حذر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والمبعوث الخاص المشترك لسوريا الاخضر الابراهيمي، من اشتداد القتال في سوريا لان ذلك من شأنه تحويل البلاد الى "ساحة حرب اقليمية " ومن ثم وقوعها قريبا فريسة للجهات الفاعلة الخارجية. وجاء في بيان صادر عن مكتب الامين العام للأمم المتحدة، يوم الخميس، ان "المسؤولون الثلاثة حذروا من خطورة تحول سوريا الى ساحة حرب اقليمية مع تزايد حدة العنف معربين عن قلقهم من وقوع سوريا فريسة للجهات الفاعلة التي ليس لاجندتها علاقة بسوريا في حالة استمرار ارتفاع حدة العنف". ودعا بان الى "اجتماع يضم المسؤولين الثلاثة ليتم التركيز خلاله على كيفية معالجة المستويات المروعة من العنف"، معتبرا ان ذلك "ضرورة حيوية للمجتمع الدولي للعمل بشكل مشترك لتعزيز مهمة الابراهيمي نحو حل سياسي شامل من شأنه معالجة المطالب المشروعة للشعب السوري". وعينت الأممالمتحدة, في شهر أب الماضي, الدبلوماسي الجزائري الأخضر الابراهيمي مبعوثا امميا وعربيا إلى سورية, خلفا لكوفي عنان, وذلك بعدما فشلت جهود المبعوث السابق كوفي عنان ومساعيه الرامية لحل الازمة السورية. ورحبت عدة دول عربية وغربية بتعيين الاخضر الابراهيمي مبعوثا امميا الى سورية, مبدية دعمها لإتمام مهمته, كما أعلنت الحكومة السورية أنها ستقدم له كل ما يلزم لإنجاح مهمته من أجل مصلحة البلاد. وأضاف البيان ان "المسؤولين الدوليين اتفقوا على ان هذه العملية يجب ان تؤدي الى تغيير حقيقي وانفصال عن الماضي معربين عن شعورهم بالقلق البالغ جراء انتشار وشراسة انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبتها كل من الحكومة وجماعات المعارضة". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في كلمة له خلال افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، إن الأزمة السورية لم تعد محصورة في سوريا بل باتت ازمة اقليمية وتهديد الأمن والسلام العالميين، مطالبا بوقف العنف ومنع تدفق السلاح لطرفي النزاع في سوريا. وأشار البيان الى انه بسبب التدهور الكبير في الوضع الانساني التدهور الكبير في الوضع الانساني ناقش المسؤولين الثلاثة سبلا لتشجيع زيادة الدعم لمعالجة الازمة الانسانية الخطيرة في سوريا، وتأثيرها على الدول المجاورة واتفقوا على ان المانحين ومن ضمنهم الجامعة العربية بحاجة الى المساهمة بسخاء أكثر لتلبية احتياجات المتضررين داخل سوريا واللاجئين في البلدان". وتقدر، تقارير دولية، اعداد المهجرين داخل سورية جراء الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا ب 1.5 مليون مهجر، فيما تصل أعداد السوريين اللاجئين خارج سوريا نتيجة الأزمة في البلاد إلى أكثر من 250 ألف لاجىء، في حين تتصاعد أعمال العنف والمواجهات بين الجيش السوري ومسلحين معارضين في مختلف المناطق السورية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا. ودعا بان كي مون في وقت سابق المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن ودول المنطقة، لتقديم الدعم الكامل للأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية لتنفيذ مهمته الصعبة المكلف بها"، مضيفا أنه "ينبغي على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن توسع اعمال العنف والقتل في سوريا، وخروجها عن السيطرة. وكان تقرير لجنة مجلس حقوق الانسان المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في سوريا الذي صدر مؤخرا أشار إلى أن "قوات النظام السوري" هي المسؤولة الأولى عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا، وأن القصف العشوائي ل "قوات النظام" يعد السبب الرئيسي لسقوط ضحايا في سوريا، كما بين التقرير أن الجيش السوري "قام بعمليات إعدام جماعية" في عدد من المناطق السورية، في حين لفت التقرير إلى أن مسلحي "الجيش الحر" ارتكب أيظا انتهاكات لحقوق الانسان في سوريا. وباءت جهود دول عربية بالإضافة إلى منظمات دولية بالفشل في إيجاد حل للأزمة المستمرة في سورية منذ 18 شهرا, منها مبادرتين للجامعة العربية, وخطة للمبعوث الاممي كوفي عنان, الا ان تلك الخطط لم تجد طريقها للتنفيذ, وسط تبادل الاتهامات بين السلطات والمعارضة بعدم الالتزام بتطبيق تعهداتهم في بعض منها, ورفض الحكومة السورية مبادرة للجامعة العربية تقضي بتفويض الرئيس بشار الأسد صلاحياته لنائبه حيث اعتبرتها سوريا مساسا بسيادتها.