عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، يصدر هذا الأسبوع كتاب « القومية والديمقراطية والثورة » للكاتب والباحث العربي المقيم في كندا " عبد الكريم الحسني ". الكتاب يقع في 560 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن ثلاثة عشر فصلاً بالإضافة إلى المقدمة والمراجع. من مقدمة المؤلف في الكتاب؛ نقرأ : ( يخرج العالم العربي اليوم ليطل على الدنيا في مرحلة خطيرة من تاريخه، بينما هو يعاني حالة من التمزق والتناقضات والخلافات العميقة بين الأنظمة القطرية، ويعاني إقامة المحاور السياسية والاقتصادية والأيديولوجية المتصارعة والمتجددة، المعلنة وغير المعلنة عربيًا وإقليميًا ودوليًا. ففي ظل عصر العولمة، يجد العالم العربي نفسه في حالة من الارتباك والضعف والتبعية للدول الأخرى، بينما هو يمتلك الإمكانيات الهائلة المادية والبشرية، مما يؤهله لكي يكون دولة عظمى يُنظر لها باحترام، ويخطب ودها الآخرون ليقيموا معها أوثق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية على قدم المساواة والاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال. فالأمة العربية في هذا الزمن تعيش فترة من أشد أدوار حياتها دقةً وأعظمها خطرًا، تتقاذفها فوضى فكرية بعيدة المدى بليغة الأثر، تحتلها نزعات متباينة تتجاذب في نواحي حياتها حتى صارت شيعًا وأعرابًا يتملكها الهيجان الفكري والعاطفي، فتحولت إلى فرق متنازعة وطوائف ومذاهب وتيارات متناحرة لا تمكث عند غاية، وتلك هي المسيرة التاريخية التي يتم خلالها التطور الذي يحدث في تشكيل الفكر القومي العربي الحديث وإن كان لم يكتمل بعد. فهل حقًا نحن أمة تفتقر إلى الشعور القومي الصحيح الذي يوحّد جهودنا ويدفعنا إلى الإنتاج؟ أم أن الشعور القومي يحتل العقول والأرواح والأفئدة في كل مكان، لكننا لا ندري كيف نحوله إلى أداة عمل. فالإنجاز القومي والعمل الكامل يتطلب أن ننظر في الحاضر مليًا ونستنبط الماضي جليا ونتطلع للمستقبل بأفئدة ملؤها الأمل، ونكبر على الحوادث الآنية ونترفع عن القضايا الجانبية التي تتخبط فيها الأمة، وننفذ إلى لب حياتنا الحاضرة وجوهرها لكي نفهم حقيقتها ومعناها. لهذا كان من الأهمية بمكان أن نلتفت إلى الشخصية العربية التي أوجدها محيطها الطبيعي وميراثها الاجتماعي والثقافي، ونلتفت أيضًا إلى الحضارة الغربية التي كادت أن تغطي كل شيء في حياتنا من وسائل الثقافة إلى أدوات الترفيه إلى المأكل والملبس إلى وسائل النقل والاتصال، ونقارن ونتعظ ونستفيد لكي نطفو وننجو. هذا ما سنراجعه ونتحاور به مع الذات مباشرة وبالمجاز في هذا الكتاب.....). على الغلاف الخلفي للكتاب؛ نقرأ : ( بينما رياح أخرى تهب على الأمة العربية وتعصف بالنظام العربي القديم الذي هو مرحلة وسطى بين مرحلة التحرر من الاستعمار الاحتلالي الذي جزأ البلاد العربية في النصف الأول من القرن العشرين وأعطى لكل واحدة منها تسمية إقليمية، وبين مرحلة الثورة الشعبية والتحول الديمقراطي وما أدراك ما الثورة الشعبية... لم نجد بمناسبة صدور هذا الكتاب سوى أن نترحم على أرواح من مضوا من الفلاسفة والمفكرين القوميين العرب، الذين ما زالوا رايات خفاقة ومشاعل تنير الطريق للأجيال.. نترحم على أرواح الذين وصلوا من القادة والزعماء إلى سدة الحكم في بعض الأقطار العربية ولم يستطيعوا أن يحققوا أحلامهم القومية، أولئك الذين حاولوا أن يصعدوا بالعروبة إلى آفاق أهدافها السامية وتركوا أثرهم للتابعين.. نترحم على شهداء ربيع الثورات العربية في 2011م، أولئك الذين كان في خلدهم أن ما ضحوا من أجله هو استجابة لنداء الأمة والمستضعفين في الوطن. حسبهم جميعًا أنهم حاولوا بأمانة وبنوايا صادقة فحق لهم أن يخلدهم التاريخ مؤسسين وشركاء في كل ما ستحققه الأجيال القادمة من انتصارات في زمن قادم بإذن الله، زمن ستشع فيه شمس الحرية والديمقراطية والوحدة وتحتضن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج في اتحاد قومي شامخ.. تكون فيه القاهرة عاصمة للعرب.. والقدس عاصمة للسماء). محتويات كتاب « القومية والديمقراطية والثورة » الفصل الأول : فلسفة القومية العربية الفصل الثاني : الأمة العربية الفصل الثالث : النُخب الفكرية الفصل الرابع : محطات على الطريق الفصل الخامس : العرب و الوحدة الفصل السادس : التقلب و البحث الفصل السابع : الإسلام الليبرالي الفصل الثامن : لماذا الوحدة العربية الفصل التاسع : الوحدة و المعوقات الفصل العاشر : الدولة الإقليمية وثقافة المستعمر الفصل الحادي عشر : أوروبا ( لمحة تاريخية) الفصل الثاني عشر : نظرية المؤامرة الفصل الثالث عشر : الخاتمة