يسعى الدكتور ميسر كامل جاهدا وراء الكمال فيغرف بنهم من ينابيع الإنسانية باحثا عن كل ماهو جميل في مجالات الطب والفن التشكيلي والكاريكاتير والشعر والأدب مستغلا كل دقيقة من وقته حتى أنه في بعض الليالي لاينام خوفا من أن يهرب الكتاب من بين يديه قبل أن يتم قراءته أو تهرب اللوحة قبل أن تتشكل ألوانها. ويكافىء كامل المتخصص في الجراحة البولية نفسه بشراء كتاب أو مجموعة ألوان بعد استلام أجرة أي عمل جراحي يجريه ..وكان في طفولته يشتري الألوان من خرجيته اذ بدأ اولى خربشاته في عمر الثالثة لتتضح معالم رسوماته في السادسة من عمره باحثا من خلال الرسم عما يخفف الغربة التي خيمت على طفولته أثناء وجود أهله في الجزائر. ويقول كامل في مقابلة خاصة لوكالة سانا إنه يشعر بالندم لعدم الدراسة في كلية الفنون الجميلة فقد درس الطب إرضاء للأهل ولكن هذا لا يعني أنه لايحب مهنة الطب فعندما كان يمرض في طفولته سرعان ما يشعر بالتحسن لمجرد رؤية الطبيب بمريوله الأبيض.. وهو الآن يعتبر أن الفن التشكيلي يخفف عنه عبء المهنة والحالات الإنسانية التي يصادفها أثناء عمله. وخلال دراسته في كلية الطب شارك في عدة معارض بدمشق والمحافظات ونال عدة جوائز وأقام معرضا خاصا في نشاط سنوي لاتحاد الشبيبة كما اقام معرضا خاصا في معهد ثربانتس ضم عشر لوحات مستوحاة من الثقافة الاسبانية00ويحضر حاليا ثلاثين لوحة لإقامة معرض في كندا من خلال التواصل عبر الانترنت مع فنانة سورية مغتربة اسمها جنان مصطفى اقتنت عددا من لوحاته وهي مهتمة بالفنانين السوريين الهواة . كما يتواصل الفنان كامل مع الموقع الكتروني السوري آرت سير الذي يعتبره رسالة سورية في الفن من خلال شراء لوحات فنانين سوريين وعرضها على الموقع للتعريف بالفن التشكيلي السوري. وفي أميركا يتواصل الفنان الطبيب مع مركزين عالميين للفن التشكيلي في كل من نيويورك وفلوريدا فيرسل لهم عبر الانترنت صورا للوحاته فيعرضونها في ألبوماتهم بعد أن تخضع للتقييم من قبل لجنة مختصة. ويضيف إن الفنان يجب أن يطلع في كل يوم على تجارب غيره ولذلك أحرص على متابعة أعمال الآخرين وحضور معارضهم وهذا ما ساعدني على تكوين صداقات كثيرة مع فنانين سوريين مثل موفق قات واسماعيل نصرة ورانيا كعكرلي التي ساعدتني في تعلم التقنيات والنظريات الفنية وكل ما يتعلق بالدراسة الأكاديمية التي أفتقدها كما أنها تعيرني مرسمها لعدم امتلاكي لمكان أرسم فيه سوى زاوية صغيرة في منزلي الصغير0 ولدى سؤاله عن اللوحة الأحب إليه يقول.. أحب كل لوحة مادامت قيد الرسم ولكن ما أن أنتهي من رسمها حتى أشعر أنها ليست اللوحة التي أريد وليست العمل الذي يعبر عني علما أني لا أقارن نفسي بأحد ولا أسعى لتقليد أحد بل أحب بلوغ الكمال وليس تمشاية الحال وأتقبل النقد من أي كان ولا أطرب للمديح لأنني لم أعط كل ماعندي بعد.. وهذا ما ينطبق على عملي كطبيب جراح فأنا لا أنهي أي عمل جراحي دون تجميل حتى لو لم يطلب مني المريض ذلك وهنا تتدخل زوجته الصيدلانية كفاح لتؤكد كلامه بأنها حضرت بعض عملياته ولاحظت الشكل الفني والمرتب لجراح المريض0 ويضيف كامل المولود في القنيطرة عام 1964 ..عندما يأتيني إلى العيادة طفل يعاني من تبول لا إرادي فإنني أطلب منه أن يرسم نفسه مع رفاقه فيرسم نفسه بعيدا عنهم وعن أفراد أسرته وبعد فترة من العلاج يتم خلالها تعزيز ثقته بنفسه ومنحه مزيدا من الاهتمام في البيت والمدرسة تتغير رسومه نحو الإيجابية والخروج من عزلته00 إن الطفل فنان بطبعه لذلك يجب تنمية مواهبه والاستفادة من ذكائه وكان جيلنا محظوظا بما قدمته لنا منظمتا الطلائع والشبيبة من تنمية للمهارات كالرياضة والرسم والمسرح والرقص الشعبي وتقديم المواد المجانية كالألوان والأماكن المجانية كالمراكز الثقافية0 وعن دور أسرته في عمله الفني قال إن زوجته تحب الفن عموما وتقدر أعماله وتشجعه بتعليقات إيجابية ومنذ البداية أعجبت به كفنان حساس أكثر من كونه طبيبا لأن الفن برأيها مرتبط بالأخلاق..وابنه الصغير غدي صف سابع لديه موهبة الرسم وقد حصل على جائزة تشجيعية من وزارة الثقافة في مسابقة الرسم لليوم العالمي للحيوان. ويغلب على لوحات الفنان كامل موضوع المرأة مبررا ذلك بأن كل رجل في الدنيا يبحث عن المرأة 00وفي كل شيء فتش عن المرأة إضافة إلى أن مواضيع الحب والكره والحقد والنصر والأرض كلها يمكن التعبير عنها بصورة المرأة ويمكن تحميل لوحة المرأة كل أفكاري وأحاسيسي خصوصا إني أفضل الرسم التجريدي الذي يعطيني حرية أكثر من الواقعي فالتجريدي مثل القصيدة الحديثة تفسيرها يفقدها معناها واستخدم في لوحاتي التي قاربت المئة الأكرليك لأنه يتجاوب معي أكثر و ارسم بالسكين أكثر من الريشة كما أحب اللوحة ذات المقاسات الصغيرة لأن الفكرة تتكثف فيها بينما تضطرني اللوحة الكبيرة الى شيء من التصنع لملئها. وينصح كامل من يريد امتهان الفن من الأجيال الشابة أن يثقف نفسه ويحضر المعارض الفنية ويتابع المواقع الالكترونية المهتمة بالفن التشكيلي والحركة الفنية وأن يوظف عينه في مشاهدة اللوحات بشكل دائم وألا يهمل موهبته لأنها رصيده الحقيقي في الحياة. المصدر: سانا