لقد أثيرت قضية استشهاد الرئيس الراحل ابو عمار مرة أخرى بواسطة قناة الجزيرة ، والذي لا يختلف إثنان في أن أبو عمار مات مسموما وبيد إسرائيلية وربما بتنفيذ فلسطينيين تجردوا من فلسطينيتهم وكرامتهم ، لكن القضية الأهم من سيحاسب إسرائيل ومن سيواجهها لو تأكدنا مئة بالمئة أن الجريمة صناعة إسرائيلية بحتة ، هل يمكن مقاضاة إسرائيل أو محاسبة القادة الإسرائيليين من شارون وموفاز وغيرهم ؟ بالطبع لا فدولة قامت على الإرهاب وقتلت الآلاف من الفلسطينيين والعرب وارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسانية بدءاً من دير ياسين وكفر قاسم و صبرا وشاتيلا وقانا و ليس إنتهاءاً بحرب غزة ، فجرائم إسرائيل مستمرة ما أستمرت بفكرها العنصري وأستمرت في إحتلالها ونهجها التدميري والإبادي للحياة الفلسطينية بكل ما تملك من وسائل وطرق ، لا أعتقد أنه لا مستفيد من قتل ياسر عرفات سوى إسرائيل و قد ذكر ذلك شارون اكثر من مرة في أكثر من مناسبة ، فكان لابد من قتله خاصة بعد تعنت أبو عمار وعدم عودته للسياسة المفاوضات ودعمه المباشر وغير المباشر للعمليات الفدائية ، بكل تأكيد إسرائيل إستفادت من قتل أبو عمار ، كذلك الولاياتالمتحدة شعرت ان أبو عمار يقف في وجه العملية التفاوضية التي كانت في نظر الشهيد أبو عمار إهداراً للوقت ،كما إنه من الناحية العملية لن يساهم إثبات أن إسرائيل هي من قتلت أبو عمار في ادانتها القضائية أو تنفيذ عقوبات ما أمام المحاكم والمحافل الدولية ، سوى أنه قد يعري السياسات الإسرائيلية أمام دول العالم ، كم أن معرفة وسيلة القتل وأداة القتل وهي سم البلونيوم او غيره سيساهم بشكل واضح بتحديد أداة التنفيذ الإسرائيلية والتي كانت عبارة عن عملاء فلسطينيون وصلوا للدائرة المقربة للشهيد أبو عمار ، ولا أعتقد ان هؤلاء العملاء وصلوا للدائرة القريبة للشهيد في فترة قليلة فربما كانت إسرائيل تجهزه وتهيئه منذ سنوات للوصول إلى هذه الدائرة ، كما أن السموم التقليدية لا يمكن ان تأتي نتيجة إحتكاك مباشر فبما ستسبب أيضا بهلاك العميل أيضا المنفذ للقتل ، بالإضافة الى أن إسرائيل نفذت مئات الإغتيالات البشعة بحق كوادر وقادة الفصائل كالشهيد أحمد ياسين وأبو علي مصطفى ، وفتحي الشقاقي ، وابو جهاد ولم ترى إسرائيل أحدا يقاضيها أو يحاسبها على مدار أكثر من أربعون عاما وهي تنفذ الإغتيالات في داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها ، الأجدر من السلطة ومنظمة التحرير والفصائل الإستفادة إعلاميا وقضائيا من هذا الملف وإثارته في المحافل الدولية والقضائية ،وفي النهاية يجب ان ينبش قبر الشهيد أبو عمار لأنها لم تزل روحه هناك في القدس حيث يجب أن يدفن ، وعيناه لم تزل تلاحق قاتليه ، ولعنته تطارد من طارده من جبال نابلس وبيروت وغزة ورام الله ، و علينا أن ننبش أسماء شهدائنا من عقولنا ووجداننا وان نعمل بوصاياهم فلا راحة لهم إلا بحرية أراضنا وسمائنا ، وثأرهم واجب علينا .