هيئة الكتاب تصدر (واحات الفن والجمال) لمؤلفه محمد أمين عبد الصمد حيث الدراسات الأنثروبولوجية التى تقوم بد ورهام في قراءة وتحليل الثقافات والجماعات البشرية المتنوعة والكشف عن الأعمدة الأساسية للبنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع. فالدراسة تشتمل على سبعة فصول حيث يقدم الكتاب بانوراما لثقافة الواحات البحرية فهي أقرب الواحات المصرية الخمسة الكبرى إلى وادي النيل والتي يطلق عليها الجيولوجيون اسم الصحراء الليبية, كما يتسم مناخها بالقارية شديد الحرارة صيفا, شديد البرودة شتاء وتتباين درجة الحرارة بين فترتي الليل والنهار. وتتكون الواحات البحرية من مدينة الباونطى وهى ثلاثة قرى أساسية منديشة والزبو والقصر. ويعتبر سكان الواحات البحرية سبيكة متجانسة بشريا, رغم تعدد الأماكن التي منها الأجداد الأولين للعائلات والقبائل الموجودة حاليا , ولطبيعة مجتمع الواحات التقليدية, فإن اهتمامهم بأصول عائلاتهم ونسبهم يحتل مساحة كبيرة من وجدانهم وأفكارهم حول ذاتهم وحول الأخرين أيضا. وفى الفصل الثاني تحدث عن الأغنية الشعبية فى الواحات البحرية، فالأغنية الشعبية تمثل العقلية الجماعية وتعكس اهتمامات الأفراد وتعبيرهم عن ذاتهم، كما تحقق لأفراد المجتمع بعض الوظائف النفسية والترويحية إذ يقوم الفن عمليا بدور تربوى كبير على الصعيدين الفردي والجماعي على حد السواء، فالأغنية الشعبية فن يربي المشاعر ويسمو بها إلى درجات إنسانية نبيلة فيغرس فيها بذور الفضيلة والواجب وتعمل على تهذيب النفوس وتطهريها من الأدران العالقة بها. وتشتهر الواحات بكثرة الاحتفالات مثل إحتفالية البصباصة وهى تقام أثناء زيارة العريس للعروسةحاملا الهدايا جنب بيت الزين قربنا هواللى نقى وإحنا جبنا بص على ابنى اللي طالع ضيه مهما تلف ما تلقى زيه بص على اللي لالى لالى البدرى ادارى فى العالي وفى الفصل الثالث يتكلم عن الأمثال الشعبية الواحاتية من نظرة أنثربولوجية على اعتبار أن الأمثال الشعبية تعبر عن تجربة شعبية طويلة للمجتمع وقد عرف المتخصصون المثل الشعبي أنه جملة مفيدة موجزة متوراثة شفهية تنتقل من جيل إلى جيل وهو جملة محكمة البناء بليغة العبارة شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات المجتمعية. وفى ختام الدراسة تناول المؤلف الشعر في الواحات البحرية والألعاب الشعبية المنتشرة في الواحات والفن التشكيلي الشعبي في الواحات البحرية مع ملحق صور لكل جوانب الحياة الواحاتية البحرية التى تناولها المؤلف فى دراسته.