يقول البنفسجُ : ياصاحب السجن أنتَ أنا وردة الشمس فوق المُحَيّا وعيناك نافذة الأغنياتْ أنا أنتَ حين توضأتَ بالعرق المُتَصبب من زهرة النارْ و حين تيَمَّمْتَ بالصخرِ حَدَّ بنفسجة ٍ تحرس الظل في بُحَّة الصمتِ فوق جدارْ و وَلَّيْتَ قلبك نحو الندى وأقمتَ الصلاةْ أنا أنتَ نَبْصُمُ بالزِّنْبَقِ الآن فوق الرَّقيم تراتيلنا و نُضيءُ السَّراديبَ نُذْكي فتيلَ المجَرّاتِ مِشْكاتَنا في المَجازِ و أطيافَنا في الجِهاتْ يقول الأسيرْ أنا زنبقي أسودٌ كالرَّصاصِ ولكنني حارسٌ للبنفسجِ أُغْوي الفراشات تأتي إليّ لأرعى الغناء بِنايِ الغَسَقْ أَتَذَكَّرُ بعضَ المرافئ كانت تحوم هنا حول هذا النفقْ وبَحّارُها كنتُ أنقشُ يَمًّا على مركبٍ من ورقْ وكان هنالك شقٌّ صغير على حائطي مِنْهُ أعبرُ حتى انعتاق الرؤى نحو سَقْفِ الفلكْ أرى البرجَ قَبْوَ الجُنودْ أرى عتمتي ترتقي في المَدراج نحو الصعودْ وزنزانتي تَطْرَحُ الأسئلهْ كأنّي بها الآنَ أُحْجِيَةُ العابرين إلى الشمسِ في رَقْصَةِ الأَخْيِلهْ أسيرٌ أنا صِفَتي جِهَةٌ للمكانِ و حين أَضيقُ بهِ أنزع ُالسجن عني لكيْ أَحْمِلَهْ كأن السجون هي القاع حين تذوب ولا يَتَبَقّى لها أثرٌ غيرَ شرفاتها العاليهْ و لكنَّ حارسَ زنزانتي يصعد الدَّرَجَ الآنَ نحوَ الجحيم ويدخل قَعْرَ الظلام فَتَتَّضِحُ الهاويهْ خلتُ أنّي تجوْتُ فما أنْ نجوْتُ تَأَكَّدَ ظنَي أنا باليقين امْتَحَنْتُ ظنوني وصُنْتُ رَباطةَ جَأْشي بِوَهْني وما كنتُ أَحْظى بِحُرِّيَّتي دونَ سِجْنِ أنا ابن حريتي وحريتي ضِلْعِيَ المستقيمُ الذي قُدَّ مِن ضِلع أميّ أنا ابنُ أمي رَعَيْتُ بَنَفْسَجَتي في الوَصيدِ لِتَنْبُتَ مَحْمولَةً فوقَ كَفِّ الدُّعاءِ كَآنِيَةٍ للصَّلاة بِمِحْرابِ أُمي أنا ابن أمي كُتِبت القصيدة في يوم انتصار العيساوي البطل على محاكم الاحتلال