تستعد شركة بي.بي العملاقة للنفط لتركيب غطاء احتواء جديد على بئر ماكوندو التابع لها تأمل ان ينجح لاول مرة خلال 12 اسبوعا في ان يوقف أخيرا التسرب النفطي في قاع خليج المكسيك. وعانت الشركة من انتكاسات عدة في مسعاها لوقف التسرب النفطي الذي بدأ قبل 85 يوما وشكل أسوأ بقعة نفطية قبالة السواحل الامريكية في تاريخ الولاياتالمتحدة. وحذرت بي.بي من انه ليس من المؤكد نجاح نظامها الجديد لاحتواء البقعة النفطية. وأزالت الشركة يوم الجمعة غطاء من فوق البئر في اطار خطة لتركيب نظام تغطية أكبر يمكنه احتواء ما يصل الى 80 ألف برميل يوميا بدلا من 25 ألف برميل يوميا كان يحتويها الغطاء القديم. وبعد اسابيع من التراجع بسبب ارتفاع تكاليف عمليات التطهير والاضرار التي لحقت باقتصاد الولاياتالامريكية المطلة على ساحل خليج المكسيك ارتفعت اسهم بي.بي نحو ثمانية في المئة في نيويورك يوم الاثنين مع التطورات الموعودة لاحتواء البقعة في خليج المكسيك ومع تردد أنباء عن محادثات تجريها شركة اباتشي الامريكية للطاقة وشركات أخرى لشراء أصول من بي.بي قيمتها عشرة مليارات دولار. واعلنت شركة بي.بي يوم الاثنين ان تكلفة التسرب ارتفعت الى نحو 3.5 مليار دولار وأنها قامت بدفع مطالبات تعويض يتجاوز عددها 52 ألفا بلغت قيمتها نحو 165 مليون دولار. وقالت ان عدد المطالبات التي جرى تقديمها بلغ نحو 105 الاف. وتزامن التقدم المنتظر في جهود احتواء البقعة النفطية مع تعديل ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لقرار سابق بحظر التنقيب في المياه العميقة. لكن منتقدين قالوا ان تلك هي مجرد اعادة صياغة للحظر السابق الذي أبطلته المحاكم. وقال مسؤولون في صناعة التنقيب ومحللون ان خطر نشوب معركة قضائية حول مسعى الادارة تعليق عمليات التنقيب عن النفط في المياه العميقة في خليج المكسيك كان له تأثير سيء على الصناعة ويهدد بفقد عشرات الالاف من الوظائف. ومن المتوقع ان يتصدر يوم الثلاثاء ولليوم الثاني قرار حظر التنقيب وأثره على صناعة النفط والغاز مناقشات اللجنة المستقلة التي كلفها أوباما ببحث التسرب النفطي المجتمعة في نيو اورليانز. ومع بدء اللجنة المكونة من سبعة اعضاء تحقيقها في أسباب واثار التسرب النفطي أعلنت بي.بي عن نقطة تحول محتملة في الازمة. فبعد ساعات من بدء نظام احتواء جديد قالت بي.بي في قوت متأخر من مساء يوم الاثنين انها ركبت غطاء احتواء وزنه 40 طنا على البئر الواقعة على بعد 1.6 كيلومتر تحت المياه وهو غطاء أكبر ومحكم أكثر من الغطاء الاول الذي أزالته يوم الجمعة. واستمر تدفق النفط الخام في البحر في الوقت الراهن لكن بي.بي تعتزم اختبار الغطاء الجديد والضغط الداخلي في البئر يوم الثلاثاء باغلاق صمامات الغطاء لوقف التسرب. واذا سارت الرياح كما تشتهي السفن فستكون هذه أول مرة يتوقف فيها التسرب من البئر ولو مؤقتا منذ الانفجار الذي وقع يوم 20 ابريل نيسان في الحفار ديبووتر هورايزون في حادث ادى الى مقتل 11 عاملا