أخطأت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها حينما هرولوا وارتموا في أحضان المجلس العسكري لاهثين خلف السلطة التي ظنوا واهمين أن المجلس العسكري سيخولهم إياها دون غيرهم يدفعهم في هذا شهيتهم للحكم محاولين إقصاء بقية القوى مما أوقعهم في إشكاليات كثيرة ولكني لم أفقد ثقتي في أنهم سيستعيدون ترتيب أفكارهم أو بدأوا في ذلك بالفعل وإن كنت أرى أن هدفهم من الخروج في جمعة " تقرير المصير" يختلف عن أهداف بقية المجموعات وإن بدا متفقاً في بعض جوانبه وهكذا الأمر بالنسبة لبقية القوى الثورية من تنظيمات وائتلافات مختلفة فكلٌ يبكي على ليلاه وقد جاءت دعوة الجماعة للنزول للميدان بمثابة اعتراف بأن شريعة الميدان لا تغني عنها شرعية البرلمان أو على الأقل هكذا يرون والمراقب للأمور يدرك أن الجماعة تعرضت لهزات عنيفة في الفترة الأخيرة وصادفها سوء حظ غير طبيعي مرده إلى تخبط الجماعة ومن وراءها الحزب وترددها ما بين التحالف مع المجلس العسكري لجني مكاسب سريعة وبطريقة سهلة وبين انضمامها إلى معسكر القوى الثورية وكانت النتيجة عدد من القرارات الغير موفقة مما جعل بعض أعضائها يستقيلون منها والبعض الآخر ينخرط في أحزاب وتنظيمات أخرى كما فعل الدكتور محمد حبيب والهلباوي بانضمامهما إلى حزب النهضة الذي شكله أحد أكبر كوادر جماعة الإخوان بعد مغادرته الجماعة . وفي خضم تلك الأحداث وما تتعرض له الجماعة من هجمة شرسة ومنظمة من قبل البعض والذين يسخرون وسائل الإعلام لخدمة هجمتهم وينتقدون أداء الإخوان داخل البرلمان خاصة وأداء الجماعة بصفة عامة دوما ًأقول وأكرر من حقهم علينا أن نعطيهم الفرصة كاملة ونتلمس لهم الأعذار وننصح لهم ولا نقوم بذبحهم عند أول خطأ فالجماعة لا زالت لم تستوعب فكرة وجود حزب سياسي يمثلها ويبدو أن الأمر سيستغرق بعض الوقت ولوا أرادوا نصيحتي " عليهم بتفكيك الجماعة نهائياً والانخراط في العمل الحزبي " حتى لا يطغى أداء الجماعة على ممارسة الحزب للعمل السياسي وحتى تمحى الفكرة التي يروج لها البعض – وأعتقد أنها صحيحة إلى حدٍ ما - وهي أن الجماعة لا تخرج إلى حدٍ ما عن رؤية المرشد وتلك الفكرة ترسخت في أذهان الكثير من الناس ويؤكدها موقف الجماعة من الدكتور أبو الفتوح والذي أرى أن الجماعة لا يهمها منصب الرئيس بنفس أهمية سحق ذلك المارق عن الجماعة أعني الدكتور" أبو الفتوح". ويبقى أن نقول- لكل من أراد أن يبرر أفعاله بدعوى الخوف على الثورة - لا خوف على الثورة فالشعب واعٍ جداً ومدرك لما يحدث حوله وهو الحارس الأمين والدرع الحصين للثورة وإن كانت الأغلبية الفاعلة تبدو غير مشاركة في الأحداث لكنها تتدخل في الوقت الملائم والمناسب لإدارة الدفة وتوجيهها في الاتجاه الصحيح وقد شهدنا هذا مراراً وسيتكرر فلا وصاية على هذا الشعب المتمثل في الأغلبية الغالبة ممن يطلق عليهم اسم " حزب الكنبة " أولئك المخلصين الحقيقيين الذين يحبون مصر دون الطمع في منصب أو كرسي أو اللهاث خلف الأضواء والشهرة وكل همهم أن تصبح مصر حرة متحررة من كل قيودها هؤلاء هم صمام أمان الثورة الحقيقي هؤلاء هم المصريين بعيداً عن أي تقسيمات حزبية أو تنظيمات سياسية وهم مؤتلفين بلا ائتلاف متفقين بلا اختلاف على صالحهم وصالح الوطن . ويظل هناك عدة تساؤلات ستكشف عن إجابتها الأيام القليلة القادمة لماذا الميدان الآن ؟وهل أصبح البرلمان عاجزاً عن استكمال أهداف الثورة حتى نلجأ للتحرير من أجل تقرير المصير ..!! أم أنها مناورات سياسية للضغط من أجل تحقيق أهداف خاصة ؟