أصدر المركز القومى للترجمة مؤخرا الترجمة العربية لكتاب "تاريخ فرنسا الثقافى...من العصر الجميل إلى أيامنا هذه" للكاتبتين الفرنسيتين باسكال جوتشيل وإيمانويل لواييه. ويتناول الكتاب، الذى قام بترجمته مصطفى ماهر، الثقافة الفرنسية وتاريخها منذ القرن التاسع عشر ، الذى تعرفه الكاتبتان بالعصر الجميل ، وصولا إلى الوقت الحاضر وما حفل به هذا التاريخ من تجديد للثقافة على يد جاك لانج وأقرانه.
كما يتناول الكتاب، الذى يقع فى 489 صفحة من القطع المتوسط، الأبعاد الثقافة والأراء المتباينة حول مداها ، بدءا من تعريف الثقافة ذاتها كنشاط وصولا إلى الثقافة كموضوع يدرسه علماء الأنثربولوجيا.كما يتناول الكتاب أيضا المنهج القائم على التركيب والإحاطة بكل ما ذهب العلماء المحدثون إلى أنه ينتمى إلى الثقافة ، مما أدى إلى نشأة ما يعرف بالتاريخ الثقافى كفرع من التاريخ الإنسانى.
ويقع الكتاب فى سبعة فصول، يتناول الأول منها الثقافة الفرنسية فى القرن التاسع عشروأدوات نشر الثقافة القومية مثل المدرسة والجريدة والكتاب، بالإضافة إلى ظهور قادة الفكر فى فرنسا بعد قضية دريفوس.
أما الفصل الثانى فيتناول فترة الحرب العالمية الأولى وتأثيرها على عشرينيات القرن الماضى، حيث ظهرت ثقافى الحرب وما بعد الحرب، فيما ازدهرت الثقافة الشعبية.
وفى الفصل الثالث تناقش الكاتبتان فترة الثلاثينيات المضطربة إقتصاديا وسياسيا وتأثير ذلك على الثقافة وما حدث من مواجهات بين المثقفين والنظام وبدء تأريخ سياسة ثقافية فى فرنسا.
أما الفصل الرابع فيختص بفترة حكم نظام فيشى والتعاون مع النازية وإختلاف الأراء حول هذا التعاون أهو تورط أم تواطؤ ، كما يتناول المقاومة الثقافية للفرنسيين.
وفى الفصل الخامس، تناقش الكاتبتان قضية "ديمقراطية الثقافة" ، وتأثر الثقافة الفرنسية بصبغة أمريكية وظهور "الديمقراطية الثقافية" على جدول أعمال الساسة.
ويتناول الفصل السادس فترة الستينيات من القرن الماضى وأثر حرب الجزائر وإنتفاضة الطلبة عام 1968 على الثقافة الفرنسية وظهور مصطلح "الثقافة الواسعة" وإنشاء وزارة للثقافة فى فرنسا.
وفى الفصل السابع، تشير الكاتبتان إلى الوضع الثقافى فى فرنسا منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى وحتى الآن وإهتمام السلطة بالثقافة كأداة للتأثير على الناخبين وبدء عصر ثقافة جديد والممارسات الثقافية فى زمن التكنولوجيا.