عن المركز القومي للترجمة، صدر مؤخرا عدد متنوع من الكتب، أولها"تاريخ فرنسا الثقافي" وهو من تأليف عالمتين فرنسيتين معاصرتين متخصصتين في تاريخ فرنسا الثقافي: باسكاله جوتشيل وإيمانويلة لواييه وترجمه مصطفي ماهر. يعد هذا الكتاب إضافة قيمة إلي علم الثقافة الحديث ومبادئه ومناهجه وتطبيقاته، حيث يحيط بتلك الثقافة الفرنسية وتاريخها منذ القرن 19 ووصولاً إلي العصر الحاضر وما حفل به من تجديد للثقافة علي يد جال لانج وأقرانه. كما يشير الكتاب إلي مجالات للمقارنة تتيح لنا فهماً أفضل لثقافتنا وتواصلاً أقوي مع الثقافات الأخري. ويوضح الكتاب أنه بفضل جهود المؤرخين المجددين نشأ فرع من التاريخ العام هو التاريخ الثقافي الذي جدد حقل البحث التاريخي فشمل الأحداث المعاصرة والمشكلات المعرفية والمسلمات البحثية والعلاقة بالعلوم الاجتماعية. وفي اتجاه آخر، صدر"أحزان الإمبراطورية.. النزعة العسكرية والسرية ونهاية الجمهورية" وهو تأليف تشالمرز جونسون وترجمة صلاح عويس. يعرض الكتاب كيفية فرض الهيمنة الأمريكية علي العالم كشكل جديد لإمبراطورية كونية تحيط العالم بنظام واسع النطاق من القوات العسكرية المزودة بأحدث ما أنتجته آلة الحرب الأمريكية. ويؤكد المؤلف علي أنه رغم انهيار الإتحاد السوفييتي زادت واشنطن من وتيرة اعتمادها علي الحلول العسكرية للمشكلات السياسية والاقتصادية. في أحد فصول الكتاب نري كيف تلازمت النزعة العسكرية الأمريكية مع النزعة الإمبراطورية حتي انه يصفهما بأنهما توأمان سياميان ملتصقان لا يمكن الفصل بينهما. ويدلل علي ذلك بالسلوك الإمبراطوري مثل خوض الحروب الانتقائية والتدخل في شئون الدول منذ عقود والإطاحة بنظم حكم لا تستجيب للنزوات الإمبراطورية والعسكرية وفرض نظم عميلة وديعة وعسكرة الفضاء والعمل الأحادي في الشئون الدولية وانتهاك الشرعية دون العودة للأمم المتحدة. وفي الأدب، صدر "المعتمد الأدبي في التفكيك" للمؤلف تيموثي كلارك، ترجمة حسام نايل. ويقوم الكتاب في الأساس علي تحقيق دقيق في وسائل القرب من فكرة الأدب والنصوص الأدبية علي طريقة دريدا وأسلافه، وفيه استرسال إلي ضرورة تحويل مسار العلاقة بين القاريء والنص الأدبي، كما يستعرض الكثير من المضمرات الفلسفية العاملة من وراء الكتابة الأدبية وقراءة النصوص، والمتحكمة في العلاقة بين القاريء والنص. يوضح المؤلف كذلك العلاقة بين دريدا والتفكيك والفكر الأوروبي وفلسفته وأدبه ونقده، فالأدب والنقد ينفتحان بشكل يسائل فكرة الحدود التي لا تزال التقاليد الأكاديمية في العالم العربي تعكف علي تثبيتها بين العلوم الإنسانية، وعلي الأخص بين الفلسفة بما هي طريقة في التفكير مسئولة والدرس الأدبي فيما يشبه إغلاق النوافذ والأبواب. وفي علم النفس، يقدم القومي للترجمة كتاب "السعادة..كشف أسرار الثروة النفسية" تأليف إد داينر وروبرت بيزواس-داينر، ترجمة مها بكير. يطرح الكتاب أسئلة وتفسيرات علمية حول السعادة ومدي فائدتها للصحة والثروة والعلاقات الاجتماعية وعن مستويات السعادة من أجل تحقيق الأهداف. ومؤلف الكتاب خبير عالمي في السعادة.