليمة و أتأمل اتأمل نواح عينيكِ الصاخبة في غيابي أتأمل حشرجت صوتكِ الوردّي على المخدّة البيضاء أتأمل تأملاتكِ حين تبكين على ذاك السرير و الصمت محلق لا يجيد فنّ الكلام إكسري كأس السكون و أصرخي فلا يفيدكِ ذاك الوقت المرتبك و أركضي يا طفلتي في تلك الحديقة و تمددي على خدّ الورد الأحمر فأنا لن أعود و لن أرجع مرةً أخرى على ذلك البيت الممتلىء بالصور و الذكريات إبقي كما أنتِ لا تزعجكِ تعاليم الغياب مكتملة كقصة روائية يموت البطل في فصلها الاخير و عشيقته تستمر في الحياة لأن صوتها لغة الكمنجة ستبقى جامعة الضوء مراوغة الظلام وفيّةٌ للنهار