يقولونْ بأنَّني إمراةً

من جنوبْ الماءْ
أحمِلُ هويَّةَ الغرباءْ
وبعضْ من أشياءِْ
من ملابس وأزياء
تَتَساقطُ فيها الأسماءْ
وبأنَّني سمراءْ كقمحِ السَّماءْ
يملأ ٌكَفَّها الحِنَّاءْ
هاربةً من قضاء ْ
ومن قوانينْ الفيزياءْ
برشاقة السُّجناء ْ
لأراودَ البيدَ والصحراءْ
وأنمو في خواء
وأصرُخُ في قلب العراءْ
كالظِفلةَ الحمقاءْ
يَقولونْ بأنَّني إمراةً
تَقطِفُ عناقيدَ الشعراء
الحمراءْ
وأحرُفْ الهِجاءْ من الألفْ إلى الياء ْ
من أجلِ جُرعةَ دواءْ
ومن أجل زهرةٍ في إناءْ
من زهورٍ المساءْ
نابضةً بالرجاءْ
تتَفَتّحُ أوراقها
في حياءْ
وتَتحدَّى المخابِىءَ في كبرياءْ
بعدَ إستهزاءٍ في الخفاءْ
يقولونْ بأنَّني إمراةٍ
من كتابِ الصيف والربيع والخريف
والشتاء
في كُلَّ أرضٍِ عطاءْ خبزٌ وماءْ
وهواءْ
ورقيقُ الغِناءْ
وبأنَّني كضياءْ النجوم ْ
يسأل عنها الفضاءْ
ويتوهُ في جَوِها النِداء ْ
يقولونْ بأنَّني إمراةً
من خلفِ العصورْ
التي تعودُ إلى الوراءْ
كالساعة البلهاء ْ
تَجهلُ بأنَّ القبورْ
تَسمعُ صوتَ الأحياءْ
ونعمةَ الإصغاء ْ
وبأنَّني إبنةُ الخيالْ والإيحاءْ
ورسولةٌ من العلياء
ببسمةِ بيضاءْ
يَقولونْ ويَقولونْ
ولا يعلمونْ بأنَّني من بينْ النساءْ
كل الصُّورْ
مطرٌ وآخر قمرْ وجنةِ خضراء ْ
وبأنَّني رفيقةُ السفرْ
لأي طيرِ لأي شجرٍ أو حجرْ
رِداء
وبأنَّني لأيً مهاجرٍ إنتظرْ شُرفةَ اللقاء ْ
ميناءْ
وبأنَّني أطرُقُ كُلَّ بابٍ إنكسرَ
مِن الضَجرْ
لأي صَنفٍ من البشرْ
يستحِمُّ بالبكاءْ
لأكونْ لهُ الشِفاءْ
ورسالةٍ في أرضٍٍِِ
قَلَّ فيها الوفاءْ