نبدأ مقالنا بتساؤل هل مهنة التمريض مهنة مستحدثة أم أنها من المهن التي كانت موجودة منذ القدم ؟ والإجابة نعم فالتمريض قديم جدًا فهو أقدم من الطب نفسه وقد بدأ التمريض في فجر التاريخ كخدمة اجتماعية نشأت من الحس الغريزي الطبيعي بحماية الأسرة ورعايتها فرعاية الأم لوليدها في الصحة والمرض هي نوع من التمريض و كذلك مساعدة المرأة للمرأة في الولادة نوع من أنواع التمريض. تعتبر رفيدة بنت كعب الأسلمية رضي الله عنها أول ممرضة في الإسلام حيث كانت تضمد المصابين والجرحى في الحروب التي يكون المسلمون طرفًا بها وقد كان لرفيدة خيمة لمداواة الجرحى ولما أصيب سعد بن معاذ بسهم في معركة الخندق قال النبي أجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده وتقديرًا من النبي لجهودها في غزوة خيبر في مداواة الجرحى وخدمة المسلمين فقد أسهم لها بسهم رجل مقاتل. وحفلت كتب السير بأسماء عدد كبير من الصحابيات كانوا أول جيل قام بتأسيس هذه المهنة الجليلة منهن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم. كذلك برز اسم الربيع بنت معوذ رضي الله عنها التي تطوعت بسقاية الجيش ومداواة الجرحى ورد القتلى إلى المدينة و منهم أيضًا حمنة بنت جحش رضي الله عنها التي تطوعت في معركة أحد فكانت تسقى العطشى وتداوي الجرحى ، وأيضًا أم سنان الأسلمية رضي الله عنها التي تطوعت في غزوة خيبر لمعالجة المحاربين. وقد كان النبي محمد يواجه هذه الأعمال التطوعية التي كانت تقوم بها النساء بالشكر والثناء وكان يسمي أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بالشهيدة لأنها استأذنته يوم بدر للخروج معه لمداواة الجرحى وتمريض المرضي لعل الله يرزقها الشهادة . ومنهم أم أيمن حاضنة الرسول رضي الله عنها شهدت غزوة أحد وكانت تسقي الجرحى وتداويهم وقد استشهد زوجها في إحدى المعارك وكذلك أم سليم والدة أنس بن مالك شاركت في غزوات أحد وخيبر وحنين ورافقت السيدة عائشة رضي الله عنها في غزوة أحد وكانتا تنقلان المياه وتسقيان عساكر المسلمين وتداويان الجرحى . ومنهم أيضًا أم سلمة رضي الله عنها زوج الرسول صلي الله عليه وسلم هاجرت الهجرتين واشتركت في غزوات الحديبية وخيبر وحنين وكانت تسقي الماء وتداوي الجرحى ومنهم أم زياد الأشجعية شاركت في غزوتي خيبر وحنين وكانت تسقي وتداوي الجرحى وتناول السهام للمحاربين ومنهم أيضًا أم حبيبة الأنصارية شاركت في سبع غزوات منها خيبر وكانت تداوي الجرحى وتعد الطعام وتقوم علي رعاية المرضي . وبالرغم من أن الأهداف النبيلة للتمريض استمرت على مدى التاريخ إلا أن ممارسة التمريض تغيرت تأثرًا بعوامل المجتمعات المختلفة والتطور الطبي حتى نشأ التمريض كمهنة ولها أصولها ودرجاتها العلمية ولاغني عنها لآي مجتمع ولا يمكن ممارسة الطب بدونها في آي وقت ولم تكن المجتمعات القديمة تحترم حياة البشر كما تحترمها المجتمعات الحديثة وكذلك التمريض وكل المهن المتعلقة بحياة الإنسان لم تكن تحظى بالاحترام الواجب فاحترام التمريض كمهنة هو جزء من احترام الحياة البشرية و احترام الإنسان وهو من أهم علامات تحضر المجتمعات .