امم تحيا وامم تنهار ، ثقافات تسيطر على المجتمع وعند محاوله اكتشاف ثقافات الامم ، نبحث فى جذورها واصولها ، منها من نجد له جذور لمئات وربما لآلاف السنين ومنهم من لم يتجاوز قرن من الزمان ، ثقافات تسيطر على الامم رغم جذورها الهشه وثقافات تعيش فى ذيل الامم رغم جذورها الممتده ، واذا بحثنا هنا وهناك على سبب لهذه المفارقات نجد ان سر سيادة ثقافه معينه على العالم بكل بساطة يكمن فى الايمان ، ليس الايمان بمفهومه الدينى ولكن الايمان يعنى الاعتقاد ، فأنت تؤمن بنفسك أى تثق فى نفسك وفى وجودك فى هذه الحياه ، لذا عندما تؤمن بثقافتك وتثق فى حقها فى الوجود وتعمل على هذا فإن هذا ما سوف يحدث ، فالامم عندما تثق فى حقها فى الوجود وتعمل على اثبات وجودها فى الحياه تستطيع ان تسيطر على العالم اجمع . واذا استحضرنا بعض الامم التى اثرت ثقافاتها فى وجدان العالم نجد ان من سماتها الاساسية قوة اعتقادها فى ذاتها وثقتها فى انها تستطيع تغير العالم والسيطره عليه والمهم ايضا هو ثقتها فى الاستمرار ، لذا فالعالم الان لا يعترف بالحضارات من حيث قوة اصولها وجذورها ولكنه يتأثر دائما بقوة اعتقادها فى ذاتها وقدرة هذه الثقافه على تغيير عقول البشر فى اتجاه صالحها ، والامثله كثيره على ذلك من ثقافات استطاعات تغيير العقول برغم من ضعف جذورها او ربما انعدامها من الاساس . ومن ابرز النماذج على ذلك فى العصر الحديث النموذج الامريكى- الصهيونى ، فلقد استطاعات الثقافه الامريكيه - الصهيونيه ان تسيطر على العالم فى وقت قياسى ، سيطرت على عقول وغيرتها وشتت عقول اخرى وشككت فى جذور الامم الاخرى حتى تناست الشعوب هويتها واصبحوا هم اسياد العالم، لم يتوقف سيطرتها على العقول فقط لكنها امتدت لكل جوانب الحياه من اقتصاد ومال الى اعلام وثقافه وفكر والى الدين بالطبع، فقد كنا قديما نعتقد اننا نستطيع ان نختلف فى اى شئ الى فى امور الدين فهى امور شرعيه انزلها الله عز وجل ، دستور لا يختلف عليه اثنين ، لكننا الان اصبحنا نختلف فيه كل يوم ، يوما بعد يوما نختلف فى امور طفيفه واختلافات صغيره الى ان اصبحنا نختلف فى الامور الجوهريه ، فى الصلاة والصيام والحجاب وغيرها من الامور التى فرضها الله علينا . لقد استطاعت ثقافات لم يمتد عمرها بضع سنين ان تغيير فى عقول وثقافات امتدت لآلاف السنين ، استطاعوا ان يغرسوا بذور الفتنة بين علماء الامه الواحده حتى يتشتت شعبها ، استطاعوا ان يشغلونا بالتفاهات ، استطاعوا ان ينزعوا من عقولنا حب العلم والمعرفه فاصبحت كل احلامنا كأسا فى الرياضه او تفوقا فى عالم السينما ، واصبحنا لانستطيع انتاج شيئ غير اغانى الفيديو كليب والافلام الهابطة ، فبتنا نسألهم المعونات واصبحنا تابعين لهم فى كل شئ ، استطاعوا ان يلهونا فى امور يومنا من مأكل ومشرب ، فتجمعت المظااهرات والوقفات ضد ارتفاع الاسعار وصعوبه المعيشة ، جعلوا منا شعوبا متخلفه لا نستطيع تصنيع" سبحة " نذكر بها اسم الله، سيطروا على عقولنا بأصبحنا لانستطيع ان نرفع اعيننا امامهم، كل ذلك يوضح ما استعرضناه من البدايه ان الايمان قوة تستطيع ان تفعل بها كل شئ ، لذا فقد استطاعوا ان يغيروا فينا عندما استطاعوا ان يضعفوا اماننا بأنفسنا ، قال الله تعالى في سورة الرعد : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ، وقال ايضا : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) ، فقد انتهى زمن المعجزات فالعمل ثم العمل هو من سمات الامم العريقه القادرة على الاستمرار ، ولايمكننا العمل بدون ايمان بأنفسنا وايمان بخالقنا عز وجل فهو من قال : (وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ) ، فهو لن يظلم عباده ابدا ماداموا يعتقدون فى خالقهم ويؤمنون بقدراتهم ،فإذا رجعنا الى نموذجنا المعاصر نجدهم يؤمنوا بأنفسهم ويعملوا على ذلك فيتقدموا وينهضوا بأمتهم لذا اصبحت لهم اليد العليا فى كل شئ فى عالمنا يقرروا مصيرنا ومستقبلنا اما نحن فلا نملك سوى ان نشجب ونستنكر ، فلا نملك من صناعة ولا تجارة ولا علم ما يؤهلنا ليكن لنا من صوت فى هذا المجتمع ، يجب علينا ان نفيق من غيبوبتنا حتى لا نصحوا يوما وقد سلبت منا اعراضنا وكرامتنا واصبحوا يحركوننا من دون اراده منا، يجب علينا ان نعمل ونطمح فى مستقبل افضل حتى نستطيع ان نسموا بامتنا ونرتقى بها وأن نسترجع عزتنا وكرامتنا التى تناسيناها .