مقال ساخر سجن كاتبه وقلمه قبل ثورة التغيير وفيه نادى الكاتب بتذويب الفوارق الطبقية والا فالثورة قادمة لامحالة .. (ثورة الحصاوية) الزلمكة والحصحصة كلمتان متضادتان كل التضاد فما بين الزلمكة والحصحصة ياقلب لاتحزن ... ولكى نصل لجدية الفارق بينهما علينا بداية ذكر معناهما الاصطلاحى. الزلمكة تطلق اصطلاحا للدلالة على عصر السيارات الفارهة بالقرن العشرين بماتحمل من ملامح ثراء وبزخ استفزازى بينما تطلق الحصحصة للدلالة على عصر الحمار الحصاوى والذى كان يعطى راكبه كرامة ايما كرامة وأبهة أيما أبهة واستدراكا اقول الحصحصة ولااقول الخصخصة فهذه من توابع الزلمكة.. ولافارق فى نظرى بين زلمك وحصحص فكلاهما ابن تسعة اشهر بيد ان المولى قد وهبه من الزكاء والثراء المترتب عليه فتعالى على جاره الحصحص غائبة عنه الحكمة القائلة ارحموا عزيز قوم................ كما قد غاب عنه ان هذا الحصحص كان له هو الاخر يوم يتيه فيه ويتبختر بل ويتباهى ببردعة حصاويه المزركشة ولجامه البراق... وهاهو قد دارت عليه الدائرة واصبح ينظر اليه الزلمك بتعال ناسيا الحكمة القائلة ( يوم لك ويوم عليك ولو دامت لغيرك ماوصلتك) لذا لايفوتنى فى هذا المقام ان احزر وبشدة هذا الزلمك من يوم ات لاريب فيه يعود الحصاويون ثائرون مزمجرون تحمل اياديهم رايات مكتوب عليها ( يوضع سره فى اضعف خلقه)... ولاغرو ان الزلامكة لن يسلموا بهذه السهولة طبقا لمقولة ( ان العازف عن الجلوس فى بادىء الامر متمسك بمقعده فى النهاية) وهنا سيحدث صدام رهيب بين الفئتين ...فئة الحصاوية المبتغون ذلك المقعد العالى والزلامكة المبتغون المحافظة عليه... وهذه الثورة فى تقديرى ستاتى على الاخضر واليابس اذ سيقاتل الزلامكة وبعنف خوفا من العودة الى عصر الحصاوية اذ لن تكون حصاوية القرن الحادى والعشرين بل سترجع بهم الى مصاف حصاوية ماقبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام... لكن مهما كان دفاعهم فستكون حربا ضروسا لاتبقى ولا تزر...... لاغالب فيها ولا مغلوب فكلا الطرفين له ايدلوجيته المدافع عنها يقاتل وباستماتة لاجلها... لذا لاناج فى نظرى سوى حصاوى شبل يثب الى المقام الرفيع ليجعل القلة القليلة والفلول الهاربة من دار الوغى من المتزلمكين حصاويين من الدرجة الثالثة لاحتى الثانية!!!! هذا من جانب ومن جانب اخر لايغيب عن فطنتك قارئى العزيز ان طبقة الزلامكة هذه ليست بعيدة كل البعد عن الحصاوية... بل هم فى حكم النبتة من البزرة فقد كانوا فرقة من الحصاوية نالوا قدرا من الزكاء وعلم التسلق فامتطوا اعناق زويهم من الحصاوية فاثروا على حسابهم وغنموا مكتسباتهم مما نقلهم لمصاف الزلامكة ثم قطعوا الحبل السرى مابينهما لذا ما ان تسال اى زلمك ماذا كان شعورك وقت ان تزلمكت لقال لتوه تمنيت ان اكون انا اخر المتزلمكين... بمعنى انا ومن ورائى الطوفان... !!! لذا لايفوتنى فى هذا المقام ان انبه الزلامكة بضرورة استقطاب الحصاوية بما لايشعر الحصاويون معه بمرارة الفارق بينهما... اللهم ان لم يحدث ذلك ستزيد الفجوة ما بين الفئتين وسيحدث ما نوهنا عنه سلفا من ثورة الحصاوية التى لن تبقى ولن تزر..... وان كان الزلامكة قد اذدادت ثقتهم بانفسهم وعتادهم واصبحوا لايخافون شوكة الحصاوية فاننى انبههم ان الساحة ليست حصاوية فقط بل عليهم الا ينسوا ماافرزه الصراع الطبقى بينهم والحصاوية من ظهور طبقة ثالثة تسمى بالمتشبرقين... والشبرقة اصطلاح عامى يعنى الاسراف دونما احتياطى فيحاولون محاكاة الزلامكة فيسقطون فى الدرك الاسفل للحصاوية ثم يعاودون الكرة فيصعدون ثم يهبطون .. وهؤلاء هم الذين سيقع عليهم عبئ التغيير الثورى ان لم يستقطبهم الزلامكة برحمة منهم وتواد وبتنفيذ سياسة الاصلاح لذات البين ماستطاعوا.. ذلك لان الزلامكة لم ياخذوا بايديهم حين ارادوا الزلمكة فتركوهم يسقطون فى درك الحصاوية الاسفل فلاهم حصلوا ولاهم وصلوا بيد انهم يعيشون على امل الثورة وملىء اشداقهم ابتسامة عريضة تنم عن سعادة غامرة بقرب التغيير وحزن دفين لعناد الزلامكة الذين بامكانهم حتى قراءة هذا التحزير تحسين الاجواء واستقطاب فئتى الحصاوية والمتشبرقين.. وعليهم الا ينسوا ان من فات قديمه تاه والا سياتى يوم يؤكد فيه الزلامكة بانهم حصاويين بالسليقة حين يعرف الحصاويون اصول اللعية وهذه المرة لن يتسلقوا اعناق بعضهم البعض بل سيمتطوا اعناق الزلامكة انفسهم بمنطق ان الغاية تبرر الوسيلة مادامت ثورة التغيير قد بدات وهنا لاعجب لو رايت حصاويا فى عصر الفضاء وقد امتطى السيارة البرجوية والتى تقطع المسافة مابين ترب الغفير ومصر الجديدة فى ثلاث دقائق وعندئذ تكون قد اتت ثورة الحصاوية ثمارها..!!!!!!!!!!!!!!!