ان التحرش اصبح هو جريمة العصر الذى يصعب على اى جهة ايقافه حتى الجهة النفسية لدى الانسان ، لقد شاهد المجتمع المصرى فى الاونة الاخيرة حالة من البشاعة تجاه تلك المشكلة مما ادى الى ارتفاع عدد القضايا امام المحاكم بل والحكم بالسجن على بعض متهمى تلك الجريمة. اذا كان التحرش بسبب تأخر سن الزواج ، فلما ابو الاولاد يتحرش !!! واذا كان بسبب الامية ، فلما المدرس يتحرش !!! واذا كان بسبب الفقر ، فلما صاحب الشركة يتحرش !!! واذا كان بسبب الكبت الجنسى ، فلما الطفل الذى يبلغ سبع سنوات يتحرش !!! واذا كان بسبب لبس المرأة ، فلما يتحرشوا بالمنقبات!!! ماذا تنتظر من اناس نسوا دينهم وقللوا من قدره الذى هو كان دائما وابدا سندا للانسان فى هذه الدنيا الغادرة . قال تعالى "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ" النور30 "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" النور31 و قد أخبرنا النبي صلي الله عليه و سلم بوقوع و شيوع هذا البلاء العظيم فقال (إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد) متفق عليه. و قال (والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيرهم يومئذ من يقول : لو واريتها وراء هذا الحائط) رواه أبو يعلى. لقد اجريت دراسة على 100 مرأة عاملة فى القطاع الحكومى بواسطة استبيان نفذته عدد من الباحثات السيدات اللاتى اجرين لقاءات منفردة مع الحالات المستهدفة كانت نتائج البحث هى: 78% من النساء يتعرضن الى الملامسة باليد من زملائهم الرجال بطريقة متعمدة. 76% من النساء يتعرضن لملامسة اجزاء من اجسادهن. 76% ينظر الى اماكن حساسة من اجسادهن. 73% يحاولون زملائهن تقبيلهم. 72% من النساء يتعرضن الى التحرش اللفظى بواسطة مدح قوامهن. 72% من النساء يتعرضن الى التهديد والاغراء للتجاوب جنسيا. كما كشف الدراسة عن صفات الشخص المتحرش بالمرأة العاملة ، حيث يتراوح سنه من من 34 الى 82 عاما ، ومتزوج ، والنسبة الاكبر منهم متوسطو التعليم وزملاء فى العمل ممن لديهم علاقات وطيدة برؤسائهم ، ولديهم سوابق متكررة فى التحرش الجنسى ببعض زميلاتهم . ويضاف الى هذه الصفات ، يكون المتحرش فى الغالب مدخنا وجذابا ومتحدثا لبقا وذي شخصية قوية ومؤثرة ودائم المزاح مع زملائه ، كما انها نبهت الى تأثير التحرش الجنسى على المرأة العاملة ، ومن أبرز الآثار التى تلحق بضحية التحرش تتمثل فى أنها تعانى من الشعور بالإنهاك البدنى، وتضطرب حالتها النفسية، وهو ما ينعكس بالضرورة سلباً على أدائها للعمل بل وقد تكره الذهاب إليه، وتصبح غير واثقة بمن حولها، وحتى بنفسها، وهو ما يؤدى إلى اضطراب حياتها الأسرية وعلاقاتها الشخصية ومن هنا تبرز خطورة التحرش ليس بوصفه مشكلة تحدث فى العمل بل لأن آثاره تتخطى حدود العمل لتشمل الأسرة، والسياق الاجتماعى المحيط أيضاً. ولكن لم تواجه مصر هذه المحنة بسلبية ، وانما وفقا لكتاب قانون العقوبات المصرى للدكتور رفاعى سيد سعد – قسم جرائم الاعتداء على المصلحة العامة وجرائم الاعتداء على الاشخاص ، يوجد عدة نصوص قانونية واضحة لهذه الجريمة مثل: مادة 269: كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ سن كل منهما 18 سنة كاملة بغير قوة أو تهديد، يعاقب بالحبس، وإذا كان سنه لم يبلغ سبع سنين كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة 267، تكون العقوبة بالسجن المشدد. مادة 269 مكرر: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على شهر كل من وجد في طريق عام أو مكان مطروق يحرض المارة على الفسق بإشارات أو أقوال. مادة 278: كل من فعل علانية فعلا فاضحًا مخلا بالحياء يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة، وغرامة لا تتجاوز ثلاثمائة جنيه. ورأت العديد من المنظمات الحقوقية ، ان هذه العقوبات ليست رادعة بما يكفى ، وطالبوا بتعديل هذه النصوص وتغليظ العقوبة على المتهمين بجرائم تحرش. فلندعوا الله بكل رجاءا من قلوبنا ان يحفظ بلدنا من كل من يحاول ان يدنسها او يعبث بنسائها.